عجلون نموذج للتعايش الديني ..الراهبة مريم مثالا
مريم رجاء، راهبة في كنيسة سيدة الجبل في منطقة عنجرة، والتي تبعد عن مركز المدينة عجلون حوالي 2 كم جنوباً، ويحمل اسمها أسم العذراء مريم وصفة من صفاتها وهي الرجاء، تحاول أن تعيش هذا الاسم في حياتها، وعادة ما تحرص رجاء عند مقابلة أي شخص على أن تكون مثالاً جيداً له، وتحاول أن تعمل شيئاً ما يفرح هذا الشخص.
تقوم رجاء كل يوم بما تقوم به أي أم، وتعتبر أم روحية للعديد من الأطفال في الدير، حيث تستيقظ وتهتم بالأطفال، من تحضير طعام الفطور والاستعداد للذهاب للمدرسة وتحرص رجاء بأن يأخذ كل طفل خبزته ومصروفه اليومي، ثم تذهب من بعدهم إلى المدرسة لتقوم بتعليم الطلاب الدين المسيحي، وبعد ذلك تعود برفقتهم لتكمل الروتين اليومي، من تحضير طعام الغداء، وتدريسهم، وإعطائهم مساحة يومية للّعب والتعبير عن أنفسهم.
ومن مبدأ التعايش الديني والتماسك المجتمعي تقوم الراهبات وبالتعاون مع الخوارنة في الدير في تنظيم فعاليات مختلفة منها، عمل مباريات كرة قدم بمشاركة العديد من أبناء المحافظات إلى جانب مشاركة أطفال الدير، حيث أكدت رجاء بأن مثل هذه الأنشطة تساعد الأطفال على التعرف على أشخاص من أديان مختلفة، وتجعلهم يندمجون يتفاعلون أكثر مع المجتمع من حولهم، وأضافت رجاء بأن العديد من الأشخاص من الديانة المسلمة في المحافظة يأتوا ليشاركوا في الاحتفالات التي تقام في الكنيسة.
و تعتبر محافظة عجلون نموذج في التعايش الديني منذ التاريخ حيث أكدت رئيسة مكتب الخدمة الإجتماعية وحماية الأسرة فيحاء القضاة في لقاء لها في راديو البلد مع الإعلامية عطاف الروضان، بأن هذا التعايش ممتد منذ مئات السنين، وأن المساجد والكنائس بنيت من الحجارة ذاتها، وعملوا النساء والرجال من الديانتين المسيحية والمسلمة معاً في الزراعة والحراثة وقطف الثمار، كما ويجمعنا وحدة المكان والتاريخ والاعراف ونتقاسم الخبز والحب والحزن والفرح معاً.
وأضافت القضاة بأن من خلال عملها بالمركز في بعض الأحيان تستعين بالرموز الدينية من الديانتين المسلمة والمسيحية وذلك لدورهم الكبير والمؤثر في المجتمع، وأكدت أيضاً على ترسيخ العهدة العمرية بين الديانتين وضرورة الحفاظ على هذا التعايش من خلال تفعيل دور المؤسسات والنوادي الشبابية وتعزيز ثقافة الحوار بين أفراد الأسرة والمجتمع.
ومن أكثر المناطق التي تتسم بهذا التعايش هي قرية خربة الوهادنة وعرجان وعنجرة وعين جنا و عجلون المركز، حيث تشكل هذه المناطق لوحة فسيفساء جميلة تستطيع ان ترى جمالها من خلال زيارتك لها والتعرف على أهلها الذي تجمعهم وحدة المكان والثقافة والأعراف والتقاليد الواحدة.