مجلة الهلال ترصد انتكاسات الربيع العربي
تستهل مجلة "الهلال" العدد الأول من العام الجديد (العام المتمم لمرور 125 عاما على صدورها) بملفين، أولهما تقييم ورصد لمصائر الربيع العربي، والثاني عن المشهد القصصي في سلطنة عمان.
ويمثل المشهد القصصي في سلطنة عمان نحو 30 نصا أعدها يعقوب الخنبشي، وكتبت لها المقدمة الدكتورة عزيزة الطائي التي استعرضت تاريخ فن القصة في سلطنة عُمان، وصولا إلى المشهد الحالي، وما طرأ على "المفاهيم القصصية" من تحولات أثمرت كتابات "تجريبية تقف موقفا ضديا من القصة التقليدية، وبكل معاني الضدية، وكأن هويتها الجمالية لا تتحقق إلا بالقطيعة مع كل ما سواها. فالكتابة القصصية في هذه المرحلة هي جزء من خطاب أدبي ثقافي عام لعله الأكثر تمثيلا وتعبيرا عن الحداثة في مختلف مظاهرها الإيجابية والسلبية، وبمجمل أبعادها وانعكاساتها على الذات الفردية والوطنية والقومية والإنسانية".
وفي افتتاحية العدد يقول رئيس التحرير سعد القرش إن لدى الأشقاء في دول المغرب العربي عتابا قديما، مستحق بالطبع، عن ثنائية المركز والهامش، واستحواذ الشرق على نصيب أكبر من الاهتمام الثقافي، مع تجاهل الأنوار المؤثرة والفاعلة في المغرب، غير المحظوظة لعدم انطلاقها من الشرق يقصدون مصر، وأحيانا بلاد الشام وخصوصا لبنان.
ويضيف القرش"ولكن مصر ليست الشرق، ربما هي المركز بحكم الجغرافيا والتاريخ والأدوار التي تحاول استعادتها في الآونة الأخيرة. ولعل سلطنة عمان المنتمية إلى الشرق أصابها حظ المغرب، ولكن هذا الملف الخاص بالقصة القصيرة في عُمان يقدم جانبا من وجوهها المشرقة، عبر نصوص مشرفة، تنتمي لأجيال وتيارات متعددة، تؤكد ثراء المشهد القصصي، وحفاوة الفضاء العربي بالخيال، وأن العالم العربي أرض تنبت الإبداع، وليس ـ كما يزعم البعض ـ مركزا لتصدير العنف".
ويقول إن مرور ست سنوات على اندلاع الثورات العربية يوجب التساؤل: من المسؤول عن إفساد الربيع، وقد أثمر كارهين للحياة وأحزمة ناسفة تصيب الجميع؟ ويجيب عن هذا السؤال الكاتب العراقي فاروق يوسف بمقال عنوانه "هل أفسدت الشعوب ثوراتها"، ويرصد د. مصطفى نور الدين ما جرى تحت عنوان "من كومونة التحرير إلى إجهاض الثورة". ويقدم د. رفعت السيد علي قراءة في كتاب "ما بعد الربيع العربي" الذي أرجع مؤلفه الأمريكي جون برادلي أحد أسباب.
ويتزامن العدد مع الاحتفال بأعياد الميلاد، فيكتب عرفة عبده علي عن كنيسة القيامة أعظم المقدسات المسيحية في العالم.
ويضم العدد نصوصا إبداعية منها قصائد للأردنية مها العتوم والإيرانية ليلا كردبجه ترجمتها الشاعرة الإيراني فائزة جمالي، ومقالات أحدها للمصري رضا البهات بعنوان "هل نحن محتلون عاطفيا إلى اليوم؟"، ومقالا للكاتبة اللبنانية سمية عزام بعنوان "تنازع بروميثيوس وهرمس على رسم شقاء سيزيف".