دور الجمعيات في تعزيز المساواة بين الجنسين في محافظة عجلون

"منى اليعقوب تروي قصتها خلال عملها في قطاع الجمعيات في محافظة عجلون"

عادة ما تستيقظ منى  في الصباح الباكر لتقوم بأعمالها المنزلية والأسرية المعتادة من تحضير طعام وتنظيف المنزل والاهتمام بزوجها وأبنائها وفي بعض الأحيان بأحفادها، ثم ترتشف فنجانها اليومي من القهوة وتذهب الى عملها كرئيسة  جمعية رائدات كفرنجة الخيرية للقيام بواجبها الاجتماعي والإنساني منذ تأسيس الجمعية عام 2012، تؤمن منى بمقولة " فاقد الشيء يعطيه بسخاء" حيث جاءت منى من أسرة عانت من الفقر الشديد وكانت تسكن مع عائلتها المكونة من عشر أشخاص في غرفتين، ولم تكن منى تدرس على ضوء الشموع كما روى لنا أباءنا وأجدادنا بل كانت تذهب بالقرب من فرن الطابون لتحصل على تدفئة  مناسبة لتستطيع ان تكمل دراستها. 

ها هي اليوم منى الزوجة والأم والجدة  تقدم المساعدة لمجتمعها وتعطي ما تستطيع بسخاء، وفي عام 2017 كانت منى أول رئيسة اتحاد جمعيات على مستوى الشرق الأوسط الى جانب عملها كرئيسة جمعية، حيث أضاف لها عملها في هذا القطاع الكثير من العلاقات الاجتماعية، ويعزز من قوة شخصيتها وجعلها أكثر جراءة في مجتمعها.

وتقوم منى باستقبال الاسر المعوزة ودعمهم ماديا وعينيا، وتمكين بعض نساء المنطقة  في مجالات مختلفة وتمكينها سياسيا واقتصاديا، حيث حصلت الجمعية على صندوق ائتمان محلي من وزارة التنمية لدعم  وتطوير 29 مشروع لسيدات المنطقة وتشتمل هذه المشاريع على التربية الحيوانية كالمناحل وتربية الاغنام والابقار، وصناعة الحلي والإكسسوار، وسوبر ماركت.

وتعد محافظة عجلون من حيث المساحة الجغرافية من أكثر المناطق التي تحتوي على الجمعيات ، حيث يشهد هذا القطاع اقبال كبيرا  من سكان المحافظة ، وبلغ عدد الجمعيات 183 جمعية باختلاف أهدافها وتخصصاتها، وكان من ضمن هذا العدد 18 جمعية مختصة بشؤون وحقوق المرأة ، حيث أكد الرئيس الحالي لاتحاد الجمعيات الخيرية ملكي بني عطا  على هذه الأرقام وأضاف الى ان معظم الجمعيات في المحافظة الهيئة الادارية فيها من النساء، وان هناك 4 نساء من أصل 11 في الهيئة الادارية يعملنا في الاتحاد على اختلاف المسمى الوظيفي لهن، وعمل الاتحاد على  دورات لتمكين المرأة من استخدام الحاسوب ومحو الأمية التكنولوجية.

وأضاف بني عطا بأن العديد من الجمعيات وبالتعاون مع منظمات اجنبية قامت بتعزيز المساواة بين الجنسين من خلال منح العديد من النساء في المنطقة الدعم  اللازم سواء أكان مادي أو معنوي لتمكينها في المجتمع وتعزيز المساواة بينها وبين نضيرها، وأضاف بعض التوصيات لتحسين أوضاع الجمعيات منها: ان يكون هناك تنسيق بين التنمية الاجتماعية والجمعيات، من خلال توجيه الجمعيات لعملها الحقيقي الذي هو أكبر من توزيع المعونات على الفقراء والمساكين، وان يكون هناك تغيير في القوانين والأنظمة الضابطة لهذه الجمعيات.  

 

أضف تعليقك