تحري هلال رمضان.. بـ"منظور"سياسي أم شرعي

تحري هلال رمضان.. بـ"منظور"سياسي أم شرعي
الرابط المختصر

تتجدد التساؤلات قبيل حلول شهر رمضان من كل عام، حول إمكانية توافق الدول الإسلامية والعربية بالمرجعيات بتحديد اليوم الأول للصيام، مع اختلاف الطرق بتحري هلال رمضان، ما بين الاعتماد على الرؤية بالعين المجردة، أو اللجوء إلى الحسابات الفلكية.

 

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تيسير الفتياني، يعتبر إثبات غرة رمضان بات معضلة، لعدم الاتفاق ما بين الدول في توحيد إثباته، الأمر الذي يؤدي إلى استياء الكثيرين.

 

ويرجع الفتياني أسباب هذا التباين الواضح بين الدول الإسلامية والعربية، الى طبيعة العلاقات السياسية بين الدول، وليس على الطريقة الشرعية.

 

فمن الممكن، بحسب الفتياني، التفاوت بالساعات برؤية الهلال، وليست بالأيام، مشيرا إلى أن الأصل بأن تتفق كافة الدول على توحيد يوم الصيام، كي لا يؤثر هذا الأمر على إقبال المواطنين على الصيام.

 

فيما ينفي عضو مجلس رؤية الهلال حمدي مراد، اعتماد المملكة بصيام رمضان على قرار سياسي، مؤكدا أن إعلان رؤية الهلال يتم بعد رصد دائرة قاضي القضاة بوجود كبار علماء الفلك والجغرافيا والساسة، وفق الرؤية الشرعية.

 

ويوضح مراد بأن المملكة تتبع إحدى الدول المجاورة باعتماد اليوم الأول من رمضان، في حال كانت هناك صعوبة بالرؤية، نتيجة ظروف جوية معينة تحول دون رؤية الهلال عن طريق جهاز "التلسكوب".

 

فلكيا، يفسر رئيس الجمعية الفلكية اللأردنية عبدالسلام غيث أسباب اختلاف الدول بتحديد بدء الصيام، باعتماد كل دولة على مرجعية مختلفة في ذلك، مشيرا إلى أن المرجعية الواحدة تضمن توحيد كافة الدول الصيام بذات اليوم.

 

ويوضح غيث بأن هناك ثلاث طرق لتحري هلال رمضان، الأولى تكتفي بالحسابات الفلكية، والثانية تعتمد العين المجردة أو من خلال "التلسكوب" البصري، سواء على أراضي الدولة أو البلدان الإسلامية الأخرى، فيما تشترط الطريقة الثالثة رؤية الهلال على أراضي نفس الدولة.

 

ويشير إلى التطور الفلكي الذي بلغ درجة تمكنه من تحديد مكان القمر ولحظة تولد الهلال، مستشهدا بقدرة العلم على تحديد مختلف الظواهر الطبيعية كالكسوف والخسوف.

 

أما من الناحية الشرعية، فيؤكد الفتياني بأنه لا يوجد ما يمنع شرعا رؤية الهلال والأخذ به عن طريق الحسابات الفلكية، والتي تسندها الرؤية البصرية لتكون أكثر دقة، مشيرا إلى عدم جواز الصيام باتباع دول أخرى إذا كان غير متأكدا من صحة صيام دولته.

 

ويدعو مراد إلى اتخاذ قرار سياسي، بتوحيد رؤية الهلال فلكيا، باعتماد دولة واحدة، للحد من تعدد الرؤية، مؤكدا إمكانية رؤية الهلال في ذات اليوم في كافة الدول العربية والإسلامية.

 

وبحسب الحسابات الفلكية فإن اليوم الأول من رمضان لهذا العام، سيكون يوم الخميس المصادف للـ18 من حزيران الحالي، إلا أن الإعلان عن نهاية شهر شعبان، والأول من رمضان يعود إلى قاضي القضاة.

أضف تعليقك