عندما لا يكون رمضان "كريم"

عندما لا يكون رمضان "كريم"
الرابط المختصر

قد لا يكون شهر رمضان "كريما" كما يوصف عادة، خاصة لذوي الدخل المحدود والمتوسط، بما فيه من مصاريف تزيد عن غيره من أوقات العام، لأسباب اجتماعية أحيانا، ولسلوكيات خاطئة متعلقة بزيادة الاستهلاك في أحيان أخرى.

 

ويقدر الخبير الاقتصادي فائق حجازين، بأن ما يزيد عن 50% من دخول المواطنين تذهب إلى الإنفاق على الكماليات قبل الاحتياجات الأساسية، معتبرا أن الظروف الاقتصادية الصعبة في ظل تدني أجور الموظفين تتطلب إعادة النظر بهيكلة النفقات من حيث الأوليات.

 

وتشير دراسة حديثة صادرة عند دائرة الإحصاءات العامة، إلى أن هناك ارتفاعا كبيرا بنسب إنفاق المواطنين على السلع الكمالية، والطعام السريع، والإقبال على المطاعم والمقاهي وتدخين الأرجيلة، إضافة إلى الاتصالات، الأمر الذي يؤثر على نفقات الأسرة بشكل ملحوظ.

 

ويوضح حدادين أن مستوى الرواتب التي يتقاضاها العاملون لا تزال متدنية، ما يتطلب إعادة النظر بنسب الحد الأدنى للأجور، إضافة إلى زيادة الرواتب، ورفع نسب المكافآت للموظفين بما يتواءم مع الغلاء المعيشي.

 

وأظهر مسح العمالة والبطالة السنوي لدائرة الإحصاءات للعام 2014، أن 51% من العاملين في المملكة يتقاضون رواتب بين 300 و499 دينار، 60% منهم من عمر 25 وحتى 39 عاما، وأن 10.5%  يتقاضون رواتب تزيد على 500 دينار، و18% منهم يفوق أعمارهم الـ40 عاما.

 

فيما يتقاضى 7% من من العاملين رواتب تقل عن 200 دينار، و15% منهم من عمر الـ15 وحتى 24 عاما، وهو ما يشكل خرقا للحد الأدنى للأجور المعتمد في المملكة والبالغ 190 دينارا، وهو الحد الذي تركته اللجنة الخاصة بإعادة النظر به، إلى رئاسة الحكومة السابقة.

 

ويدعو حدادين المواطنين إلى اتباع سياسة الترشيد والاقتصاد بالاستهلاك خلال شهر رمضان، وتجنب التهافت على الأسواق، وشراء كميات كبيرة تفوق حاجاتهم اليومية.

 

من جانبها ترى أخصائية الإرشاد الأسري ندى حمدان، أن التعامل مع رمضان يجب أن يكون كباقي الأشهر، وأن يعمل أصحاب ذوي الدخل المحدود على توفير  مستلزماتهم الأساسية دون إسراف.

 

وتنصح حمدان بتجنب الشراء من المولات ذات الأسعار المرتفقه، واللجوء إلى الأسواق الشعبية التي تناسب ودخولهم، والحرص على إعداد صنف واحد من الطعام على مائدة الإفطار، بدلا من تعددها بما يتجاوز الحاجة.

 

وبحسب أرقام دائرة الإحصاءات العامة، فإن الإنفاق على الغذاء يستهلك جزءا كبيرا من دخل الأردنيين، حيث تبلغ نسبة إنفاق الفرد الأردني على الغذاء ما يقارب 40 %.

 

أضف تعليقك