صدور "قراءات في تجربة علي جعفر العلّاق "
صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت كتاب "تجلّيات النصّ الخلّاق" الذي يرصد تجربة الشاعر والناقد والأكاديميّ علي جعفر العلّاق.
واختارت مجموعة من النقّاد والأكاديميين الاحتفاء بتجربة العلاق على أكثر من صعيد من خلال تقديم قراءات نقدية جديدة تسلّط الضوء على مفاصل ومسارات جديدة في أعماله
وجاءت هذه القراءات النقدية على صعيد الرؤية والمنهج، الأولى تشكيلية اهتمّت كثيراً بالبعد الفنيّ الجماليّ التشكيليّ، وهو ما يُعنى به العلّاق كثيراً في تجربته، وأخرى مشتغلة على مفصل تشكيليّ دراميّ وقارب "الديكور الشعريّ في قصائد العلّاق"، ومنها ما بحث في طبيعة البنية التركيبية لأنموذج حيويّ من نماذجه الشعرية "جماليات القصيدة المركّزة في شعر علي جعفر العلّاق: القصيدة،الصورة أنموذجاً"، ودراسة أخرى تفاعلت مع نصوصه في رؤية أسلوبية قاربت "بلاغة الاستفهام في شعر علي جعفر العلاّق"، وأخرى عالجت نصوصه معالجة بلاغية في إطار رؤية ذوقية مهيمنة "فن الاستعارة في قصائد الشاعر علي جعفر العلاق"، في حين ذهبت القراءة الأخرى نحو معالجة سردية لنصوصه "مكونات السرد في بنية القصيدة العربية الحديثة- "أنماط الراوي في نماذج من شعر علي جعفر العلاق".
أمّا الرؤية النقدية الثانية في الكتاب فقد تحرّت البعد الرؤيويّ والمرجعيّ لما ينطوي عليه شعر العلّاق من اتكاء حيّ مُنتج على شبكة هائلة من المرجعيات، يستقطبها الشاعر ويشتغل عليها رؤيوياً وتناصياً بطريقة تنتج الراهن والقادم من رحم الذاكرة، ويأتي كلّ ذلك في استثمار مكنونات المرجع في سياق بنائيّ حديث يعمل على توظيف طاقات فنون أخرى، وتأتي قراءة "صراع الشخصيات الواقعية والتاريخية والأسطورية في شعر العلاق"، وقراءة "مرجعيات العلاق الشعرية الأسطورية والدينية"، على نحو متضامن لتعرّفَ بهذا البعد المعرفيّ والفنيّ والثقافي في تجربة العلّاق، وربما تدخل في البعد نفسه قراءة "البحث عن الذات، دراسة في شعر علي جعفر العلاق"، وهي تروم التوصّل إلى تجربة الذات الشاعرة من وحي هذه المرجعيات وغناها، وتؤسس لقضية الذات الشاعرة وهي تنفتح على الآخر بأشكاله وصوره وتجلياته المختلفة والمتباينة من أجل إثرائها وتخصيبها.
وجاء البحث الأخير في هذا الكتاب كي يقارب أحد كتاب العلّاق المهمة في الميدان النقديّ، فقارب الفضاء النقديّ عند العلّاق على صعيد الرؤية والمنهج وأسلوبية الكتابة، بما يجعل من الشخصية الإبداعية له شخصية متكاملة تنطلق من حدود الشاعر إلى حدود الناقد ومن حدود الناقد إلى حدود الشاعر، في دورة إبداعية تضيف لممكناتها الإبداعية الجديد والمختلف دائماً.
يذكر أن العلاق شاعراً أسهم على نحو أصيل في تجربة الشعرية العربية الحديثة منذ ستينيات القرن الماضي، وكان أحد روادها من خلال مواكبته النقدية العربية الحديثة المرافقة لهذه الشعرية منذ تطلعاتها الأولى.
هذا وأسهم في الكتاب الذي وقع في 276 صفحة من القطع الكبير كل من أ.د. محمد صابر عبيد وأ.د. محمد جواد حبيب البدراني ود. عبد الغفار عبد الجبار الدليمي ود.عبد الله حسن جميل ود. سوسن البياتي ود. علي صليبي المرسومي ود. محمد جواد علي ود. مصطفى مزاحم و د. نرجس خلف أسعد.