رشا الجندي.. احتجاج مرئي ضد قمع الحكومة الألمانية
تركّز المصورة الوثائقية الفلسطينية رشا الجندي على حالات الغضب والإحباط والأمل لدى الناشطين والحركات المؤيدة للقضية الفلسطينية في برلين، في معرضها الجديد الذي يُفتتَح الاثنين المقبل في "مسرح أسامة المشيني" بالعاصمة الأردنية ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة من "مهرجان الصورة ــ عمّان" التي تتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
تحت عنوان "صبار: احتجاج مرئي ضد إسكات الأصوات الفلسطينية في ألمانيا"، تقدّم الجندي سلسلة تصوير فوتوغرافي تجمع بين الصور الرقمية بالأبيض والأسود مع نصوص مختارة والرسومات الخطية في إطارات محددة.
من خلال سلسلة من الصور المسرحية والتجريدية، يجمع المشروع بين معالم رئيسية أقيمت حول برلين لإحياء ذكرى أحداث معيَّنة في التاريخ الألماني ومشاركين أُخفِيَت هويتهم لحمايتهم، وبالتعاون مع الفنان ميشيل جبارين، تتضمن إطارات مختارة ضمن السلسلة رسوماته الرقمية لإغناء القصة من وراء كل صورة.
من المعرض
الجندي تابعت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزّة تظاهرات عديدة أُقيمت في مدن ألمانية، ورصدت عنف الشرطة في التعامل المتظاهرين، الذي يعود إلى سياسات رسمية بدأت تظهر علناً خلال أكثر من عام مضى، بحسب حديثها في شريط مصوّر بثته منذ أشهر.
ولفتت إلى أن التطرف في المواقف المنحازة للاحتلال عابر في جميع الأحزاب الألمانية، ما عزّز توجهات الحكومة التي رفعت دعمها للكيان الصهيوني، وكذلك في تشديد الإجراءات القانونية ضد مناصري فلسطين، لذلك تحاول الجندي توثيق كل أشكال الاعتراض على هذه السياسات.
ويشير بيان المنظّمين إلى أنه "على الرغم من تاريخها الدموي، الذي يشمل جدار سلسلة من الإبادات وجدار احتلال، فإن ألمانيا واحد من أكثر الأماكن قمعًا في أوروبا للأصوات الفلسطينية (أو المؤيدة)، ويساهم ’الذنب‘ العام المتراكم بسبب المحرقة، والعنصرية المتجذرة في النظام السياسي الألماني، في الدعم المتحيز والأعمى للمستعمرة الاستيطانية الفاشية في فلسطين. تزايدت حملة القمع المنهجية والوحشية التي تشنها الحكومة الألمانية على النشطاء الفلسطينيين بشكل كبير منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
الصورة
من المعرض
ويضيف البيان: "لطالما استخدم الصبار كسياج لحماية الأراضي الفلسطينية. واليوم، يظل شاهداً صامتاً على القرى المهجرة، والاستعمار القائم في وطننا، وهو يرمز إلى الجمال والاستمرار والمقاومة العنيدة عندما يرتفع صوت فلسطيني واحد، يتردد وينتشر كالصبار. ولن يتم إسكاته أبداً".
تتضمّن الدورة الحالية من "مهرجان الصورة ــ عمّان"، معارض أخرى تحمل ثيمة "وجود"، منها: "أن تكون موجودًا هو أن تقاوم" لحنان عوض، و"أهل الأرض" لسمر حزبون، و"غزة، الحرب المستمرة" لسمر أبو العوف، و"أصداء الوطن" لساندرو بَسِيلي، و"طيفي يسير معي" لنضال رحمي، و"وجود لا يزهر إلا بالصمود" لنائل اخميس، و"وليد خضير.. آخر صانع قباقيب فلسطيني" لحسن صالح، و"الوجود: هدية هشة وثمينة" لمجموعة مصورين من غزّة، بالإضافة إلى معرضَيْ "فلسطين غير المحكية" الذي يشارك فيه عشرون من رواة القصص البصرية، و"ﻏﺰة حبيبتي" لمجموعة من المصورين والمصورات من فلسطين.