تضارب آراء حول هدف الأردن من مشاركته في "عاصفة الحزم"

تضارب آراء حول هدف الأردن من مشاركته في "عاصفة الحزم"

مثلما استيقظ الأردنيون على مفاجأة مشاركة بلادهم في الحرب ضد تنظيم داعش نهاية أيلول من العام الماضي، استيقظوا اليوم على مشاركتها في الضربة الجوية الموجهة ضد الحوثيين في اليمن بجانب السعودية وعدد من دول الخليج والتي أطلق عليها اسم عاصفة الحزم.

 

وأعلنت السعودية عند منتصف ليل الخميس، توجيه ضربة عسكرية بمشاركة أردنية قوامها ستة مقاتلات تستهدف ضرب المواقع التي سيطر عليها الحوثيون منذ انقلابهم على حكومة الرئيس عبد ربه هادي نهاية كانون الثاني.

 

وأكد مصدر حكومي رفيع فضل عدم ذكر اسمه لـ"عمّان نت" أن مشاركة الأردن بالضربة الجوية تأتي لدعم الشرعية في اليمن، وتجسيداً للعلاقات التاريخية بين الأردن والسعودية ودول الخليج، دون الحديث عن تحركات برية كخطوة قادمة.

 

ورغم ذلك يرى مدير مركز الشرق للدراسات جهاد محيسن أن الأردن قد تعجل في المشاركة في هذا التحالف، حتى لو كانت مشاركته رمزية مقارنة بحجم المشاركة السعودية التي دفعت بنحو 100 مقاتلة، وتأكيدها على استعداد 150 ألف جندي لأي تطورات.

 

ويشير محيسن إلى أن المشاركة الأردنية بضرب الحوثيين عسكرياً سيكون لها تأثير سلبي على المستوى السياسي والاقتصادي، كما أن الأردن كان بإمكانة أن يلعب دوراً أكثر فعالية عبر الوساطة بين أطراف الخلاف في اليمن.

 

الكاتب والمحلل السياسي موفق محادين يرى أن المشاركة في حرب اليمن "ليست حربنا"، داعياً إلى ضرورة إيجاد حل عقلاني للأزمة اليمنية، بعيداً عن التدخل العسكري الذي لا تحمد عقباه، على حد وصفه.

 

ويشير محادين الذي كان من المعارضين للمشاركة الأردنية في الأحداث السورية، قبل استشهاد الطيار معاذ الكساسبة، إلى إن التدخل في اليمن لا يشبه التدخل في سورية لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي باتت ضرورة بعد قتلها معاذ.

 

ويعتبر انخراط الأردن عسكرياً باليمن، هو ثاني انخراط عسكري علني خلال 6 شهور، إلا أن المحلل الاستراتيجي والعسكري قاسم صالح يرى أن الأردن قادر على مواكبة هذه التطورات، وإن توجه التدخل في اليمن نحو التدخل البري، لامتلاكه أكثر من 100 ألف جندي مدرب.

 

وينوه صالح إلى أن ما يحصل في اليمن من الممكن أن يهدد الأمن الاستراتيجي للأردن ودول الخليج، معتبرا التدخل خطوة صحيحة لإبعاد الخطر الإيراني عن المنطقة.

 

ويرى قاسم أن الضربة العسكرية للحوثيين من شأنها أن تجبرهم، على أقل تقدير، إلى العودة لطاولة المفاوضات والموافقة على شروط الحكومة الشرعية، متوقعا أنه وفي حال لم يحدث ذلك فإن الضربة العسكرية الجوية ستتواصل وستنتقل الدول المشاركة إلى الخيار البري.

 

وتتكفل الأيام القليلة المقبلة بإظهار مسار التدخل العسكري الأردني في اليمن، كمجرد إنذار للحوثيين وحلفائهم في طهران، كما يراها محللون، أو شرارة لتوتر طويل الأمد في المنطقة، بحسب آخرين.

أضف تعليقك