رمي النفايات من الأماكن العامة.. ضعف في القانون والتوعية
"اعتدت في كل جولة أذهب فيها أنا وعائلتي للتنزه في إحدى غاباتنا، أن ننظف المكان حتى نشعر براحة وطمأنينة أننا نجلس في مكان نظيف، لأنني على قناعة تامة أن لو كل شخص ق بهذا التصرف لن نجد أماكن التنزه لدينا مليئة بالنفايات البلاستيكية" حسب قول غسان عياصرة رئيس جمعية الخضراء لحماية البيئة والطبيعة.
شوهت النفايات الأماكن التي ترمى فيها، ناهيك عن انبعاث الرائحة الكريهة في المكان، بالإضافة للتأثير على النظام الحيوي في المنطقة التي تتجمع فيها النفايات، وذلك عبر استجلاب القوارض والحشرات
يقول عمر شوشان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية أنه من أكثر المشاكل انتشارا هي مشكلة النفايات البلاستيكية، مشيرا إلى ضعف في تطبيق القانون والإجراءات المتخذة بحث رامي النفايات خاصة في أماكن التنزه.
وأضاف شوشان أن قانون إدارة النفايات الجديد يناقش حاليا من قبل مجلس الأعيان، مشيرا إلى أنه اذا تم تطبيق القانون بشكل صحيح سيخفف من أزمة رمي النفايات بشكل عشوائي.
وحسب قانون إدارة النفايات في الأردن يغرم أي شخص يلقي القمامة في الأماكن العامة بغرامة مالية تتراوح بين 10 او1000 دينار أردني، أي تلويث الأماكن العامة بكميات قليلة من النفايات بلا مبالاة.
وبخصوص رمي المواطنين للنفايات قالت هيا " أنا كمتنزهه لا أحب رمي النفايات بشكل عشوائي ، مضيفة " بالعادة أي شي بستخدمه يحتفظ فيه أو أرميه بأقرب سلة نفايات، لكن في أشياء ما بقدر أحتفظ فيها مثل كاسة ماء بلاستيك أو كاسة قهوة، بضطر أحطها عالأرض لأنه غالبا الشوارع ما بكون فيها سلات نفايات ".
قال المتنزه محمد " غالبا إنه كل أماكن التنزه الي بنروح عليها ما بكون فيها سلات نفايات وصعب نجمعها كلها،عشان هيك بنجمعها وبنتركها بنفس المكان".
من جهتها قالت الناطق الإعلامي باسم وزارة البيئة راية السلواني أن الوزارة صممت ووزعت 1000 حاوية بمواصفات خاصة على كافة محافظات المملكة للمتنزهات والغابات والأماكن السياحية ،مضيفة أن الوزارة بصدد توزيع أكثر من 1000 حاوية أخرى خلال عام 2019.
أضافت السلواني أنهم أطلقوا حملة " بيتك بلدك" التي تسعى للتوعية البيئية وعمل جولات تنظيف وتوعية بيئية في مختلف مناطق المملكة، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ14 جولة بواقع جولة أسبوعيا .
وأشارت إلى أن هذه الحملة تأتي ضمن المبادرات الملكية أردن النخوة حيث تم إطلاقها في شهر نيسان من هذا العام وتمتد إلى نهاية شهر تشرين الأول.
بخصوص استبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس ورق بين عمر شوشان أنه لا توجد بدائل بشكل واسع في السوق الأردني، مبينا أن هذا ما يدفع أصحاب المحال التجارية لاستخدام الأكياس البلاستيكية بكثرة.
وقال إنه لا توجد نية لدى الأردن باستخدام الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، مبينا أنه هناك أنواع من الأكياس صديقة للبيئة ويمكن استخدامها مرة واحدة.
لفت عمر شوشان إلى قرار الحكومة الأردنية عام 2017 بمنع استخدام الأكياس البلاستيكية لم يتم تطبيقه على أرض الواقع.
بدورها قالت السلواني أن وزارة البيئة أصدرت نظام تنظيم أكياس التسوق البلاستيكية رقم عام 2017، مبينة أن هذا النظام شمل عدة بنود أهمها منع استخدام أو تداول الأكياس البلاستيكية السوداء، إضافة إلى إلزام المصانع لإنتاج أكياس تسوق بلاستيكية قابلة للتحلل أو أكياس متينة متعددة الاستعمالات.
تشير الإحصاءات الأخيرة حسب مجلة Science Advances إلى أن نحو 300 طن من النفايات البلاستيكية تدخل إلى مكبات القمامة كل عام، معظم هذه النفايات غير قابلة للتحلل بتأثير البكتيريا الموجودة في التربة، لذلك فإن جزيئاتها تبقى في التربة أو تذهب إلى مياه البحار والمحيطات لتتسبب بتسميم الأسماك والطيور، وغالبا ما تكون أحد أسباب وفاتها".
حسن راعي أغنام يقول إن الأغنام تحب بشكل كبير أكل الأكياس البلاستيكية، مشيرا إلى أنها تعمل على تصلب أمعائهم مؤدية إلى وفاتهم.
ويتفق معه الراعي أحمد فريحات أنه من 2إلى 3 من أغنامه تموت سنويا بسبب أكلهم للأكياس والنفايات البلاستيكية.
بدوره بين محمد المومني دكتور في علوم الأرض أننا نستطيع حل مشكلة رمي النفايات البلاستيكية من خلال إيجاد عقوبة رادعة ومطبقة لكل شخص يرمي النفايات بشكل عشوائي و تفعيل الدور الرقابي للشرطة البيئية.
لفت المومني إلى أهمية وجود سلات نفايات في الأماكن العامة ليستخدمها الناس بعد التنزه، مبينا أن وجودها يساعد على التقليل من رمي النفايات بشكل عشوائي.