أحلام الشباب الأردني: هل يمكن أن تتحول البطولات الرياضية إلى رياضات افتراضية؟
محمد، شاب يبلغ من العمر 20 عاما لديه هوس في الألعاب الكترونية، "ويقول أنه يتمنى تحول البطولات الرياضية إلى بطولات في الألعاب الإلكترونية ستكون أفضل تجربة حياتي". ويضيف أنه يستطيع المنافسة مع لاعبين من جميع أنحاء العالم، ويتعلم الكثير عن العمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي". ويضيف: "الألعاب الإلكترونية ليست مجرد ترفيه، بل هي رياضة تتطلب مهارات حقيقية".
ويقول علي29 عاما، لم تعد الرياضة تقتصر على الملاعب.ويعتقد أن البطولات الرياضية الافتراضية ستفتح آفاقًا جديدة، مما يتيح الفرصة لتجربة المنافسة في بيئات مبتكرة.
تقول رنا24 عاما، إحدى لاعبات الألعاب الإلكترونية: "نحن نتحدث عن الاحترافية. البطولات الافتراضية يمكن أن تكون بنفس أهمية البطولات التقليدية، بل ربما أكثر جذبًا للشباب سنكون قادرين على توسيع نطاق المشاركة، لنشهد مستوى من المنافسة لم نره من قبل ".
يتمنى الشباب أن تشهد البطولات الرياضية في الأردن تحولًا رقميًا، في عالم يتغير بسرعة، يعبّر الشباب الأردني عن رغبتهم في تحويل البطولات الرياضية التقليدية إلى تجارب افتراضية. تجذب هذه الفكرة انتباه العديد من الشباب الذين يرون في الرياضات الافتراضية فرصة لتعزيز المنافسة والوصول إلى جماهير جديدة. من خلال قصص بعض الشغوفين بالرياضة، فهل من الممكن أن تتحول البطولات إلى عالم رقمي؟.
الرياضات الإلكترونية تقدم فرصا للشباب الأردني
يوضح المدرب الرياضي عبد القادر الكيلاني أنه مع ازدياد شعبية الرياضات الإلكترونية في الأردن، فأن الرياضات الإلكترونية تقدم فرصًا جديدة للشباب، حيث تتيح لهم المنافسة في بيئة جديدة وتعزز مهارات التفكير الاستراتيجي. ويؤكد على أهمية استخدام التحليل الدقيق للأداء لتحسين المهارات.
يقول: "التحليل يساعد اللاعبين على تحديد نقاط الضعف وتطوير استراتيجيات فعّالة، مما يعزز الأداء العام ويزيد من فرص الفوز"(
تراجع مستوى النشاط البدني
ومع ذلك، يُعبر الكيلاني عن قلقه من التأثيرات السلبية المحتملة، حيث قد تؤدي زيادة الاهتمام بالرياضات الإلكترونية إلى تراجع مستوى النشاط البدني بين الشباب. يشير إلى أن هذا يمكن أن يُسهم في إهمال الرياضات التقليدية، التي تعتمد على الحركة والنشاط البدني، مما يهدد مستقبلها على المدى الطويل
ضرورة لحفاظ على توازن صحي بين الرياضتين
أضاف الكيلاني إلى ذلك، المخاوف من الإدمان على الألعاب، حيث يُشير إلى أن زيادة الوقت الذي يقضيه الشباب في ممارسة الألعاب الإلكترونية قد تؤثر سلبًا على حياتهم الاجتماعية والدراسية. ويشددون على أهمية وضع حدود للاستخدام وتعزيز النشاط البدني للحفاظ على توازن صحي بين النوعين من الرياضة.
وبدوره،شدد الكيلاني أن التحول نحو البطولات الرياضية الإلكترونية يمثل فرصة لتعزيز قدرة اللاعبين على المنافسة وتحقيق النجاحات، لكن يتطلب أيضًا إدارة حذرة لضمان عدم إغفال أهمية الرياضة التقليدية.
مستقبل الرياضات الإلكترونية في الأردن
عُقد مؤتمر "مستقبل الرياضات الإلكترونية" في الأردن من 20 إلى 28 نيسان 2024، برعاية الملك عبدالله الثاني. تضمن المؤتمر مجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل، حيث ناقش المشاركون استراتيجيات دعم هذا القطاع الواعد، والذي يُعتبر أحد المجالات المهمة لتشغيل الشباب وتعزيز الاقتصاد الوطني.
اختتم مؤتمر "مستقبل الرياضات الإلكترونية" فعالياته مؤخراً، برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث سلط الضوء على الإمكانيات الواعدة لهذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل للشباب الأردني. وقد نظم المؤتمر من قبل مختبر الألعاب الأردني، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وجمع أكثر من 1500 مشارك من مختلف التخصصات.
تمحورت محاور المؤتمر حول الاستراتيجية الأردنية للألعاب والرياضات الإلكترونية 2023-2027، والتي تهدف إلى توفير 3000 فرصة عمل جديدة خلال السنوات الخمس القادمة. كما تشمل الاستراتيجية تدريب 1500 لاعب محترف ومدرب معتمد، مما يعكس التوجه نحو تطوير مهارات الشباب في هذا المجال.
تضمن المؤتمر ورش عمل وجلسات حوارية تناولت أحدث الاتجاهات في صناعة الألعاب، بالإضافة إلى مسابقات تنافسية لمواهب الشباب. وقد أشار الشريك الإداري والتقني لمختبر الألعاب الأردني، نور خريس، إلى أهمية هذه الفعاليات في تحفيز الإبداع والابتكار بين الشباب، مما يسهم في تعزيز مكانة الأردن في هذا القطاع المتنامي.
دعم الحكومة والاستثمار
أكّد أحمد الهناندة، وزير الاقتصاد الرقمي والريادة السابق، أهمية دعم الحكومة لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في الأردن. جاء ذلك خلال حديثه عن جهود الحكومة في استقطاب شركات عالمية للاستثمار في هذا المجال، مما يعزز من قدرة الشباب الأردني على دخول عالم الرياضات الإلكترونية وتحقيق طموحاتهم.
وصرح الهناندة بأنه سيتم إنشاء أربعة مراكز متخصصة في الألعاب والرياضات الإلكترونية، بالإضافة إلى مراكز صغيرة داعمة في مختلف المناطق، بهدف تأهيل المواهب الشابة في هذا القطاع. هذه المراكز ستزوّد بأحدث الأجهزة والتقنيات، وستقدّم برامج تدريبية وورش عمل ومعسكرات تدريبية مخصصة. كما سيستفيد اللاعبون من تدريب متقدم يشرف عليه مدربون مختصون معتمدون من الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية
نظرة مستقبلية
يتوقع العديد من المشاركين في المؤتمر أن يساهم هذا التحول في خلق بيئة تنافسية تعزز من قدرة الشباب على الابتكار وتحقيق النجاحات في السوق العالمي للألعاب. ويعد هذا المؤتمر خطوة مهمة نحو إدخال الأردن في مضمار الدول الرائدة في مجال الرياضات الإلكترونية، وتوسيع آفاق العمل المتاحة للشباب.
أظهرت دراسة حديثة تناولت الأبعاد الاجتماعية والثقافية للألعاب الإلكترونية بين الشباب في الأردن أن هذه الألعاب أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة المراهقين، حيث أثبتت أنها ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل تحمل تأثيرات متعددة على سلوكهم وقيمهم.
الألعاب الإلكترونية تعزز قيم إيجابية بين الشباب
ووفقًا للدراسة، فإن ألعاب العنف والمغامرة تعد الأكثر شعبية بين الشباب، مما يعكس اهتمامهم بالتحديات والإثارة. تُظهر النتائج أن 65% من المشاركين يفضلون هذه الأنواع من الألعاب، وهو ما يُظهر دورها الكبير في حياة المراهقين اليومية.
من جهة أخرى، أكدت الدراسة أن الألعاب الإلكترونية تعزز بعض القيم الإيجابية لدى الشباب، مثل الصبر، التعاون، والإصرار. حيث تُساعد هذه الألعاب في تطوير مهارات التفكير الاستراتيجي والتخطيط، مما يساهم في تنمية قدرات الشباب بشكل إيجابي.
الأثار السلبية للألعاب الالكترونية لدى الشباب
ومع ذلك، لم تخلُ الدراسة من الإشارة إلى الآثار السلبية المحتملة، حيث تم رصد حالات من الإدمان على الألعاب، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والتأثيرات السلبية على الأداء الأكاديمي. حيث أظهر ما يقرب من 40% من المشاركين انخفاضًا في مستوى التحصيل الدراسي بسبب قضاء ساعات طويلة في ممارسة الألعاب.
كما تبين أن الدوافع الرئيسية لممارسة الألعاب تشمل الرغبة في التسلية وملء الفراغ، والمنافسة مع الأصدقاء، مما يعزز الجانب الاجتماعي لهذه الألعاب في حياة الشباب.
تُظهر هذه النتائج أهمية وضع استراتيجيات تهدف إلى توجيه استخدام الألعاب الإلكترونية بشكل إيجابي، وتعزيز القيم الإيجابية التي يمكن أن تنجم عنها. لمزيد من المعلومات حول الدراسة.