أعطني قوتَ يومي

أعطني قوتَ يومي، 

ورغبةَ أن أتجاوزَ هذا الحُطامْ،

في طريقي إليك.

أيها الربُّ، إني وحيدٌ أمام عشائي الأخير 

أتتبع خيطاً من النملِ يمتَدُّ للقطعةِ الباردة 

فوق مائدتي من بقايا الكلامْ.

وكما يُدفئُ اللحمُ بردَ العظامْ

يُدفئ اللحنُ سمعي، 

إذا أنا أصغيتُ للنبْضِ أو حركاتِ الكواكبْ.

أيها الربُّ، إني ضنينٌ بدورةِ هذي العقاربْ

على راحةِ الكفّ، إني ضنينٌ برُكني،

ضنينٌ بهذا الفراغِ الذي يَصلُ الصمتَ بالكلماتْ.كانت الشمسُ تغربُ من بين هدبيّ،

تمضي إلى مَشرقٍ آخر في كياني،

تعيدُ على مسْمعي دورةَ الأرضِ،

تكرارَ دورتها في ثباتْ.

آه، ما أضيقَ العيشَ داخل بيتي، 

وما أوسعَ الشرفاتْ!

آه، من طائر يتلاشى على الأفقِ دوني.

آه، من قلِّةِ الزاد، من بُعد هذي الطريق.

1992



* من الأعمال الشعرية لفوزي كريم التي ستصدر قريباً في مجلّدين عن "المتوسط"

أضف تعليقك