فيلم صبا: 12 عاماً من التصوير..ما هي النتيجة؟
ربما كان حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام مفاجئاً للعديد من المتابعين بمنح فيلم "الرجل الطائر" جائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج وذلك قياسا للمراجعات النقدية التي رشحت فيلم "صبا" لحصد هذه الجوائز، ناهيك عن حصول الأخير على جائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج في (الجولدن غلوب والبافتا).
إلا أن حصول فيلم "الرجل الطائر" على أربعة جوائز أوسكار هذا العام كان في مكانه الصحيح، رغم "التحشيد" الكبير باتجاه منح فيلم "صبا" لهذه الجوائز، والذي لم يحصل سوى على جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد لباتريسيا أركيت.
لا شك بأن فيلم "صبا" الذي يعتبر من أفلام Coming of Age كان ناحجاً بوضع المشاهد أمام أكثر الأفلام واقعية (Superrealism) و "عفوية محسوبة" من خلال التفاصيل التي تم تقديمها والتي تجعل المشاهد يشعر فعلا بكل مرحلة عمرية للشخصيات عموماً وللبطل على وجه الخصوص وما يمر به من اضطرابات الحياة وتنقله بين والده ومن ثم أزواج والدته والمدرسة وأول علاقة غرامية له إلخ..، إلا أن عرض هذه التفاصيل والتغيرات العمرية للشخصيات دون أحداث أو تطورات دراماتيكية تضع الفيلم في مهب الرتابة والإحساس بالملل خلال ما يناهز الثلاث ساعات هي مدة الفيلم.
يخوض الفيلم في تأملات الحياة والطبيعة العابرة "للوجود" ومرورها ببساطة كأنها لم تكن، ورغم عدم حدوث تطورات دراماتيكية إلا أن التأملات التي يضعها الفيلم أمام المشاهد ساعدت بشكل كبير في رفع سويته الفنية.
تصوير الفيلم الذي دام لـ 12 عاماً، حيث تقدمت الشخصيات بالعمر على أرض الواقع ومرت الشخصية الرئيسية بمراحل مختلفة من "الصبا إلى البلوغ" عملياً، جهد يستحق كل التقدير ولكن ليس لذلك علاقة بجودة الفيلم ولا يجب أن يحاكم من هذا المنظور بل من منظوره الفني والفني فقط. لذا فإن فصل الفيلم فنياً عن سياق إنتاجه وإخراجه والسنوات الطوال في إنجازه هو فيلم جيد جداً ليس أكثر.
حصل الفيلم على 98% كتقييم على موقع "الطماطم الفاسدة" و100% على موقع "ميتاكريتك" Boyhood Reviews، يقول الصحفي المختص سام أدامز من موقع Indiewire أن الإجماع النقدي تجاه فيلم "الصبا" أمرٌ مضر لعملية النقد السينمائي لأنه "يهمش رأي وتحليل النقاد الذين يختلفون مع الأغلبية"، Why the Unanimous Praise for 'Boyhood' Is Bad?