مصاب بشلل رباعي ويكتب بأنفه يجتاز التوجيهي بمعدل 70%

مصاب بشلل رباعي ويكتب بأنفه يجتاز التوجيهي بمعدل 70%
الرابط المختصر

تحدى الطالب المعتصم بالله أبو محفوظ إصابته بالشلل الدماغي الرباعي، وتمكن بعزيمته وإصراره من اجتياز امتحانات الشهادة الثانوية العامة بنجاح، مستخدما أنفه بكتابة إجابات الاسئلة ومحققا معدلا بلغ 70.0 بالمئة.

 

وكانت وزارة التربية قدمت تسهيلات للمعتصم بالله لتمكينه من أداء الامتحانات في فرع الإدارة المعلوماتية، وتمثلت بتعيين شخص يعيد كتابة الإجابات التي يطبعها بأنفه على جهاز "ايباد" سمحت له بإدخاله إلى قاعة الامتحان.

 

وإضافة إلى شلل أطرافه الأربعة الذي رافقه منذ الولادة، فإن المعتصم بالله يعاني صعوبات في النطق تجعل من المتعذر على غير والديه فهم ما يقوله، الأمر الذي حال دون أدائه الامتحان شفاهة.

 

وقالت والدته صفاء أبو محفوظ، إن ترتيبات الامتحان هذه لم تتحقق إلا بعد مناشدات عديدة للوزارة، مبينة أنهم اقترحوا بداية أن يتم ربط جهاز الايباد بطابعة وجعل الأسئلة اختيارية لا موضوعية مراعاة لقدرات ابنها الحركية البطيئة، لكن المسؤولين رفضوا ذلك الاقتراح.

 

وتتحدث الأم بعاطفة بادية عن ابنها قائلة "انتابني الحزن حين رزقت به، لكن حزني كان يتلاشى تدريجيا أمام ما أراه من تصميمه على الحياة وهو يكبر"، مضيفة بأنه "اجتماعي يفرض محبته على الناس بتواضعه ويدخل القلب سريعا".

 

ولا تنكر صفاء أبو محفوظ التي تعمل صيدلانية أن الاعتناء بابنها يستنزف الكثير من وقتها وجهدها، لكنها تقول "كنت دائما أحاول التوفيق بين بيتي ورعاية ابني فهو حالة تحتاج مجهودا كبيرا".

 

ونوهت إلى أن المعتصم بالله أظهر مبكرا "طاقة وقدرة على التعلم، فأدخلناه المدرسة النموذجية للشلل الدماغي في عمان، حيث درس فيها حتى الصف العاشر، وبعدها أكدت المدرسة ضرورة دمجه في المدارس العادية، وهذا ما فعلناه".

 

وتابعت أنه كان "الأول على زملائه منذ الصف الاول وحتى العاشر في المدرسة النموذجية، وظل متميزا حتى بعد انتقاله للمدرسة الجديدة، والتي حاز فيها على عدة شهادات تكريمية".

 

وخلال دراسته في عمان كان والده أنور أبو محفوظ يقوم باصطحابه من وإلى المدرسة يوميا، غير عابئ بالمشقة التي كان يلقاها في سبيل ان ينال ابنه ما يصبو اليه من تعليم.

 

وقال أبو محفوظ "التعب كان يزول عندما ارى فرح النجاحات في عيون المعتصم".

 

واشارت والدة المعتصم بالله الى انهم كانوا قد اشتروا له مقعدا كهربائيا خاصا حتى يسهل عليه التحرك داخل المدرسة الخاصة التي انتقل اليها، وهي تقع قريبا من منزلهم في مدينة الشرق.

 

وبينت انه اختار الدراسة في فرع الادارة المعلوماتية "لأن التعامل مع الحاسوب اسهل بالنسبة له من أي تخصص أخر حيث أنه يستطيع فقط التعامل بأنفه للكتابة".

 

وحول الخطوة التالية بعد نجاحه في التوجيهي، قالت "سننتظر لحين ظهور نتائج القبول الموحد في الجامعات، واذا لم يحصل على فرصة فيها، فسنعمل على ان يكمل دراسته خارج الاردن".

 

ورغم حالته الجسمانية وتحديات النطق، الا ان المعتصم بالله يحظى بالكثير من الاصدقاء. والذين قال انهم يزورنه باستمرار ويساعدونه في المدرسة.

 

وللمعتصم اربع اخوات، كبراهن سيرين التي تصغره في العمر وتتولى الاعتناء به في حال غياب والدتها، وهي ايضا من المتفوقين دراسيا.

 

وقالت سيرين والفرحة بادية عليها بنجاح اخيها في الثانويه العامه "انا استمد قوتي ونجاحي من عزيمة واصرار المعتصم بالله"

أضف تعليقك