اتحاد كتّاب آسيا وإفريقيا يدعو لبناء جبهة ضد الإرهاب

اتحاد كتّاب آسيا وإفريقيا يدعو لبناء جبهة ضد الإرهاب
الرابط المختصر

دعا المكتب التنفيذي لاتحاد كتّاب آسيا وإفريقيا المنعقد في العاصمة الأردنيّة عمّان إلى "بناء جبهة ثقافية ضد الإرهاب والتكفير، وترجمة ذلك في تصورات ومشاريع وخطوات معرفية وعملية على المستويات المحلية والاقليمية والقارية".

 

وأضاف البيان الختامي لاجتماعات المكتب  الصادر اليوم الإثنين أن ذلك يأتي من خلال "إيلاء الأهمية لاستصدار قوانين، تصون حق التعبير والاختلاف، وتحترم حقوق الكيانات الاجتماعية والمذهبية والعرقية، و تجرم وتعاقب كل من يتطاول على هذا التنوع"، بالإضافة إلى دعوته لإطلاق ثورة معرفية نقدية تطال المناهج المدرسية والجامعية، والفضاءات الإعلامية، والمنابر المختلفة وخاصة دور العبادة".

 

يشار إلى أن اجتماعات المكتب تأتي هذه الدورة ضمن تعاون مع اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون المقامة فعالياته في الفترة من 31/7/-1/8/2015.

 

وتالياً نص البيان الكامل

البيان الختامي لاجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد كتّاب آسيا وإفريقيا

(عمّان 27/7/2015)

 

عقدت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين، خلال الفترة بين 24/28 تموز 2015 أعمال اجتماع المكتب الدائم لاتحاد كتاب آسيا وافريقيا، برئاسة الأستاذ محمد سلماوي، أمين عام الاتحاد، وبمشاركة كل من:

1. د.صلاح الدين الحمادي – تونس

2. اوليج بافكين- روسيا

3. سمافو ديجولو – تشاد

4. د. عبد المجيد شكير – المغرب

5. د.عمر قدور – السودان

6. طلال الرميضي و أمل عبد الله – الكويت

7. د. فاضل ثامر – العراق

8. د.موفق محادين – الأردن

 

وناقش المشاركون المشهد الثقافي الراهن في العالم الثالث عموما، وفي بلدان آسيا وإفريقيا خصوصا، وتوافقوا بعد نقاش مستفيض حول القضايا والموضوعات الثقافية والعامة ذات الصلة، على القواسم المشتركة التي تجمع مثقفي هذه البلدان، سواء من حيث التداعيات أو الافاق وسبل التعاطي معها.

 

ومن أبرز هذه القواسم، المخاطر الناجمة عن عولمة الإرهاب والتكفير والفوضى المبرمجة في دوائر حلف الأطلسي والصهيونية والرجعية لتحطيم الدول والمجتمعات، بصرف النظر عن الطبيعة الاجتماعية والخلفية الايديولوجية والمذهبية لها.

 

وقد تكاملت قوى عديدة في خدمة هذه الفوضى، من الصهيونية العالمية ورموزها أمثال ليفي وسوروس وبرنار لويس، إلى العصابات الاجرامية التكفيرية والعثمانية الجديدة، وجماعات الإسلام الأمريكي عموما التي تتخذ من الدين قناعا لها وتقدم نفسها كمبعوث للعناية الإلهية، إلى مراكز التمويل الأجنبي والجماعات البرتقالية التي تتستر بحقوق الإنسان والحريات العامة، إلى جماعات الفساد، إلى إملاءات البنك وصندوق النقد الدوليين، التي أدت إلى تفكيك المجتمعات وتحطيم الطبقة الوسطى باسم التنمية والاندماج في العولمة الرأسمالية.

 

وتوقف المشاركون بشكل خاص عند محاولات اختراق المثقفين وتوظيفهم في هذه الفوضى باسم الحرية والتعددية، سواء عن طريق بعض المنابر الفضائية والالكترونية المعروفة، أو عن طريق مراكز وصناديق التمويل الأجنبي البرتقالية، الأمريكية الاوروبية .

 

وفي ضوء ماتقدم، فإن المشاركين في هذا الاجتماع يدعون إلى ما يلي:

 

1. إعادة الاعتبار للمثقف العضوي باعتباره فاعلا اجتماعيا وقارع اجراس، يتقدم الصفوف انتصارا للعقل النقدي، وحق الاختلاف، والحرية في مفهومها الذي يجمع بين التعددية وحق التعبير بكل الأشكال، وبين مصالح أغلبية الطبقات الشعبية وكرامتها، وبين الحفاظ على الدول وتطوير بناها ودساتيرها وقوانينها وفق مقاربات سلمية، تضع حدا للتعسف، والفساد، واحتكار السلطة، وتصون الأمن الوطني والاجتماعي في الوقت نفسه.

 

2. مساندة كل قضايا التحرر الوطني في العالم، وفي طليعتها القضية الفلسطينية باعتبارها رمزا لكفاح الشعوب المقهورة وصراعها مع قوى الهيمنة العالمية وأداواتها، التي من أبرزها الكيان الصهيوني.

 

3. بناء أوسع جبهة ثقافية ممكنة ضد الإرهاب والتكفير، وترجمة ذلك في تصورات ومشاريع وخطوات معرفية وعملية على المستويات المحلية والاقليمية والقارية ومن ذلك:

 

- إيلاء الأهمية اللازمة لاستصدار قوانين واضحة، تصون حق التعبير والاختلاف، وتحترم حقوق كل الكيانات الاجتماعية والمذهبية والعرقية، و تجرم وتعاقب كل من يتطاول على هذا التنوع، سواء جاء هذا التطاول من القوى التكفيرية أو الصهيونية.

 

- إطلاق ثورة معرفية نقدية تطال المناهج المدرسية والجامعية، والفضاءات الإعلامية، والمنابر المختلفة وخاصة دور العبادة، كما تعمل على تحييد القضاء من أية تجاذبات طائفية أو عرقية.

 

4. استنفار الجهود لحماية الموروث الإنساني وخاصة الآثار والمكتبات والمتاحف والمخطوطات التاريخية، من خطر التدمير الممنهج والنهب والسرقة على يد العصابات التكفيرية الإجرامية، وكذلك تراث الشعوب وهوياتها الحضارية المهددة من العولمة بالطمس والإلغاء.

 

5. العمل من أجل شراكة حقيقية داخل كل دولة، تحتفي بالمثقف وتمحضه المكانة التي تليق به وبدوره في صياغة الخطاب الثقافي والارتقاء بالوجدان والذائقة الجمعية، والمساهمة في تعزيز الأمن الثقافي الاجتماعي.

 

6. توسيع اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا ليشمل اتحادات وجمعيات كتاب أمريكا اللاتينية.

 

7. - كما أكد المشاركون على القرار السابق للاتحاد والمتخذ في اجتماع موسكو حول (طريق الحرير الثقافي) بما هو مشروع يستنطق التاريخ من أجل الحاضر والمستقبل، ويعيد الاعتبار لثقافة التواصل والتفاعل بين الشعوب والأمم التي نشأت وازدهرت على طول هذا الطريق وطورت حضارات مشتركة في كل الحقول المعرفية والإبداعية والإنتاجية.

 

وقد لاحظ المشاركون، على هذا الصعيد، أن ازدياد الأهمية العالمية للموارد والأسواق والموانيء التي تحيط بهذا الطريق في آسيا وإفريقيا وحوض البحر المتوسط جعله هدفا من أهداف الفوضى الدموية وطريقا للموت وساحة لتغذية الإرهابيين التكفيريين وجرائمهم، مما يضاعف من أهمية المشروع الثقافي لهذا الطريق، ومن دور الاتحادات والروابط المنضوية في إطار اتحاد كتّاب آسيا وإفريقيا، كشريك فاعل في النهضة الحضارية المشتركة المنشودة.

أضف تعليقك