المصفاة تتسبب بغيمة سوداء لا تغيب عن سماء الزرقاء







تصنف الهاشمية من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها واحدة من «المناطق البيئية الساخنة» عالميا، ويرى قاطنو المنطقة أن المصفاة تحولت من شركة خدماتية الى "فايروس يهتك صدر المواطن الأردني" الذي يقطن مدينة الزرقاء عامة وخاصة لواء الهاشمية وحي المصفاة وحي البتراوي الزرقاء الجديدة.



حسب موقع المصفاة الأردنية الإلكتروني:أنشأت مصفاة البترول الأردنية عام 1956 في منطقة الهاشمية وقد باشرت الشركة إنتاجها عام 1960 ، حيث تقوم المصفاة بإنتاج ما تحتاجه البلاد من المحروقات المختلفة من المشتقات النفطية وكذلك الزيوت المعدنية ، ويتم حرق ما مقداره مئتي ألف طن من الوقود الثقيل سنوياً مما يعني طرح (33) ثلاثة وثلاثون طناً من غاز ثاني أكسيد الكبريت يومياً إلى البيئة المحيطة إضافة إلى اكاسيد النيتروجين والكربون والهيدرو كربونات المتطايرة بالإضافة إلى المياه العادمة الناتجة عن تحلية المياه المستخدمة في إنتاج مشتقات البترول والمياه الخارجة من محطة تنقية المياه العادمة المنزلية التابعة لإسكان موظفي المصفاة.





يتواجد في بلدة الهاشمية ثلاث مصادر رئيسية تسهم بصورة متفاوتة في تلوث الهواء وانبعاث الروائح  وهي مصفاة البترول الأردنية ومحطة الحسين الحرارية ومحطة الخربة السمراء للتنقية الطبيعية بالإضافة إلى بعض المصانع المتنوعة المتواجدة في المنطقة،حيث تنتج ملوثات الهواء عن طريق عمليات حرق الوقود وتكرير النفط وعمليات معالجة المياه العادمة، وما يقارب 22 مصنع بصناعات مختلفة.





الزرقاء بؤرة الامراض ولواء الهاشمية مكسن التلوث :



اطفال تقلع اجسادهم الصحة وتلبس وجوههم ملامح المرض، يعبرون أقسام المستشفيات وتجري في دمائهم العقاقير والكيماوي الذي يشفي المرض الى مرض، هذا ما حصدته الزرقاء وأطفالها من الحياة الكريمة والآمنة والصحية حسب ما تتص عليه قوانين الأمم والشعوب والدول، فهناك ارتباط وثيق بين الأمراض الصدرية والتنفسية والسرطانية مع الغازات السامة والابخرة الناتجة عن التصنيع والمواد الكيميائية من مخلفات المصفاة.





يبعد لواء الهاشمية(35) كم شمال العاصمة عمان (10 كم عن وسط الزرقاء) ولا يتعدى عدة كيلومترات عن الزرقاء الجديدة والبتراوي ومناطق سكنية تكاد تسكنها غيوم الملوثات الناتجة عن الحياة الصناعية فيها.



75% من الملوثات في الأردن حسب المؤشر البيئي تتمركز في الزرقاء وتحديدا لواء الهاشمية، حيث يولد المرض ويتمدد القرح في اجساد الشعب والمواطنين هناك مع كل زفير وشهيق وزفير، حيث تعتبر الطامة الكبرى بتمركز الكثير من المنشآت الصناعية الملوثة للبيئة في مدينة الزرقاء منها مصفاة البترول ومحطة الحسين الحرارية ومحطة تنقية الخربة السمرا ومكب النفايات ومناجم الفوسفات بالإضافة إلى تلوث سيل الزرقاء، هذه هي بقعة تفشي الامراض للبيئة الأردنية والانسان.



رصد الملوثات في تلسكوب العين المباشرة:



غازات سامة رصدت في أجواء مدينة الهاشمية التي تم فيها رصد كل من ثاني أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين وأول أكسيد الكربون كحالة استثنائية غير مؤرخة.



حسب الاحصائيات والدراسات التي شارك فيها على مواقع التواصل الإجتماعي المواطن الأردني حول موضوع تلوث هاشمية الزرقاء تبين ان اراء مختلفة من الناس اكدت واجمعت بأن :

ارتفاع نسبة الملوثات الناتجة عن مصفاة البترول الأردنية سبب رئيسا للأمراض الجلدية والصدرية وتصلب الشرايين وامراض السرطانية في الزرقاء عامة، من المسؤول الأساسي والرئيسي عن ما نتج عن هذا.





ينبذ سكان منطقة الحي الشرقي "الهاشمية" الحي الاكثر تعرضا للملوثات الناتجة عن المصفاة ما يحصدونه من امراض صدرية وتنفسية تطحن عداد اياهم وتهدر اعمارهم التي لا تكاد الا ان تكون قصيرة، وصف ابو احمد احدى المواطنين في الحي الشرقي "ان مرض ابنائه في التحسس الصدري والربو الذي يسكن صدر زوجته لا يكاد ينتهي شهر كامل حتى يزور احد افراد اسرته سرير مستشفى الزرقاء الحكومي لتلقي العلاج نتيجة الاختناق والتحسس الغير غائب عن باب بيته".



حسب ما قاله المواطنون ينبذ نزار عبدالهادي الوضع الذي يحضن مدينة الزرقاء دون كلل منها ولا ملل واصفا المدينة بالمكاره الصحية التي تكتظ بكثافة سكانية تهترئ قلوبها بشتاء الامراض من غيمة سوداء لا تبيض ابدا..



ميار احد قاطني منطقة الزرقاء الجديدة التي تبعد ما لا يتجاوز خمسة كيلو متر عن شركة المصفاة والتي لا تغيب رائحتها عن صدره، والتي تحتل فجر كل يوم رياحها المعبئة بمخلفات التصنيع، يعاني من أزمة صدرية "الربو" الذي خلق لديه مشكلة عانى منها منذ ان تنفس اول شهيق له، ميار المولود في شباط /2004 والساكن جسده الربو لا يعرف ابدا كيف طعم الركض واللعب المهموس بكرة القدم والممنوع من مشاركة اقرانه بهذه الهواية ابدا..



عادل مراشدة نائب رئيس جمعية المحافظة على البيئة الاردنية وحمايتها اكد على ان مراكز الرصد في ملوثات التي تفور في لواء الهاشمية في الوقت الذي توجد فيه مصفاة البترول الأردنية، ومحطة الحسين الحرارية لتوليد الكهرباء، ومصنع الحديد، والخربة السمرا، فلا يوجد اي تصريحات تعود لوزارة البيئة ولا يصرخ في قراءة الملوثات فيها ويتم التكتم على المعلومات بدليل انه القراءة أكثر من المسموح فيه، وتعمل على أضرار بيئية وبشرية في المنطقة.





واكد مراشدة ان لا هناك اي تصريحات وأرقام من وزارة الصحة والبلديات والبيئة ولا يسمح للمختصين البيئيين والجميعات في اعطاء اي تصريح يخص هذه الأمور وهذه الكوارث في حول ما يخص الأضرار اللاحقة في هذه المكرهة البيئية المؤلمة، وتشهد الهاشمية تلوث بيئي لا مثيل له وتوصف المناطق" بالساخنة بيئيا" لإحاطة اللواء في مصانع وملوثات كيميائية خطرة ، واشار الى ان الدراسات التي اجرتها الجمعية اثبتت وجود تركيز عالي من الغازات السامة التي تلوث هواء الهاشمية لكن لا وجود أرقام حقيقية معلنة.



الحل الأمثل في وجهة نظر الجميعة إجراء فحوصات مخبرية للأطفال والمواطنين لقياس نسبة المواد الكيميائية التي تسكن أجسادهم.



المواطنة( س.م) عزت قلبها وقلب اخوتها في فقدان الأب الذي سرقه سرطان الرئه، (س.م) احدى المواطنات التي تسكن الهاشمية والتي علقت حق وروح والدهم في عنق المسؤولين عن هذا التلوث البيئي الاليم. (ممكن توضيح اكثر واثبات أن المصفاة هي السبب هل هنالك تقرير طبي)



وهنا رفضت جهات رسمية عديدة من اعطاء معلومات حقيقية فيما يخص الوضع البيئي والتلوث الحقيقي الذي تفور فيه المنطقة،ولم يحصد راديو البلد على اي تصريحات رسمية من جهات مختصة في المواضيع البيئية.



اطباء الامراض الصدرية والسارية في المستشفيات الحكومية (لم يفصحوا عن اسمائهم ) اكدوا على ان السبب الرئيس للأمراض الصدرية هو تفاقم نسب المواد الكيميائية والابخرة الناتجة عن التصنيع وان الاشخاص الذين يسكنون المناطق الريفية لا يعانون كما يعاني اهالي المناطق الصناعية من الامراض الصدرية التي تهاجم صدورهم دون طلب الاذن منهم او السماح، وعلى ان نسبة الامراض الصدرية والتنفسية و السرطانية وتصلب الشرايين وامراض القلب ترتفع عند العامليين في هذه المصانع، وان هناك خطر حقيقي يلاحق هذه الفئات التي تلتزم اي جهة توظف لديها هذه العمال في اتفاقيات وحقوق الإنسان والعمال الدولية وحسب القانون والدستور الأردني.





ومن الملوثات البيئية الموجودة في المنطقة،ثاني اكسيد الكبريت، كبريتيد الهيدروجين، أول أكسيد الكربون، ثاني أكسيد النيتروجين، كلها ملوثات تؤدي الى الاضرار في صحة الانسان وسلامة البيئة.



الزرقاء ثاني اكبر مدينة تحتوي على 572,690 نسمة، مع الضواحي: 972,900 نسمة حسب دائرة الاحصاءات العامة واما لواء الهاشمية ويبلغ عدد سكانه 60.230 نسمة.



تمتاز منطقة الهاشمية بوجود عدة منشآت اقتصادية مهمة تساهم في الجزء الأكبر من إجمالي  الدخل القومي للملكة (مصفاة البترول ,محطة الحسين الحرارية,محطة تنقية المياه العادمة,شركة توليد الكهرباء,عدة مصانع حديد والكثير من المصانع مختلفة النشاط) . ويبلغ عدد المصانع العاملة في لواء الهاشمية (22) مصنع مختلفة النشاط , كما يوجد مؤسسات علمية ورياضية (الجامعة الهاشمية , مديرية الأمير محمد للشباب).





عنوة عن ذلك لا يغيب تأثير هذه الغيمة التي تسكن سماء لواء الهاشمية الذي يمتاز بوجود أراضي زراعية وثروة نباتية وحيوانية. حيث يوجد في المنطقة مزارع أبقار ومزارع دجاج لاحم وبياض ومصانع ألبان ومصانع أعلاف، كلها متأثرة بشتاء الغازات السامة والكيماوية وما تتركه هذه الانشطة من اثار.



وانت تعبر شارع المصفاة احذر فالعمر يضيق، واذا سكنت في لواء الهاشمية احذر فحياتك في خطر..



مواطنون في لواء الهاشمية يشتكون من المكرهه الصحية والبيئية التي يقطنزن فيها وتفاقم مشكلة تزايد اعداد الجرذان وانتشار الذباب  والحشرات المؤذية والتي تجتاح المنطقة، في ظل غياب الحكومة والبلديات من هذه الظاهرة المؤسفة.

 

هذا التقرير ضمن مشروع " رفع الحساسية للقضايا البيئية في التغطيات الإعلامية " التي تنفذه شبكة الإعلام المجتمعي راديو البلد بتمويل من السفارة السويسرية في الأردن.





 

أضف تعليقك