مسلسل "الفتيان"... تطبيعٌ يزور حقيقة استشهاد الفتى أبو خضير

 أثار مسلسل "الفتيان"، وقفات على التطبيع الثقافي مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تساؤلات حول أهداف دعوة الإعلام الإسرائيلي لمشاهدته والتحشيد بحقه.

وأكد تجمع اتحرّك، وفق ما كتبه راكان الحياصات، أن آخر أشكال التطبيع الثقافي، هو تعاون ممثلين فلسطينيين في صناعة وتمثيل مسلسل الفتيان “Our Boys” المنتج من شركة “HBO"، حيث يشوّه المسلسل قصة استشهاد الشهيد محمد ابو خضيرة ويحاول شيطنة المقاومة الفلسطينية التي تواجه كل يوم إرهاب الاحتلال، وبصمت دولي.

وشارك في الفيلم المذكور، طاقم من الممثلين الفلسطينيين أبرزهم الكاتب والمنتج توفيق ابو وائل، ومن الممثلين ربا عصفور وشادي مرعي ومجد عيد ومريم باشا.

ورأى أن توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1978، وانعقاد مؤتمر مدريد 1991، وتوقيع اتفاقيتي أوسلو 1993، ووادي عربة مع الاردن 1994، شكلت أهم المحطات التاريخية التي كرّست بداية مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ووفقًا لـ"اتحرك"، فإنه برغم الدعم الدولي، والإسناد الرسمي العربي فشل التطبيع، وظل ظاهرة رسمية أكثر منه حالة شعبية، وقد ارتبط ذلك بتجذر حالة المقاومة في وعي الجماهير العربية، والنخب الثقافية، ولذلك نشطت "إسرائيل" من خلال مؤسساتها الأمنية، والثقافية، والسياسية، وبتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية في الدعوة، وتشجيع التطبيع الثقافي‪.‬

ويعرّف التطبيع الثقافي، بأنه جعل الوجود الصهيوني في فلسطين طبيعيًا من خلال التعامل معه ثقافيًا عبر الزيارات، والمشاركة في اللقاءات، وتعاون في مجال صناعة الافلام والمسلسلات والمؤتمرات التي يحضرها صهاينة أو تتم برعاية إو إشراف صهيوني.

والشهيد محمد أبو خضير، طفل فلسطيني من حي شعفاط بالقدس خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة على أيدي مستوطنين في تموز/٢٠١٤، وقد عثر على جثته في أحراش دير ياسين.

وقد أعقب عملية الخطف والقتل موجة احتجاج واسعة في مناطق عديدة بمدينة القدس، وإدانة دولية للحادثة. والحادث يأتي ضمن نمط من الإعتداءات يطلق عليها سياسة دفع الثمن.

قبل مقتله بيوم حرّضت عضو كنيست الاحتلال "ايليت شاكيد"، الشارع اليهودي على قتل أطفال الفلسطينيين ووصفت الأطفال الفلسطينيين بالثعابين الصغار. ففي صيف 2014 أثارت "شاكيد" انتقادات العديد بعد أن نشرت على صفحتها على فيسبوك ما قاله صحفي مؤيد للاستيطان ويشبّه فيه الأطفال الفلسطينيين الذين "يؤذون الإسرائيليين" بأنهم "ثعابين صغار". ونشرت شاكيد ذلك قبل يوم واحد من تعرض الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير للضرب والحرق حتى الموت.

وكان تجمع اتحرّك، قد حذّر من خطورة هذه المسلسلات التي تزوّر الحقائق من جهة، وتصل بممثليه العمالة للعيش على دماء الشهداء. وتدعو إلى السلام والتعايش مع المحتل من جهة أخرى، مثل ما ظهر في مسلسل المسيح الذي انتجته شركة نيتفلكس قبل حوالي عام ونصف.

أضف تعليقك