ناشط سويدي يبدأ مسيرته نحو فلسطين سيرًا على الأقدام
بدأ الناشط السويدي بنجامين لادرا رحلته إلى فلسطين المحتلة مشياً على الأقدام في آب 2017 وانطلق لادرا من مدينة غوتنبرغ السويدية والتي تبعد حوالى 4800 كيلومترا عن فلسطين المحتلة عبر العواصم الأوروبية والعربية رافعاً العلم الفلسطيني على ظهره، “بهدف نشر الوعي على الصعيد العالمي حول معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال لادرا خلال مؤتمر عقده اليوم للحديث عن هذه الرحلة، انه واجه العديد من التحديات من ضمنها عدم السماح له في الدخول الى فلسطين من الطرف اللبناني.
متوقعا عدم سماح سلطات الاحتلال له بالدخول من المعبر الأردني "هذه المرة ولكن يجب ان نستغل هذا الشيء من خلال تفعيل دور الإعلام في طرح أسئلة حول منعي من الدخول، فان لم يكن هناك شيء يخفونه لما منعوني من الدخول" .
و يضيف : " تعرضت للإساءة من قبل شخص عدائي في ستوباكيا، عندما رأني اصطف في سيارته امامي وكان معه ابنته التي لا تتجاوز العشر سنوات ،اقترب مني وسألني من أين أنت وعندما اجبته اني من السويد ، أشار إلى العلم الفلسطيني ، وحاول أن يأخذه مني العلم، ولم اسمح له بذلك ، بعدما شبت بيننا مناوشة كبيرة وكان سيتصل بالشرطة ، الا انه انسحب فيما بعد".
"كما اتهمني البعض بالجنون واني لن اصل الى هدفي ولكن هذا رأيهم الشخصي ، والبعض الآخر هاجمني من خلال الصحف فأحدهم كتب مقالا بعنوان السويدي الذي يضيع حياته في المشي الى فلسطين"..
يقول "الكثير من الناس ينتقدوني لانحيازي لقضية فلسطين تحديدا، واجابتي دائما هي اني لست الا شخص واحد ولا يمكنني اتجه لأكثر من قضية في الوقت ذاته" ، ووصف هؤلاء الاشخاص الذين ينتقدونه ويتذمرون ليس لديهم شيء ليقدموه لتغيير هذا العالم ، ولا يهمني ما يقولون .
.
ويشير لادرا انه مما يثير الانتباه ان هناك الكثير من الإسرائيليين يقولون لي "لماذا لم تركز على سوريا وانا جوابي لهم دائماً ، اذا اردتم ان اركز على سوريا كل ما عليكم أن تنفكوا عن احتلال سوريا ايضاً".
ويأمل لادرا ان يكون هناك نتائج ملموسة، قائلاً : " انا لا اسعى لان اكون سياسي اعتقد ان معظم السياسيين يغيرون آرائهم مع الرياح وانا اسعى لان اكون رياح قوية ضد هؤلاء السياسين "
ويرى لادرا ان العالم اجمع يتفق أن "القدس هي عاصمة كل دولة فلسطينية مستقبلية، وان الاطراف الوحيدة التي لا تتفق على هذا، هي الولايات المتحدة ودولها العميلة الصغيرة ، قائلاً : "تم احتلال القدس من قبل الحرب وهذا يخالف القانون الدولي، الذي تم كتابته بعد الحرب العالمية الثانية وبالتالي الولايات المتحدة تقوم بتجاهل مثل هذه القرارات ، بالمحصلة اعترافهم بالقدس عاصمة لاسرائيل باطل ، وانا موقفي مع الإجماع العالمي وهو اني لا اتفق مع هذا القرار على الاطلاق ،وفلسطين أصبحت بالنسبة لي هي قضية حقوق إنسان " ّ
ويضيف لادرا : "ومن الصعاب التي واجهتها أيضا المشي في درجات حرارة متجمدة وصلت الى تحت الصفر , وقبل اسبوع دهستني سيارة وذهبت الى المستشفى ووصلت الى هنا الساعة الواحدة صباحا،ً ومع ذلك لازلت متمسكا بهدفي ويعود ذلك الى قوة الارادة " .
مشيرا إلى انه خلال رحلته التقى بعدد هائل من الفلسطينيين في أكثر من 13 دولة ، و في 10 مخيمات ، قائلا : "للأسف الكثير من الفلسطينيين يعيشون في الشتات في ملاذهم ، ولذلك شعوري الآن تجاه فلسطين وتجاه الشعب الفلسطيني اقوى بكثير مما كان عليه بالسابق " ّ
ويقول لادرا انه عندما كان بصحبة اصدقائه الفلسطينيين في لبنان ، كانوا يشيرون الى القرى والبلدات التي ينتمون إليها و تبعد عنهم 15 كيلو فقط , على بعد مسافة 10 دقائق ولم يتمكنوا من الذهاب اليها ، مضيفاً : " الشعور الذي انتابني في ذلك الوقت لا يمكن وصفه بالكلمات ‘" .
وقال معتصم عليوي الشاب الفلسطيني الذي قرر ان يرافق الناشط السويدي بينجامين لادرا : " لا اعرف كيف بدأت قصتي مع بينجامين ، عندما صديق من اصدقائي اخبرني عنه ، وبدأت اشعر بالخجل بان شخص سويدي تأثر بالقضية الفلسطينية و يعرف عنها اكثر من الاشخاص الذين يعيشون في صلبها ، فأنا أعيش في فلسطين واعلم ان الكثير من الفلسطينيين يعلموا أقل بكثير مما يعرفه لادرا عن فلسطين ،وانا كنت من ضمنهم " .
"انا كفلسطيني عشت في فلسطين 19 سنة من حياتي ، كان لدي حماس فقط للقضية الفلسطينية لكن لم يكن لدي ادنى فكرة عن التفاصيل، التي أصبحت مدركها في الفترة الحالية ، أكملت دراستي الجامعية في الأردن وعدت الى فلسطين وقررت ان أخرج للمشي في أنحاء فلسطين، علما بأني لم أفكر بالأمر بتاتاً من قبل ، وفي اللحظة التي بدأت فيها ان امشي في جبال فلسطين وبين المستوطنات ، وعندما بدأت احتك وارى كل شيء وبدأ اشعر بالوعى اتجاه القضية الفلسطينية ، إن الاحتلال يحاول ان يستولي على كل شيء، ويستخدمه ليس فقط ضد الفلسطينيين وإنما ضد كل شيء انساني .
مضيفا : "ان الوعي خلق لدي دافع لكي أساعد القضية وبالتزامن مع قدوم بنجامين لادرا في شهر نيسان عام الـ 2017 على فلسطين ، حينما أتى ليعزف في فلسطين كان متأثر جدا في القضية الفلسطينية ، ورأى الناس والحواجز التي تمنع العرب والفلسطينيين من رؤية شوارع معينة ومنعهم من المشي فيها ، الطريقة التي يفكر فيها لادرا أثرت كثيرا في شخصيتي وطريقة تفكيري ، بالإضافة الى كيفية مجيئه من السويد الى فلسطين ،وعندما تعرفت عليه وجدته انسان بسيط جدا ، سخر وقته وجهده وماله للقضية الفلسطينية .
وأضاف اعليوي ان صفتين يتوجب توافرهما للدفاع عن اي قضية، الا وهما الوعي والارادة ، والجميل انها توافرت لدى لادرا , كل شخص فينا لديه الارادة لصنع القرارات ولكن اكبر مشكلة نواجهها بالعالم نحن هي الاعلام ، وليس الإعلام الغربي فقط وانما ايضا الاعلام العربي للاسف ، لا يوجه تركيزه على الصورة الكاملة في فلسطين ، بالتالي نجد الحماس دون اثر للوعي ، ما جعلنا عتاد ان لاتكون الصورة واضحة بسبب الإعلام .
واكد لادرا على ان هدفه الأساسي من هذه الرحلة هو نشر الوعي و صنع واقع افضل , قائلا : " ان هذه الرحلة لن تنتهي عند وصولي فلسطين وحسب ، لان هناك الكثير من القضايا في مختلف العالم ، يجب ان نعمل عليها سةيا من اجل تحسين العالم في المستقبل لذلك على كل واحد مننا ان يتغلب على مخاوفه على اي عوائق أمامه من اجل ان يقوم بهذا التغيير ، وبامكان كل شخص بالعالم ان يساهم في هذا التغيير من خلال التخلص من اي حواجز موجودة ، فالحواجز موجودة في عقولنا فقط ، وعلينا ان نكسر هذه الحواجز من اجل المستقبل ، وفي النهاية اقول ان فلسطين لن تحرر نفسها بنفسها ، لذلك دعونا ان نبدأ بالعمل سويا وبالفور "
وتم الإعلان في نهاية المؤتمر موعد سفر لادرا والذي سيكون يوم الجمعة 6-7 ، ووجه دعوة للجميع قائلا : " اتمنى من الجميع ان ياتي معي في رحلتي للجسر ونمشي سويا حاملين الاعلام الفلسطينية الى فلسطين " ، كما تم الاعلان عن برنامج الانشطة الذي سيقام خلال اقامة لادرا في عمان .