التحديات البيئية وإدارة المخلفات في الأردن: جهود مجتمعية وشبابية

الرابط المختصر

يعد الموضوع البيئي من أبرز القضايا العالمية اليوم، حيث يؤثر تغير المناخ على المجتمعات سياسيًا واجتماعيًا. الأردن، كغيره من الدول، يواجه تحديات بيئية تتطلب حلولًا مبتكرة ومبادرات مجتمعية لتحسين إدارة المخلفات وتعزيز عمليات إعادة التدوير لتحقيق بيئة مستدامة.

وأكد وزير البيئة، معاوية الردايدة، أهمية إشراك الشباب في المحافل الدولية المعنية بالمناخ، لإيصال صوتهم جاء ذلك خلال لقاء الوزير والوفد الشبابي الأردني المشارك في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) الذي انعقد  في العاصمة الأذرية باكو في تشرين أول 2024.


و أشار إلى اجتماع نظمته رئاسة المؤتمر بعنوان "المضي قدمًا في الإطار العالمي حول الأطفال والشباب والسلام وأمن المناخ"، إذ مثّلت الناشطة في العمل المناخي، حلا الوشاح، صوت الشباب الأردني في مداخلة مهمة خلال الاجتماع.
وأشار الردايدة إلى أن الأردن أشرك ثلاثة شباب ضمن فريق المفاوضات الدولية، بعد تدريب مكثف لتطوير قدراتهم وتمكينهم من تمثيل أولويات الأردن بفعالية.
وأكد أهمية مشاركة الشركات البيئية الأردنية الناشئة بالعمل المناخي، مشيرًا إلى أنها تمثل شريكًا محوريًا في تحويل التحديات إلى فرص.

إدارة النفايات في الأردن: خطوات رائدة

يشير الأستاذ أحمد الروسان، رئيس جمعية المحافظة على المياه والبيئة، إلى أن الأردن اتخذ خطوات مهمة لتطوير قطاع إدارة النفايات، حيث تم إصدار قانون خاص للنفايات عام 2020، وهو الأول من نوعه في المنطقة. ويوضح الروسان أن تحسين إدارة النفايات يبدأ بتقليل إنتاجها، مشيرًا إلى أن معدل إنتاج الفرد في الأردن يصل إلى حوالي 900 جرام يوميًا. وأضاف أن التوعية المستمرة بأهمية فرز النفايات من المنازل وتشجيع المواطنين وبخاصة الشباب  على رؤية النفايات كموارد يمكن استثمارها، يمثلان خطوات أساسية نحو تعزيز الاستدامة البيئية.

مبادرات مجتمعية مبتكرة

من بين المبادرات التي تسلط الضوء على دور المجتمع، هناك عدة مشاريع شبابية والتي تجمع بين الإبداع والاستدامة. هذه المشاريع تركز على إعادة تدوير الورق يدويًا، حيث بدأت الطالبة الشابة آلاء بتجميع الأوراق غير المستخدمة من الجامعة وصنعتها إلى بطاقات تحتوي على بذور نباتية. هذا الابتكار يعزز الوعي البيئي ويحفز الأفراد على إعادة التفكير في كيفية الاستفادة من المواد قبل التخلص منها.

تشير المهندسة رند الخشمان إلى أهمية المبادرات البيئية التي تركز على الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية. وتشير إلى مشاريع مثل "مركز البيئة الوطني" الذي يسعى لإنتاج العسل البيئي ومبادرات إعادة التدوير. وتشدد على أن حملات التوعية مثل "نحن من أجل المناخ" تسهم في رفع الوعي بقضايا التغير المناخي من خلال أدوات مثل المدافعة وكتابة أوراق السياسات.

من جهة أخرى، تؤكد الدكتورة زينة حمدان، خبيرة الإعلام والبيئة، أن الفرز من المصدر يجب أن يكون مسؤولية مشتركة بين المواطنين والجهات الرسمية. وأشارت إلى أن نسبة إعادة التدوير في الأردن لا تتجاوز 5%، ما يبرز الحاجة إلى جهود مضاعفة لتوعية المواطنين وتعزيز التشريعات.
 

أما عن الفرص الشبابية الأخرى، فهناك مشاريع مثل إعادة تدوير النفايات الإلكترونية وإطارات السيارات. حيث يمكن استخراج المطاط والمعادن من الإطارات واستخدامها في تطبيقات متعددة مثل أرضيات الملاعب وصالات الرياضة، مما يخلق فرص عمل جديدة للشباب ويقلل من الاعتماد على المواد المستوردة.

ووجهت  حمدان نصيحة للأسر الأردنية بالقول " قبل التخلص من أي مادة، انظر إلى إمكانية إعادة استخدامها أو تدويرها. تواصلوا مع الشركات المتخصصة للحصول على حاويات فرز النفايات أو ترتيب عمليات جمعها."