"الاء حمدان" فوتغرافيه شابة تختزل الجمال في صورة

"الاء حمدان" فوتغرافيه شابة تختزل الجمال في صورة

آلاء حمدان مصورة فلسطينية لم تتجاوز الـ 25 من عمرها قادها حسها المتقد لمهنة التصوير الفوتغرافي، حصدت خلال 4 أعوام من عملها في التصوير 6 جوائز والعدد مرشح للزيادة.

مشوارها مع التصوير بدأ من غرناطة في اسبانيا التي قصدتها لمتابعة دراسة تخصص اللغات عام 2010، إلا أن المناظر الطبيعية الساحرة حفزت فيها عين المصور الموهوب لتدفع 40 دولاراً فقط لشراء أول كاميرا لها من نوع "كوداك".
بعدها لاقت صورها ردود فعل ايجابية من الناس عبر صفحتها على الفيس بوك"ala hamdan"، مما زادها عزماً على احتراف التصوير، وعملت على شراء كاميرا احترافية من مدخراتها الشخصية لتوصل إلى الناس اللقطات التي ترغب بها بدقة عالية وجمالية أكبر.

لا تحدد آلاء نفسها في إطار أي مدرسة للتصوير سواء الكلاسيكية أم الحديثة، لكنها تتعلم قواعد كل منها لتصنع لنفسها صبغة تصويرية خاصة، كما تحرص في صورها على نقل قيمة جمالية أو إخبارية، أو سر من أسرار المكان.
شاركت آلاء في عدد من المعارض الدولية والمحلية حصدت خلالها الجوائز الـ 6، دارت محاورها حول الرّبيع ويوم الأم ويوم المرأة ومعرض "٣١ مصوّراً في الأردن"، ومعرض في مدينة نيويورك بعنوان Art meets Times Square ومعرض "في عيونهنّ" في مدينة بير زيت في فلسطين.
طقوسها كمصورة محترفة تبدو جلية في أنحاء غرفتها التي لم يتفق للقدر أن أتاح فرصة ترتيبها كما تشكو آلاء، فغرفتها تعج بالصور الفوتغرافية، ومعدات الكاميرا، والإطارات الخشبية، ومصنفات الأوراق المتعلقة بالتصوير، والكتب والمراجع للمصورين العالميين.
ترى آلاء نفسها من خلال صورتين، أولهما التقطتها من مشارف جبل الزيتون في فلسطين لقبة الصخرة بعد معناة مع المحتل الإسرائيلي انتهت بالحصول على تصريح للزيارة، وثانيهما صورة بوابة مبنى قديم وسط ايطاليا.

انخراطها في المجتمع المحلي بدأ مع الفرق التطوعية من خلال زيارات بيوت العجزة ودور الأيتام وتفقد خيام اللاجئين، وكان يطلب منها دائماً تصوير الزيارات وتوزيع الطرود الخيرية مما ساهم في انتقالها كلياً الى التصوير الذي بدأت تعتاش منه بعد عام ونصف.

واجهت حمدان في بداياتها ضغوطاً ومعيقات مجتمعية، في وقت كان يستهجن فيه فكرة "فتاة تحمل كاميرا"، وحتى بعد انتشار ثقافة التصوير ظلت تشعر بأن المجتمع يقلل من شأن المرأة ويربطها بالمطبخ والأعمال المنزلية، كما أن المجتمع يفاضل بين الشاب على حساب الفتاة التي "مآلها لبيت زوجها" كما ترامى لمسامع آلاء مراراً.

لم تسلم آلاء من عبارات التحرش المختلفة، لكن جدية الفتاة وحزمها في التعامل مع هذه المواقف يجعلها تتلاشى تدريجياً على حد وصفها.

محاولات إرضاء المجتمع جعلتها تخفف من جلسات التصوير أو تحجم عن نشر عدد كبير من الصور الجميلة، لكنها الآن بعد وعي فردي معزز بثقة الأهل تندم على أنها استجابت يوماً لهذه الضغوط.

تقول آلاء: "المجتمع الذي يحبطك في البداية هو ذاته الذي يرفعك ويدعمك بعد أن تفرض نفسك بجدارة وتصنع اسمك في قطاع عملك الخاص".
وبين ضغوط العمل وطول جلسات التصوير تخطف آلاء لنفسها ساعة أو ساعتين تشارك فيها أفراد الأسرة جلساتها العائلية الحميمة، كما تحرص على تناول فطور يوم الجمعة بحضور والدها المهندس المعماري، وتخصص عطلة يوم السبت لنفسها فقط.
وتعتبر آلاء استخدام الفوتوشوب والأنماط الجاهزة أمراً مهماً لجمالية الصورة، شريطة أن لا يطغى بتأثيراته عليها أو تغير من الهدف الحقيقي الذي التقطت لأجله.

منحت آلاء شهادات تدريبية في التعامل مع برنامج "” Adobe Photoshop، وشهادة "تصوير الأفلام" من مركز أكاديمية نيويورك للأفلام من ايطاليا، وشهادة في "التصوير السينمائي".

تنصح آلاء المبتدئين بالإكتفاء بدورة "أساسيات التصوير والتعامل مع الكاميرا" وترفض التمادي في تلقي الدورات كونها لا تصنع "الحس التصويري" على حد تعبيرها.

 

تسمي كاميرتها "Alma" أي الروح باللغة الإسبانية، وحاسوبها الشخصي "corazón" أي القلب، وبين ما تلتقطه الروح وينتجه القلب تجمد آلاء بعدساتها لقطات ومشاهد تصويرية تروي قصصاً وحكايات.

 

أضف تعليقك