«عشرون عاما من النضال»

«عشرون عاما من النضال»
الرابط المختصر

أصدرت الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان مؤخراً كتاباً بعنوان «عشرون عاماً من النضال»، وذلك بمناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيس الجمعية. تبرز أهمية هذا الكتاب من زاويتين : الأولى أن هذه المنظمة الأهلية التطوعية هي الأولى من نوعها في الأردن التي استمرت لأطول فترة على قيد الحياة حتى الآن. والثانية أن هذه هي المرة الأولى التي توثّق فيها منظمة أهلية أعمالها ونشاطاتها بالتفصيل إذ بلغ عدد صفحات الكتاب 328 صفحة من القطع الكبير.
يسرد الكتاب ويحلّل تاريخ الجمعية ونضالاتها منذ تأسيسها، ويسلّط الضوء على أبرز معضلات العمل الحقوقي في الأردن. ويعرض للإرهاصات والبواعث التي أدّت إلى ولادة الجمعية أواخر العام 1996، ويروي تفاصيل كثيرة موثّقة عن بدايات العمل الحقوقي المنظم في الأردن خلال النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي. ويضم الفصل الثاني الطويل عرضاً لأبرز ما قامت به الجمعية في كل سنة على حدة من سنواتها العشرين، ومساهماتها في تطوير العمل الحقوقي الأردني في مجالات مختلفة مهمة ورائدة ؛ إذ كانت الجمعية أول من بدأ بالإهتمام بالتربية على حقوق الإنسان في الأردن منذ عام 1997، وأول منظمة أهلية أردنية لجأت إلى آليات الأمم المتحدة في الرقابة على إنفاذ الإتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان من خلال تقديم التقارير «الموازية» منذ عام 1998 . وساهمت الجمعية في لفت الإنتباه إلى الحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية في وقت مبكر كان فيه كثير من الأردنيين يعتقدون بأن حقوق الإنسان تقتصر على الحقوق المدنية والسياسية. وأخذت الجمعية على عاتقها منذ انطلاقتها التصدي بحزم لمحاولات تشويه مبادئ حقوق الإنسان والتلاعب بها وتوظيفها لأغراض سياسية واقتصادية واستراتيجية كما فعلت ولا تزال تفعل ـ للأسف ـ بعض الدول الكبرى، وبعض القوى الإقليمية والمحلية، وهو الأمر الذي ألحق أضراراً جسيمة بحقوق الإنسان، خصوصاً في عيون وضمائر شعوب بلدان «العالم الثالث».
يروي الكتاب في ثناياه انجازات أخرى كثيرة حققتها الجمعية خلال مسيرتها الطويلة نسبياً، كما يروي أيضاً بصراحة وشفافية إخفاقات وتراجعات وقعت خلال تلك المسيرة، وتستخلص الدروس والعبر من التجارب والممارسات التي قامت بها، سواء على صعيد مساعدة المواطنين لإستعادة حقوقهم أو توعيتهم بهذه الحقوق أو من خلال القيام بالجهود الضرورية لمواءمة التشريعات والقوانين الوطنية مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان المصادق عليها من طرف الدولة الأردنية. ويخصص الكتاب فصلين قصيرين لجانبين مهمين من عمل الجمعية وهما «الجمعية والشكاوى» و « الجمعية والإعلام». ويختم الكتاب برؤية مستقبلية تحمل عنوان «من هنا… إلى أين ؟» متبوعة بثلاثة ملاحق ومجموعة من الصور لنشاطات الجمعية في مراحلها المختلفة.
يقول رئيس الجمعية، د. سليمان صويص في مقدمة الكتاب : «ظاهرياً، يبدو هذا الكتاب وكأنه يخص الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان، ويتعلق بتوثيق نشأتها ونشاطاتها وعملها إلخ… وهو فعلاً كذلك. لكن المتمعن في القراءة سرعان ما يدرك بأنه في الواقع ـ أي الكتاب ـ توثيق لسِفر من نضال الأردنيين في سبيل حقوقهم وحرياتهم العامة في المجالات المختلفة، وبخاصة توثيق لأبرز القضايا التي دار حولها صراع في البلاد خلال العقدين الماضيين، وبعضها لا يزال يدور حتى اليوم، كالصراع حول الحق في حرية التعبير والإعلام والحق في ضمان تداول المعلومات، على سبيل المثال… وفي الوقت نفسه، يتيح الكتاب المجال لتبيان مدى الشوط الذي قطعه الأردن على طريق إعمال حقوق الإنسان، وكذلك تحديد المعيقات والعقبات والمشكلات التي لا تزال تعترض ذلك الطريق…وكل ذلك من وجهة نظر منظمة أهلية مستقلة مضى على انخراطها في متابعة قضايا حقوق الإنسان فترة طويلة من الزمن، وراكمت خلالها العديد من الخبرات والتجارب». ويختم د. صويص بالقول : « من هنا تتجاوز أهمية الكتاب المناسبة التي يصدر في ظلالها ليصبح وثيقة تؤرخ لجانبٍ مهم من العمل العام في الأردن المعاصر، وتسمح بإستخلاص النتائج والدروس التي يحدونا الأمل في أن تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة إلى الحدود القصوى ؛ إذ أن معركة الدفاع عن حقوق الإنسان لن تتوقف إلا عندما يصل كل إنسان إلى حقوقه وحرياته الكاملة».