بدائل تهدد صناعة "الجميد"...ذهب الأردن الأبيض"

بدائل تهدد صناعة "الجميد"...ذهب الأردن الأبيض"
الرابط المختصر

تنتشر في الذاكرة الأردنية أغنية شعبية تقول كلماتها  "منسف مع جاج ما بنفع أردنية بدهم منسف مع اللحمة البلدية" الا ان ثوابت اكلة "المسف" بدأت بالتزعزع بسبب ارتفاع الأسعار، فاستبدلت اللحمة البلدية باخرى مستوردة و استبدل "الجميد " - احد اهم مكونات المنسف- ببدائل اقل سعرا.

 

يساوي رطل الجميد(3 كغم) في مدينة الكرك 33 دينارا  متفوقا على سعر غرام الذهب عيار 24 الذي يباع بـ 27 دينارا، هذه القيمة الثمينة لهذه المادة ماديا وفي الموروث الاجتماعي دفعت الجهات المتخصصة في الأردن لعقد مهرجان سنوي تحت اسم مهرجان " الجميد والسمن".

 

و"الجميد" هو شكل من أشكال منتجات الألبان المجففة التي تستخدم بشكل واسع من قبل الأردنيين في طبخ أكلة "المنسف" - الطبق الوطني في الأردن - ويصنع الجميد من خلال تحويل حليب الماشية الى لبن رائب و فصل عن مادة الزبدة و تجفيفه بقطع قماش ليصبح على شكل كرات حجرية.

 

و تداعت عشرات الجمعيات الريفية لحضور المهرجان الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي، حيث عرضت منتجاتها من مادة "الجميد"  التي تفاوتت اسعاره حسبا للمنطقة المنتجة و توفر المواصفات المثالية و أهمها النظافة والخلو من شعر الماشية.

 

أم محمد حملت إنتاجها من مادة الجميد من لواء الموقر جنوب الأردن لعرضها في المهرجان، ترى أن "المنسف الأردني" فقد هيبته بعد الاعتماد على بدائل أخرى لمكوناته أفقدته الطعم الذي اشتهر فيه سابقا.

 

بينما تشجع جمعية تنمية وتأهيل المرأة الريفية سيدات أردنيات على صناعة مادة "الجميد" بهدف رفع كفاءتها وتحسين وضعها الاقتصادي والاجتماعي والمساهمة في صنع القرار ورسم السياسات في الخطط التنموية ورفع مستوى الأسرة الريفية بشكل عام"

 

تقول عضو الجمعية أميرة الحنيطي إن الجمعية تشجع السيدات على هذه الصناعة التي  توفر دخلا لها من خلال العمل داخل المنزل لإنتاج هذه المادة وترويجها داخل اسواق الجمعية المنتشرة في محافظات المملكة

 

ويقدر رئيس جمعية مربي الماشية في الكرك زعل الكواليت سعر رطل الجميد الكركي في السوق بـ (33-35)  دينارا،"بينما تقل الاسعار في مناطق اخرى من الممكلة حيث يتربع الجميد الكركي على عرش المبيعات بعد نيله ثقة الاردنيين".

 

ويملك الكواليت مصنعا لصناعة الألبان والجميد بتمويل من برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الاغذية والزراعة الدولية (الفاو) استطاع من خلاله ان يضع الجميد الكركي على رفوف دول اوربية.

 

الأوضاع الاقتصادية المتردية للاردنيين دفعتهم للبحث عن بدائل  اقل سعرا من " الجميد" وانتشرت بالاسواق الاردنية عبوات " الجميد السائل" التي تنتجها شركات الألبان بتكلفة اقل تصل الى (3) دنانير للتر الواحد.

 

ولا يخفِ الكواليت  تأثير "بدائل الجميد" على حجم المنتوجات، ويضيف على ذلك جملة الامور اثرت على هذه الصناعة من ابرزها " الاستيراد من دول مجاورة مثل سوريا وتركيا والسعودية بأسعار وجودة اقل من الجميد المحلي، حيث يستورد الأردن من الجميد ما نسبته 75% من الاستهلاك المحلي  وينتج و25% المتبقية، بالاضافة الى وجود دخلاء على صناعة الجميد اغرقوا السوق بمنتجات تخلوا من المواصفات المطلوبة حيث تفتقد هذه الصناعة للتنظيم".

 

ويتفق عضو جمعية التقوى الخيرية عبد العزيز الخالدي مع الكواليت " بتأثير البدائل " على سوق مبيعات الجميدالبلدي، الذي يهدد هذه الصناعة برمتها مطالبا بتنظيم سوق صناعة الجميد المبعثرة بين الاسر وافتتاح مصانع متخصصة.

 

اما عن طريقة صنع الجميد تقول مريم البشير عضو جمعية ريفية "  تقوم السيدات بشراء الحليب وتحويله الى جميد خلال فترة لا تتجاوز الاسبوع، حيث يتم تحويل اللبن الى رائب وفصل مادة الزبده عنه ثم اعادة تسخينه مرة  و عصره بواسطة قطعة قماش ثم يخلط مع الملح ويكون على شكل كرات حتى يجف".

 

وتقول  البشير انه يجب على صانع " الجميد " ان يقوم بتنظيف كيس القماش الذي يخض به الجميد كي يحصل المستهلك على جميد خال من الشوائب كشعر الماشية، ليباع بسعر اعلى يصل الى 13 دينار للكيلوا الواحد".

 

وتقدر جمعية مربي الماشية في الكرك حجم الانتاج من مادة الحليب  الى حوالي 6ر3 مليون دينار سنويا بسبب ارتفاع عدد المواشي لاسباب منها تحسن الاجواء المطرية التي ساعدت في انبات المراعي الامر الذي قلل اعتماد المزارع على الاعلاف مرتفعة السعر، بالاضافة الى اقبال بعض الاردنيين على مشاريع تربية الحيوانات بسبب الاوضاع الاقتصادية.