نشرت وسائل إعلامية محلية أربعين مادة صحفية عن شباب العقبة المتعطلين عن العمل والذين بدأوا صباح الخميس الرابع عشر من شهر شباط الحالي بالمسير إلى العاصمة عمان طلباً في الحصول على وظائف، كما بثت محطات إذاعية وتلفزيونية عدة تقارير ومتابعات حول الموضوع ذاته.

تتبع مرصد "أكيد" كيف تعامل الإعلام المحلي مع هذه القضية من خلال الأربعين مادة صحفية والتي تنوعت ما بين الخبر البسيط والتقرير الصحفي التي نشرتها الصحف اليومية والمواقع الإخبارية، حيث قدم الإعلام الرواية الحكومية في (24) مادة بنسبة 60%، فيما حضرت رواية الشباب المتعطلين عن العمل في (5) مواد صحفية بنسبة12.5%، وجمعت (3) تقارير صحفية بين وجهة نظر المتعطلين عن العمل والجهة الحكومية المسؤولة بنسبة 7.5%، فيما تم نشر (8) أخبار حيادية حول مسير الشباب نحو عمان مطالبين بالحصول على وظائف بنسبة 20%.

حاورت ثلاثة وسائل إعلامية الشباب المتعطلين وقدمت وجهة نظرهم في خمسة تقارير صحفية وتحدثت عن مطالبهم التي تمثلت بالحصول على وظائف حكومية أو خاصة شرط أن تمتلك الحكومة 51% من إدارتها، كما نفى المشاركين في المسيرة صحة المعلومات التي تداولها ناشطون على فيسبوك تفيد بتوظيف 30 متعطلا، وأن 120 متعطلا آخر قيد دراسة توظيفهم .

عناوين التقارير الخمسة:

شباب العقبة: لن نعود إلا بكتاب تعيين .. والمحافظ يرد

المشاركون بمسيرة العقبة - عمان يردون على محافظ العقبة

150   متعطلا من العقبة في مسيرة راجلة إلى الديوان الملكي

متعطلون عن العمل يواصلون مسيرتهم من العقبة إلى الديوان الملكي: أصحاب الواسطات يأخذون حقنا

شباب مُعطلين عن العمل يسيرون منذ يومين من العقبة وصولا الى الديوان الملكي

بدورها أجرت صحيفة يوميا تقريرا إخباريا بعنوان "العقبة: 70 متعطلا يواصلون سيرهم على الأقدام إلى عمان منذ 4 أيام"، أعادت نشره العديد من المواقع الإخبارية، قدمت من خلاله وجهة نظر المتعطلين، الذين سبق وأقاموا عدة فعاليات احتجاجية سلمية على دوار الشريف الحسين بن علي في مدينة العقبة، وطالبوا بتوفير فرص عمل لهم، حيث أوضح عضو اللجنة المشكلة من المتعطلين محمود بلتاجي أن الوظائف التي عُرضت عليهم من قبل المحافظ تمثلت بعمال في محطات المحروقات وفرص أخرى تبلغ رواتبها الحد الأدنى للأجور وهو 220 ديناراً، الأمر الذي لم تشر له الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي حينما تناولت الحلول التي قدمتها الحكومة لهؤلاء الشباب.

كما قدم التقرير رد محافظ العقبة صالح النصرات، الذي أكد أنه تم إيجاد فرص عمل لـ 30 شخصا من الشباب، وتبين أن الـ 40 شخصا المتبقين لا يوجد لديهم مهن، وتم التنسيق مع مديرية التشغيل والتدريب بالسلطة على تدريبهم على بيئة العمل وحسب المهن المطلوبة في سوق العمل براتب 300 دينار شهريا، الأمر الذي نفاه الشباب المتعطلين في تقارير إخبارية أخرى.

احتلت الرواية الحكومية لقضية متعطلي العقبة النصيب الأكبر من التقارير والأخبار الصحفية، حيث نشرت وسائل إعلامية محلية البيان الصادر عن وزارة العمل الاثنين الثامن عشر من شباط الحالي، وأوضحت خلالها أنه تمت محاورة الشباب في محافظة معان، الا أنهم رفضوا العمل في القطاع الخاص وحصروا مطالبهم في العمل لدى 8 مؤسسات محددة.

كما تداولت وسائل إعلام محلية كتاب رسمي صادر عن محافظ العقبة موجه إلى وزير الداخلية حول اتخاذ اجراءات لحل قضية الشباب المتعطلين عن العمل منذ تشرين الثاني الماضي، والذي ذكر فيه توفير 30 فرصة عمل وتدريب 40 شخصا، الإ أن الشباب اصروا على إكمال مسيرهم إلى عمان، مطالبين بفرص عمل لـ 150 شخصا.  

شباب العقبة العاطلين عن العمل يواصلون مسيرهم .. ومراسلات رسمية تفند مزاعمهم

مخاطبات رسمية تكشف حقيقة أزمة متعطلي العقبة  

الرزاز يعد مسيرة شباب العقبة بدراسة مطالبهم

كما تابعت العديد من الوسائل الإعلامية مسيرة الشباب منذ خروجهم من محافظة العقبة أولا بأول ونشرت أخباراً محايدة عن مطالبهم وأوضاعهم بشكل عام وأرفقتها بالصور والفيديوهات.

يستخلص "أكيد" من تغطية قضية الشباب المتعطلين ومسيرتهم المستمرة نحو العاصمة  عمان، قلة التقارير المعمقة التي تناولت وجهات النظر جميعها، وبحثت بشكل أكبر حول مطالبهم وقدمت نظرة شمولية للقضية، حيث أكتفت العديد من الوسائل الإعلامية بتقديم وجهة نظر واحدة.

يذكر مرصد "أكيد" أن المتابعة تعتبر من أهم المعايير التي تحكم أداء ومهنية الوسائل الإعلامية وخاصة في مثل هذه القضايا التي تهم شريحة واسعة في المجتمع، ويترتب عليها متابعة الاحداث وعدم الاكتفاء بالأخبار الأولية ومتابعة تداعيات تلك الأحداث ونشر التقارير المعمقة.