خزان البازيليك ..جمال في باطن الأرض (شاهد)

أحد المحطات البارزة التي زرناها كصحافيين عرب خلال مهرجان زهرة البرتقال الذي نظمته وزارة السياحة التركية كان القصر المغمور في إسطنبول. عبر مرور الزمن، تحول هذا الموقع من كونه خزان مياه صخم إلى معلم سياحي مذهل، يُعتبر اليوم واحداً من أهم وأشهر المعالم السياحية في مدينة إسطنبول التركية.

يُعتبر خزان البازيليك واحداً من أكبر الخزانات الجوفية في إسطنبول، وقد بني في القرن السادس الميلادي أثناء فترة الإمبراطورية البيزنطية. وتُعتبر بناءات الخزان جزءاً لا يتجزأ من البنية التحتية الهائلة التي كانت تأمن إمدادات الماء لسكان المدينة في ذلك الوقت.


يقع خزان البازيليك تحت ساحة القصر في منطقة سلطان أحمد بإسطنبول، وهو يشكل تحفة هندسية مذهلة تجسد مهارة المعماريين البيزنطيين في إنشاء المنشآت الضخمة والمتينة. يبلغ طول الخزان حوالي 140 مترًا، وعرضه حوالي 70 مترًا، ويمتد عمقه إلى حوالي 9 أمتار، مما يجعله قادرًا على استيعاب كميات هائلة من المياه.

تم بناء الخزان باستخدام الطوب الحجري والرخام، ويتميز بأعمدة متعددة ترتفع من قاع الخزان لدعم السقف الضخم. ولإضفاء جو من الغموض والرومانسية على هذا المكان السحري، يُضاء الخزان بأنوار خافتة تنعكس على سطح الماء، مما يخلق منظرًا ساحرًا يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

بالإضافة إلى جماله المعماري البارز، يحمل خزان البازيليك العديد من القصص والأساطير التي تضفي عليه طابعاً سحرياً. يعتقد البعض أن اسم "بازيليك" يعود إلى الكنائس البيزنطية التي كانت تُسمى بالبازيليك، في حين يرى آخرون أن الاسم يشير إلى البازيلاء الكبيرة التي كانت تنمو في المنطقة قبل بناء الخزان.

وبعد خضوع المبنى لعمليات ترميم متعددة عبر العصور، بدأت عمليات الترميم في الثمانينيات واستمرت لمدة ست سنوات، حيث أعطت للمكان شكله النهائي الذي نعرفه اليوم. خلال هذه العمليات الجادة، التي نفذتها بلدية إسطنبول بين عامي 1985 و1987، تم التأكد من قدرة الموقع على الصمود بأمان لفترة طويلة، مما أهله ليكون متحفًا يفتخر به السكان المحليون ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.


تم تجهيز البناء بنظام إضاءة خاص يضفي سحرًا خاصًا على المكان، حيث يتلألأ انعكاس الضوء على المياه التي تغمر الأرضية بارتفاع يقارب نصف المتر. وتم تصميم عدد من الجسور الحديدية على شكل ممرات فوق هذه المياه، مما يتيح للزوار الفرصة لرؤية أرضية الخزان والاستمتاع بجمالها وتاريخها المذهل.

إن افتتاح الصهريج كمتحف يمثل نقطة تحول هامة في تاريخ هذا المبنى الأثري، حيث أصبحت تجربة زيارته لا تُنسى لكل من يزور إسطنبول. فبفضل الجهود المبذولة في عمليات الترميم والتجديد، أصبح بإمكان الجميع الاستمتاع بجمال وسحر خزان البازيليك واستكشاف أسراره التي تعود لعصور بعيدة.

النظر إلى أهمية خزان البازيليك كمعلم تاريخي وسياحي، فإنه يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف أسراره وجماله. ويعتبر جولة داخل هذا الخزان تجربة لا تُنسى لمن يزورون إسطنبول، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالغموض والجمال الذي يحيط بهذا المكان الفريد في عالم التراث الثقافي البيزنطي.


 

 

أضف تعليقك