الكتابة الساخرة.. فن يناكف الواقع

الكتابة الساخرة.. فن يناكف الواقع

احتشد الحضور، وعلا صوت القهقهات والتصفيق عاليا.. لقد سئموا سماع الأخبار اليومية من ارتفاع بالأسعار ووعود الحكومة بتوفير حياة معيشية أفضل.

آثروا حضور ورشة الكتابة الساخرة في الأردن والتي جاءت بعنوان (آفاق ... ونماذج) لإدخال الضحكة في قلوبهم، كانت ساعة من الكوميديا الساخرة بحق، بعرض مقالات لكتاب جدد.

هذه الورشة التي عقدت الخميس الماضي في المركز الثقافي الملكي جاءت بتنظيم من الكاتب الساخر كامل النصيرات وبمشاركة عدد من الكتاب الساخرين يوسف غيشان، احمد حسن الزعبي، حسين محادين.
 
كان اللقاء فرصة للضحك على قصص خطّها الكاتب الساخر محمد طميلة الذي فارق الحياة قبل عامين في ذاكرة الحضور، واعتبروا أن خسارته جسيمة على الساحة الأدبية الإبداعية الأردنية.
 
الكاتب الساخر كامل نصيرات قال في بداية افتتاحه أعمال الورشة "كن ساخرا ولا تبالي"... متمنيا بأن تُخِرج هذه الورشة ثلة جديدة من الكتاب الساخرين. وبين أن الكتابة الساخرة بخير، لكنه أشار إلى أن الخوف يمكن من بعض الحاقدين أن يضيفوا مزيدا من المعيقات ليعيدوا الشعب الأردني إلى مربع الكشرة.
 
وأضاف نصيرات، "أن هناك أقلاما ساخرة واعدة تستحق النهوض، وان لم نقف إلى جانبها سيرجموننا بعد حين"، موضحا بأنه لا يريد أن يرجم من قبل أي احد.
 
أما الكاتب حسين محادين، بين أن مقالات الكتاب الساخرين تميزت بالسلاسة وقربها من الواقع المعيشي بوصولها إلى شرائح جديدة من القراء والمتابعين الذين يمثلون الأغلبية الصامتة في الأردن.
 
وسخر الكتاب المشاركون، في الورشة من تعرضهم للقمع ومنع من النشر في حال كانت مقالاتهم تحمل نقدا لاذعا للواقع، هذا ما أكده الكاتب الساخر يوسف غيشان.
 
وبين غيشان، بان الكتابة الساخرة تحتاج إلى حرية شبة مطلقة وتسامح نسبي لأنها تقترب من الشذوذ والجنون والعبقرية والغباء أحيانا. وقال:" الكتابة الساخرة فن التجاوز وعدم الاكتراث بالخطوط الحمراء".
 
ولفت غيشان، بان الكتابة الساخرة قد تطورت بشكل سريع، بعد انضمام فيالق جديدة إلى ميليشيا الساخرين الرافضة لأي أمر خارجا عن المألوف، وبين أن السخرية لا تحمل مفاتيح الحل بل تقدم أشارة إلى المخاطرة المحدقة التي تواجه الواقع.
 
أما الكاتب الساخر احمد حسن الزعبي الذي يسحر قرائه يوميا بمقالات جرئيه ناقدة لكل ما هو خارج عن المألوف، أوضح أن الكتابة الساخرة هي مطعوم أدبي ضد الكآبة، فضلا على أنها تمرد تعبيري خارج عن المألوف.
 
وأكد الزعبي بان كل نص ساخر لا بد أن يحمل فكرة دسمة ما، مسلية للضحك أو الدموع، وبين أن دخوله عالم الكتابة الساخرة جاء تمردا على الواقع الأليم.
 
وشهدت الورشة عرض مجموعة من الكتاب الساخرين الجدد اللاهثين وراء إدخال السرور في نفس القارئ الأردني، حيث كانت أكثر المقالات جرأة للكاتب الساخر الخمسيني في العمر ماجد الطريفي بعنوان "المقامة الوزارية".
 
انتهت ورشة الكتابة الساخرة.. بالتحضير لولادة كتاّب جدد سيرسمون البسمة مستقبلا على وجه المواطن الأردني على أمل.

أضف تعليقك