ارتفاع متوالٍ لحالات العقر بالزرقاء و"القرود" تدخل على الخط

ارتفاع متوالٍ لحالات العقر بالزرقاء و"القرود" تدخل على الخط
الرابط المختصر

 

تظهر أرقام وزارة الصحة ارتفاعا متواليا في أعداد حالات العقر المسجلة في محافظة الزرقاء خلال السنوات الماضية، والتي لا تقف وراءها الكلاب فحسب، بل وايضا حيوانات ربما لا تخطر على بال، ومنها القرود والسناجب.

 

وقال الدكتور خالد البحتي رئيس قسم رقابة الأمراض في مديرية صحة الزرقاء، إنه جرى تسجيل 594 حالة عقر في المحافظة خلال العام 2014، معتبرا هذا العدد "كبيرا إذا ما قورن بعدد حالات العقر في السنوات السابقة".

 

وجرى تسجيل 551 حالة عقر في الزرقاء عام 2013، و417 قبلها في 2012، و359 في 2011، و313 حالة خلال العام 2010.

 

وأوضح البحتي أن الحالات المسجلة العام الماضي كان منها "384 حالة عقر كلاب و153 حالة عقر فئران وجرذان و46 حالة عقر قطط، وخمس حالات عقر حصان، وثلاث حالات عقر قرود، بالإضافة إلى حالتيّ عقر أرنب وسنجاب".

 

ووصف الحالات الأخيرة التي تسببت بها القرود والأرانب والسنجاب بأنها "حالات عقر غريبة لا تسجل دوريا".

 

وقال إن مكمن الخطر في حالات العقر هو احتمال أن تؤدي "إلى الإصابة بمرض الكلب الذي هو التهاب دماغي نخاعي حاد، ويكون مميتا إذا لم يعالج".

 

وأضاف البحتي "إن العقر يكون من حيوانات تنتمي إلى فصيلة الكلبيات، مثل الكلب والثعلب والذئب والقط، أو قد يكون من حيوانات أخرى مثل الثديات كالحصان والبقر والقرد والفئران والأرانب التي تكون قد تعرضت للعقر من أحد الحيوانات الأخرى. وإذا عُقر الإنسان من أي من هذه الحيوانات فإنها تنقل إليه فيروس الكلب".

 

وأوضح إنه "عندما يُعقر الإنسان من حيوان مصاب فإن الفيروس ينتقل من خلال لعاب الحيوان إلى الجرح القطعي، وينتقل عبر الدم حتى يصل إلى الجهاز العصبي المركزي في دماغ الإنسان، وهناك يتكاثر ويصبح مهددا لحياة الإنسان".

 

وأكد البحتي "إن أي عقر من أي حيوان ثديي هو مشروع للإصابة بفيروس الكلب ويجب مكافحته ومعاملته بجدية"، مشيرا إلى أنه "يؤخذ بعين الاعتبار طبيا قرب الإصابة من الجهاز العصبي المركزي، فكلما كان مكان العقر أقرب إلى الجهاز العصبي المركزي كانت (الحالة) أكثر خطورة".

 

وبيّن أن "فترة حضانة مرض الكلب الناتجة عن عقر الحيوانات للإنسان تمتد من أيام حتى سنة كاملة، والأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض بالرغم من عقرهم يجب أن يسارعوا لأخذ المصل وتلقى العلاج في المستشفيات".

 

وقال البحتي إن علامات وأعراض المرض تتضمن "الهيدروفوبيا، أو الخوف من الماء، وارتفاع الحراراة والتشنج الناجم عن ضعف عضلات الجهاز التنفسي والجسم عموما، وصعوبة البلع وفقدان الشهية والغثيان والشلل، وفي نهاية المطاف الموت خلال يومين إلى ستة أيام، وأما فرصة الشفاء فتكاد تكون معدومة".

 

ولفت إلى إنه "من النادر أن ينتقل داء الكلب من إنسان إلى إنسان، حيث لم تسجل إلّا حالة واحدة أثناء نقل قرنية آدمي مصاب بداء الكلب إلى آخر، ولكن هذه الحالة حصلت في دولة أخرى".

 

وأكد البحتي أن هذا المرض في الأردن "محاصر منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد تناقصت أعداد المصابين به بشكل كبير، وهي تعد على أصابع اليد الواحدة، وسببها عدم أخذ العلاج الوقائي في الزمن والمكان المناسبين".

 

كما أشار إلى إنه "لم تسجل في الزرقاء أي حالة إصابة بداء الكلب منذ خمس سنوات"، مرجعا ذلك إلى "وعي المواطنين واهتمام وزارة الصحة التي تقدم الجرعات الوقائية مباشرة بعد الإصابة بالعقر للحيلولة دون إصابة المعقور بداء الكلب".

تنتن

ونوه البحتي إلى أن العلاج يقدم في مستشفيي الزرقاء الحكومي الجديد والأمير فيصل في الرصيفة، وهو يعطى للمصاب "مجانا بغض النظر عن جنسيته"، لافتا إلى أن كلفة علاج حالة العقر الواحدة تبلغ 120 دينارا.

 

واعتبر هذا الرقم مكلفا إذا ما قورن بوسائل الوقاية الأخرى، ومنها مكافحة الحيوانات الضالة والفئران والجرذان التي قال أن أعدادها ازدادت في السنوات الأخيرة، وتقع مسؤولية مكافحتها على جهات أخرى كوزارتي الزراعة والبلديات، مؤكدا في ذات الوقت ضرورة إعطاء الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط مطعوم داء الكلب المتوافر في مديريات الزراعة.

 

وقال البحتي أن المصاب يتلقى جرعة من المصل خلال الثمانية أيام الأولى تعمل على مقاومة المرض، وخمس جرعات من اللقاح على مدى 28 يوما، وأحيانا يعطى جرعة لقاح إضافية في اليوم التسعين، ليتمكن الجسم من تكوين الأجسام المناعية للقضاء على الفيروس داخل جسم الانسانمبينا إنه عادة ما يعطي نصف المصل في العضلة (الدالية) في الكتف والنصف الآخر ينثر في مكان العقر، مع ملاحظة أن لا يخيط الطبيب الجرح قبل إعطاء المصل للمعقور.