استغلال الهمّ السوري على خشبات المسارح

استغلال الهمّ السوري على خشبات المسارح
الرابط المختصر

لم يسلم اللاجئون السوريون في الأردن من شتى أنواع الاستغلال، حتى وصل الأمر إلى المتاجرة بهم وبقضاياهم ثقافيًا، حيث يعد المسرح أحد هذه الأبواب التي يطرقها البعض لكسب الأموال، أو تمرير الرسائل السياسية من خلاله، وذلك ضمن محاولات عديدة لإحياء المسرح السوري الذي يعود لخشبة أبي خليل القباني.

 

المخرج السوري وائل قدور، يؤكد أن المسرح يمثل إحدى الوسائل المهمة لتقريب البشر إنسانيا، والارتقاء بهم وبذائقتهم، وتقديم الحكايا دون انحياز أو تمييز، إلا أنه يتخوف من حالات استغلال المسرح في جهات أخرى، كالتركيز على الجانب السلبي من معاناة السوريين، وتوجيه رسائل سياسية لبعض التيارات، واستغلال الأطفال في عروض لا ينبغي أن يشاركوا فيها.

 

ويرى قدور أن من واجبات المسرح أن يكرس المعالجة الداخلية لمشاكل السوريين، وتقريبهم مع المجتمعات التي يحاولون الاندماج فيها أياً كان البلد الذي لجأوا إليه.

 

المسرحي السوري نوار بلبل، يبدي عدم ثقته بالمنظمات الراعية للكثير من الأعمال والعروض المسرحية، والتي يشير إلى أن الكثير منها لا تنظم سوى لمصالح شخصية، كتبييض الأموال أو المتاجرة السياسية، كما أنها تقوم على العلاقات الشخصية، لا على الكفاءة والفكرة، و”أن هذه العلاقات تشكل مافيا في هذا المجال”، على حد وصفه.

 

ولا يقف الأمر عند الممولين، فكثير من الشباب غير المختصين أو الشاغلين في العمل الإبداعي، استغلوا هذه المشاريع ليجدوا مصدرا للرزق بعيدا عن الإبداعية في العمل، إلا أن بلبل يقول أن هذه التجارب ستتعرض لحالة من “الغربلة” بعد مدة، ولن يبقى إلا من لديه موهبة وقدرة عالية على العمل.

 

من جانبه، يرى المسرحي الأردني غاندي صابر والمشارك في أعمال مسرحية تتناول واقع السوريين، أن الكثير من هذه الأعمال استطاعت أن تؤثر باللاجئين، وتقدم لهم محتوى جيدا يتفاعل معهم، ويقارب ما بينهم وبين الأردنيين، إلا أن الأمر لا يخلو من استغلالاتٍ من أطراف عديدة، فيما يطغى المحتوى الجيد على هذا الجانب.

 

ويوضح غاندي ألا علاقة لوزارة الثقافة ومديرية المسرح الأردنية، بالرقابة على محتوى العروض المسرحية، لأنها تؤمن بحرية الفكرة في إطارها الذي يراه العاملون عليها، ويتحدد دور المديرية بتنظيم العمل المسرحي والعروض المقدمة.

 

"ليس الحاكم وحده مذنبا، إنما الصفوة المثقفة وآثارها"، اتهام أطلقه الكاتب المسرحي الروسي تشيخوف على طبقة، قد تكون ساهمت في حالة اللجوء السوري بتحويل خشبة كانت تجسد هموم الناس بأدوات جمالية، إلى سلعة ومصدر للاسترزاق أو الدعاية السياسية.