أم قاسم عجلونية تشارف على المائة عام

تسكن الحاجة أم قاسم في قرية عبلين والتي تبعد عن مركز محافظة عجلون حوالي 3 كم شرقاً، واعتادت الاهتمام بصحتها منذ فترة طويلة فهي تشارف على إتمام مائة عام من عمرها.

 

لم تكن الوحيدة من العائلة التي عاشت لعمر طويل بل كان والدها وجدتها ايضاً ، وبالرغم من تقدمها بالسن إلا انها لا تعاني من أي مرض، حيث انها لا تذهب الى الطبيب إلا لتطمئن على صحتها. 



 

تقول أم قاسم إنها تستطيع القيام بأي عمل دون ان تواجه تحديات ، إلا أن إبنها الوحيد وزوجته وأبنائهم يهتمون بها بشكل جيد، ويحرصون على استقدام عاملة تقوم بخدمتها من الاهتمام بها و ترتيب المنزل وتحضير طعام وغيرها من الأعمال اليومية المعتادة. 



 

وتضيف ام قاسم بانها تستطيع الذهاب لأي مكان حيث اعتادت على زيارة أقاربها وجيرانها والحديث معهم لساعات طويلة، وتؤكد بأن كبير السن يستطيع ان يقدم للجيل الجديد الكثير من الخبرات في الحياة التي لا يمكن لأحد ان يقدمها مثلهم. 



 

أما الحاجة عائشة أو كما يقال لها "عاشه" والتي تبلغ من العمر 85 عام فمنذ 16عام وهي تسكن لوحدها في منزل صغير بعد ان توفى زوجها الحاج سليم، ولم تنجب عائشه الأطفال، تقول بأنها تعاني ألم مستمر في رجليها وفي بعض الأحيان لا تستطيع القيام بأعمالها فتنتظر حتى يأتي أحد أقاربها لمساعدتها، وتضيف بأنها عند ذهابها إلى المستشفى تبقى تنتظر حتى يأتي دورها في المعاينة ولا يتم إعطاءها الأولوية لأنها كبيرة في السن،  وتؤكد بأن كبير السن يستطيع أن يقدم لمن حوله الإنسانية. 

 

في بداية عام 2019 زاد عدد السكان في الأردن بحدود 183 ألف نسمة، وبسبب ارتفاع معدلات العمر المتوقعة عند الولادة، سيكون هناك ايضاً زيادة في اعداد كبار وكبيرات السن حيث وصل العدد إلى 5.5% من سكان الأردن، شكّل الذكور نسبة 50.9%، والإناث 49.1%.

 

إن الزيادة المتوقعة باعداد كبار وكبيرات السن في الأردن تستدعي إجراء نقلة تحويلية ليس في مجال تقديم الخدمات الرعائية لهم كالخدمات الصحية والاجتماعية فحسب، وإنما نقلة تحفظ لهم حقوقهم  والإستفادة من خبراتهم المتراكمة في كافة المجالات والإستماع الى أصواتهم على كل المستويات. 

 

عضو التحالف المدني الأردني لكبار وكبيرات السن "تحالف بثينة" أسماء المومني في محافظة عجلون تؤكد بأن كبار وكبيرات السن في محافظة عجلون بحاجة إلى دور إيواء ورعاية صحية خاصة بهم وتعزيز مهارات الإتصال لديهم، ودعم مشاركتهم وادماجهم أكثر في المجتمع، والاستفادة من خبراتهم المتراكمة، وتضيف المومني  بأن هناك حاجة لتشريع قانون خاص لكبار وكبيرات السن والمشاركة في الاتفاقيات الدولية وتفعيل الاستراتيجية الوطنية الأردنية لكبار السن عام 2018_2022، وتفعيل دور الإيواء والأندية النهارية في كافة محافظات المملكة لا سيما محافظة عجلون والتي تعاني بالأصل من عدم وجود متنفس لكبار وكبيرات السن. 

 

  ترتكز الاستراتيجية الوطنية الأردنية لكبار السن 2018_2022 على عدة محاور حيث يتضمن المحور الأول على مشاركتهم في عملية صنع القرار على جميع المستويات، وخفض نسبة الفقر بينهم، وتحسين ظروف المعيشة لكبار السن في الريف والبادية، وإدماج كبار السن من المغتربين في المجتمع، وضمان التعليم والتدريب المستمرين لكبار السن. 

 

ويقوم المحور الثاني على تحقيق الرعاية الصحية لكبار السن، من خلال توفير الصحة الوقائية، وتوفير الصحة العلاجية لهم.أما المحور الثالث فيتضمن توفير بيئة مادية ورعاية اجتماعية داعمة لكبار السن من خلال، تهيئة السكن الخاص ودور رعاية تتلاءم مع احتياجاتهم، وتهيئة المباني والمرافق العامة ووسائط النقل، وتوفير الخدمات الاجتماعية لهم وتوفير الدعم لمقدمي الرعاية لكبار السن، وتعزيز مشاركتهم في المجتمع، ووقاية وحماية كبار السن من العنف، وتعزيز نظرة المجتمع الايجابية لكبار السن وتعزيز التكافل بين الأجيال. 



 

أضف تعليقك