هل يريد الـ"فيفا" حقا أن ترعى السعودية كأس العالم للسيدات؟

الرابط المختصر

نشر موقع "سبكتاتور" البريطاني تقريرًا تحدث فيه عن بطولة كأس العالم للسيدات 2023 التي ستستضيفها أستراليا ونيوزيلندا في تموز/ يوليو وآب/أغسطس، وترغب السعودية في رعايتها.



وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه أشيع في وقت سابق من هذا العام أن الفيفا كان يسعى لاتفاق رعاية مع ذراع الترويج السياحي للحكومة السعودية شركة "روح السعودية"، لاستخدام كأس العالم للسيدات كوسيلة للترويج للسياحة في المملكة العربية، لكنْ لم يتم الإعلان عنه علنًا بعد.



وأضاف الموقع أنه سواء تم الإعلان عنه أم لا، فقد أثار هذا الخبر قلقا كبيرا بين الاتحادات المستضيفة واللاعبات المشاركات في البطولة والعديد من مشجعي كرة القدم. فإسناد الفيفا الرعاية لهيئة سياحة دولة لا تشارك حتى في البطولة يعتبر أمرًا مثيرًا للاستفهام. لكن ما يثير غضب عالم كرة القدم ورعاته التجاريين هو الترويج للمملكة العربية السعودية نفسها في بطولة كرة القدم النسائية الدولية رغم سجل حقوق الإنسان العام للمملكة، فالنظام الذي يسجن المعارضين حتى بسبب تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتورط وكالات المخابرات الأمريكية في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ليس نظامًا يتوافق بارتياح مع سياسة الفيفا الرسمية المتمثلة في التزامها باحترام جميع حقوق الإنسان المعترف بها دوليًا.



وفيما يتعلق برأي البلدين المستضيفين للبطولة، فإن مسؤولي كرة القدم الأسترالية صرحوا بأنهم يتفهمون موقف الفيفا حول شراكة رعاية مع السعودية لكأس العالم لكرة القدم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا.



وتجدر الإشارة إلى أن كرة القدم الأسترالية كانت شريكًا رئيسيًا في مسيرة "وورلد برايد" التي أقيمت الشهر الماضي في سيدني. وهذه الشراكة تسلط الضوء على مدى تناقض الصفقة السعودية مع قيم مستضيفي هذه البطولة والعديد من اللاعبات وحتى الجمهور.



ولفت الموقع إلى أن حكومة حزب العمال الأسترالية اليسارية وبعد أن قالت سابقًا إنها ستستخدم كأس العالم للسيدات لتسليط الضوء على التزامها بتعزيز حقوق الإنسان للسكان الأصليين الأستراليين، التزمت الصمت علنًا بشأن الجدل حول الشراكة مع "روح السعودية"، وحتى في يوم المرأة العالمي هذا الأسبوع لم يُذكر أي شيء عن الاتفاق. وكان رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز سعيدًا في ظهوره في الهند يوم الخميس مع ناريندرا مودي في مباراة للعبة الكريكيت.



وختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أنه عندما ظهرت أخبار صفقة الرعاية المحتملة في أوائل شباط/ فبراير، راسل رؤساء أستراليا ونيوزيلندا رئيس الفيفا إنفانتينو يحثون المنظمة العالمية على إعادة النظر في الشراكة مع السعوديين، بعد الغضب الذي اجتاح مجتمع كرة القدم الدولي. وهناك الآن تكهنات متزايدة بأن قيادة الفيفا ستؤكد في مؤتمرها في رواندا الأسبوع المقبل أنها أفشلت صفقة الرعاية، وإذا لم يفعلوا ذلك فإن بطولة كأس العالم للسيدات نفسها تخاطر بالتعرض للانتقادات، وستكون قيادة الفيفا قد أثبتت مرة أخرى أن سياستها في مجال حقوق الإنسان قابلة للتنازل.