قلعة الأزرق مهددة بالاختفاء عن خارطة السياحة الأردنية

قلعة الأزرق مهددة بالاختفاء عن خارطة السياحة الأردنية
الرابط المختصر

تواجه قلعة الأزرق التي تعد إحدى أبرز المعالم الأثرية في الأردن، خطر الاختفاء عن الخارطة السياحية في ظل التراجع الحاد والمستمر لإعداد السيّاح، والذي ينجم عن عوامل أهمها ضعف الترويج لها من قبل الجهات المعنية.

 

وحتى ما قبل عقدين، كانت القلعة التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي، تتصدر المواقع التي يقصدها السياح، وخصوصا لقربها من مسطحات واحة الأزرق المائية الشهيرة، والتي تقع على بعد 80 كلم شرق الزرقاء.

 

على أن هذه الواحة اختفت اليوم أو تكاد بفعل الضخ الجائر لمياه بركها وينابيعها إلى العاصمة عمان، وتلاشت بالتالي مساحات واسعة من الرقعة الخضراء التي ظلت على مدى قرون محطة للطيور المهاجرة باتجاه شمال شرق اوروبا.

 

وكمحصلة، تناقصت بشدة أعداد السيّاح الذين كانوا يقصدون الأزرق بالآلاف للاستمتاع ببركهِ المائيّة و معالمهِ الأثريّة، و تبدد أبرز مصدر لمعيشة سكان القضاء البالغ عددهم نحو عشرة الآف نسمة.

 

ويؤكد نادر البلعوس الذي يعمل حارسا لقلعة الأزرق منذ 17 عاما، أن ما جعل الأمر يسوء أكثر مؤخرا هو الأحداث في دول الجوار، حيث أدت إلى تراجع ملحوظ في أعداد أفواج السيّاح التي كانت تاتي إلى المنطقة ضمن برامج تشمل عدة دول من بينها الأردن.

 

كما رآى أن ضعف حملات الترويج لمنطقة الأزرق تلعب دورا في تعزيز هذا التراجع، داعيا وزارة السياحة إلى تكثيف تلك الحملات وتوجيه جزء منها لتشجيع السياحة المحلية حتى تكون رديفة للخارجية.

 

بدوره، وصف عيسى النجار الذي يعمل دليلا سياحيا في الأزرق منذ 15 عاما، حركة السياحة إلى القلعة والمواقع الأخرى في القضاء بـ "سيئة للغاية"، مضيفا أن أوضاع الأدلاّء تأثرت بشدة نتيجة ذلك حيث باتوا يجدون صعوبة في توفير قوتهم وقوت أولادهم.

 

واعتبر النجار أن القلعة لا يجري الترويج لها بالشكل المطلوب، كما أن القائمين على هذا الترويج تنقصهم الكفاءة.

 

وأنحى باللائمة في هذا الصدد على سفاراتنا في الخارج، والتي قال انها "لا تقوم بواجبها في ترويج المناطق السياحية في الأردن"، مضيفا إنه زار مرة إحدى تلك السفارات ولم يرّ فيها منشورا ترويجيا واحدا عن المملكة.

 

وتقع القلعة على الشارع العام في الأزرق الشماليّ مقابل ما كان حتى عهد قريب بركا ضمن واحة الأزرق المائية، وهي بناء مستطيل مؤلف أساسا من ثلاث طبقات، وجرى تشييده من حجارة البازلت السوداء.

 

و شيّدت أساساً لتكون حصناً للنبطيين أو الرومان، ثم أعاد المماليك بناءها في القرن الثالث عشر للميلاد، وهي تشتمل على غرف متعددة الأحجام والاستعمالات واسطبلات وبئر ماء, وتلتف هذه الغرف حول ساحة كبيرة يتوسطها مسجد.

 

وللقلعة بوابتان أولاهما الرئيسية وتقع ضمن برج محصن مدعم بموقع للمراقبة والدفاع قرب زاويتها الجنوبية الشرقية، وتتكون من دفتين حجريتين يصل وزن كل منها إلى طن تقريبا, فيما تتكون البوابة الثانية الواقعة في الجدار الغربي من دفة حجرية واحدة يصل وزنها إلى حوالي طنين.

 

وكانت آخر استخداماتها في أيام الثورة العربية الكبرى، حيث إتخذها "لورنس العرب" قاعدة لانطلاق عملياته العسكرية ضد الأتراك العثمانيين، وكانت له غرفة للاجتماعات والاستقبالات ما زالت تقع فوق المدخل الرئيسي، وفيها عدد من الطاقات والقاعات والأبواب وبهوٍ رئيسي.

 

وعندما غادرها إتخذ منها الشريف الحارثي، قاعدة للعمليات العسكرية، وعندما وصلها الأمير فيصل ابن الحسين كقائد للجيش الشمالي، قام بشن هجومه النهائي على الأتراك من هذه القلعة.