حملة "الغذاء والدواء" على سموم العبوات البلاستيكيّة
تحرص "أم محمد جبران" على أن لا تخلو حقائب أبنائها المدرسية من عبوات المياه البلاستيكية التي تقوم بإعادة تعبئتها لهم مرارا وتكرارا، غير مدركة لحقيقة أنها معدة للاستعمال مرة واحدة فقط، وبحيث لا تعود آمنة بعدها، كما يؤكد خبراء.
وتبدو أم محمد مطمئنة إلى سلامة ما تفعله، حيث أنها -كما تقول- تعمد إلى "غسل العبوات قبل تعبئتها، وتستبدلها بأخرى بعد مضي إسبوع على استعمالها"، ومثل أم محمد يعمد الكثير من الناس إلى استخدام هذه العبوات البلاستيكيّة لأكثر من مرة في تعبئة الزيت وبعض المواد الغذائية، دون إدراكهم مكمن الخطورة في تكرار استخدامها رغم إرفاق الشركات المصنعة لهذه العبوات برموز محفورة عليها على هيئة مثلث أسهم يتوسطه رقم يدل على نوع خامة العبوة وشروط استخدامها، ونوعية المواد الغذائية التي تصلح للتعبئة فيها.
لذا قامت مؤسسة الغذاء والدواء بإطلاق مبادرة اعتباراً من شهر شباط الجاري بالتعاون مع وزارتيّ الصحة والبيئة، وغرفة صناعة الأردن تهدف إلى تصحيح المفاهيم والتوعية بطرق التعامل الآمنة مع أنواع العبوات.
ويقول مدير مديرية الرقابة على الغذاء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء محمد الخريشة في هذا الشأن "إن الحملة ستتضمن نشر رسائل توعية في وسائل الإعلام وعقد ندوات للقطاع الصناعي الذي يقع على عاتقه جزء كبير من المسؤولية في الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، مضيفاً أن الحملة وهي بعنوان "الاستعمال الآمن للعبوات البلاستيكية" ستعمل على بناء ثقافة مجتمعية حول كيفية التعامل مع أنواع العبوات، سواء المستخدمة في تعبئة المياه والسوائل الغذائية أو في تغليف الخبز وغيره من الأطعمة.
وكانت مؤسسة الغذاء والدواء أعدت مسودة قرار يمنع بيع مادة الخبز والخضراوات والفاكهة بعبوات أو أكياس بلاستيكية، والاستعاضة عنها بالورقية، وذلك اعتبارا من بداية العام الجاري.
وتضمنت المسودة ضوابط وتعليمات تنظم عمل مصانع التعبئة والتغليف، ونصوصا تجيز إنزال عقوبات بحق المخالفين وفق ما ورد في قانون الرقابة على الغذاء ساري المفعول مثل الغرامة والإغلاق والتحويل إلى الجهات القضائية.
وأشار الخريشة في هذا السياق إلى أن المصانع المحلية بدأت وضع علامة مؤسسة الغذاء والدواء على منتجاتها من عبوات وأكياس حتى يعرف المواطن أنها مجازة وآمنة للغاية التي صنعت من أجلها.
وبيّن أيضا أن هناك مواصفات لصناعة أكياس التعبئة تم تعميمها على المصانع وسوف يصبح استخدامها قريبا أمرا إلزاميا لتجّار الأغذية.
مفاهيم وسلوكيات
ولفت الخريشة في حديثه إلى بعض المفاهيم والسلوكيات الخاطئة التي درج عليها الكثير من المواطنين خلال التعامل مع العبوات البلاستيكية، وخصوصا المعدة لتعبئة المياه.
وركّز في هذا الإطار على تكرار تعبئة الصغيرة منها، والتي أكد أنها معدة للاستعمال مرة واحدة فقط، ولا يمكن القول انها لا تزال آمنة بعدها، على حد تعبيره.
كما شدد على أن هذه العبوات مخصصة للسوائل الباردة والمياه ولا يجوز تعبئتها بسوائل ساخنة، حيث أن ذلك يؤدي إلى رحيل لبعض المواد البلاستيكية إلى المادة الغذائية واختلاطها بها، مما يؤدي إلى الضرر الصحي.
وقال الخريشة أن من الملاحظ كذلك قيام البقالات بشراء عبوات المياه من الموزعين بكميات كبيرة، ولعدم جود متسع في محلاتهم فهم يعرضونها تحت أشعة الشمس المباشرة، وهو ما يعتبر مخالفة صحية.
وبيّن أن سوء استخدام العبوات من قبل كثير من المواطنين يتبدى أيضا من خلال تعبئة الكاسات البلاستيكية المعدة للمشروبات الباردة، بسوائل ساخنة مثل الشاي والقهوة، ما يجعلها غير آمنة.
وفي ما يتعلق بتعبئة بعض عبوات المياه والمشروبات الغازية بالمخللات والزيت، فقد اعتبر الخريشة هذه الممارسة خاطئة، مشيرا إلى أن هناك عبوات بلاستيكية مخصصة لهذه الغاية، مع تفضيله استعمال الأوعية الزجاجية.
وحول الرموز المطبوعة على العبوات، فقد أوضح الخريشة أنها تشير إلى نوعية المادة البلاستيكية التي صنعت منها والأغذية المسموح بتعبئتها فيها، وليس عدد مرات الاستعمال كما قد يعتقد البعض.
وقال أن هناك أنواعا من البلاستيك تكون مخصصة للمواد ذات الطبيعة الحامضية أو القاعدية، وأخرى للمشروبات الغازية والعصائر، وغيرها للمواد الساخنة أو الباردة، كما أن هناك أصنافا معدة بحيث يمكن إدخالها في المايكرويف.
رموز ودلالاتها
وتتضمن الرموز أرقاما تتسلسل من واحد حتى سبعة وهي محفورة على كافة أنواع العبوات والمواد البلاستكية كالأكواب والقوارير والأواني وغيرها، ودلالاتها التي تهم المستهلك هي كالتالي:
“1″ يستخدم لعلب الماء والعصائر ذات الحموضة المنخفضة، مع الحذر من استخدام العبوات لأكثر من مرة، لأنها مصنوعة لتستخدم لمرة واحدة فقط وتصبح سامة إذا أعيد تعبئتها.
“2″ آمن فقط للاستخدام في علب الشامبو والمنظفات وبعض لعب الأطفال.
“3″ ضار وسام إذا استخدم لفترة طويلة، وهو مصنع من أرخص أنواع البلاستيك ويستخدم خصوصا في صناعة أنابيب المياه،
“4″ آمن نسبيا ومنه تصنع بعض قوارير الماء التي تستخدم لمرة واحدة فقط، وكذلك أكياس التسوق وأكياس تعبئة الخبز.
“5″ يناسب السوائل والمواد الباردة والحارة ولكن ضمن صلاحية محددة.
”6″ خطر وغير آمن للاستخدام مع المشروبات الساخنة، ومن أشكاله أكواب وعبوات الفوم الخاصة بتغليف الأطعمة والوجبات.
أما “7″ فهو لايقع تحت أي تصنيف وكثير من الشركات العالمية بدأت تتجنبه وبخاصة شركات صنع ألعاب الأطفال.