٨٤ حضانة دامجة لذوي الاعاقة، والرفض ما زال مستمرا
رفضت الطفلة بيلسان من التسجيل في أحد الحضانات لكونها ذات اعاقة، فهي مصابة بشلل دماغي منذ الولادة.
رفض استند على قرار مديرة الحضانة بحجة تعليمات تمنع استقبال الأطفال ذوي الإعاقة في الحضانات ،" بنتك مسؤولية كبيرة على الحضانة وسيتم مخالفة الحضانة إذا علم المفتشين بوجودها" .
توقفت أم بيلسان بحثها عن حضانات أخرى لأنها اعتقدت بوجود قانون يمنع تسجيل الأطفال ذوي الإعاقة في الحضانات حسب كلام مديرة الحضانة التي أخبرتها أنه قانون تعمل به جميع الحضانات.
وتؤكد في النهاية على أهمية العمل بجدية وملاحقة الحضانات التي تمنع تسجيل الأطفال ذوي الإعاقة فهي ترى أن ابنتها والكثير من الأطفال ذوي الإعاقة ستزيد حالتهم سوءا بسبب الجلوس في المنزل وعدم مخالطة الاخرين.
يشير مساعد الأمين العام لشؤون التنمية والرعاية في وزارة التنمية الاجتماعية محمود الجبور أن التعليمات في الوزارة تنظم عملية رعاية الأطفال في الحضانات في نظام لا يميز بين الأطفال ويتعامل معهم بنفس السوية إلا أن النظام أكد على ضرورة وجود مقدمة الرعاية المتخصصة في الإعاقة في حال استقبال طفل من الأطفال ذوي الإعاقة ليتم دمجه بسهولة في الحضانة.
و يكمل أنه حسب نظام دور الحضانات رقم (77) لسنة 2018 المادة 16/أ "يحظر على دار الحضانة الامتناع عن قبول الأطفال ذوي الإعاقة" يتم مخالفة أي حضانة ترفض استقبال الأطفال ذوي الإعاقة ويتم التحقق من الموضوع من خلال وحدة الرقابة الموجودة في المديريات المختلفة ويتم اتخاذ الإجراء الفوري بحق الحضانة و يأتي ذلك استجابة لما جاء في قانون الأشخاص ذوي الإعاقة الذي أكد على عدم تمييز الأطفال ذوي الإعاقة عن غيرهم و التزام الوزارة بتنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الأطفال بأنه لا تمييز بين الأطفال ويجب تأمين كافة حقوقهم الرعائية.
ويؤكد الجبور على أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الشركاء على رفع قدرات مقدمات الرعاية وهناك مخاطبات ما بين وزارة التنمية الاجتماعية وبين إحدى مؤسسات وزارة العمل بإصدار شهادة مزاولة المهنة لمقدمات الرعاية في الحضانات.
ويشير أيضا إلى أن الوزارة أصدرت تعليمات تسمح بترخيص دور الحضانات المنزلية لسنة 2021 بمقتضى أحكام الفقرة (أ) من المادة 25 من نظام دور الحضانة رقم (77) لسنة 2018 وعرفت التعليمات دار الحضانة بأنها جزء من منزل معد للسكن يتم ترخيصه وفقا لأحكام هذه التعليمات لغايات تقديم خدمة رعاية الأطفال وتربيتهم.
ويكمل أن التنمية الاجتماعية قامت بتقديم ما يقارب (40) دورة تدريبية للحضانات الدامجة، والوزارة مهتمة بموضوع الحضانات من أجل تمكين المرآة من الدخول لسوق العمل.
ويضيف الجبور أنه بلغ عدد الحضانات الدامجة في الأردن 84 حضانة للذكور والإناث وتحتوي الحضانات على مختلف أنواع الإعاقات السمعية والبصرية والحركية وطيف التوحد، ويؤكد على سعي الوزارة لجعل جميع الحضانات في المملكة دامجة للأطفال ذوي الإعاقة.
تقول مديرة مديرية العيش المستقل للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رشا العدوان أن المجلس الوطني لشؤون الأسرة أصدر دليل تدريبي لتدريب مقدمات الرعاية في الحضانات لبناء قدراتهن على توفير الخدمات للأطفال ذوي الإعاقة ويأتي هذا التدريب استنادا إلى المادة (27/هـ) من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم (20) لسنة 2017 التي تركز على دمج جميع الأطفال بما فيهم الأطفال ذوي الإعاقة والأطفال ذوي التحديات في المهارات التطورية وتوفير فرص متكافئة لهم جميعًا لتنمية جميع المجالات النمائية.
وتكمل أن هذا التوجه يأتي انسجاما مع الاستراتيجية العشرية للتعليم الدامج والخطة التنفيذية للثلاث سنوات الأولى التي تم إطلاقها عام 2020 المتعلقة بدمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس العادية التي أطلقها المجلس الأعلى لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة ووزارة التربية والتعليم في الأردن. وبالتالي ستسهم عملية تكييف الحضانات لتصبح دامجة بشكل إيجابي في زيادة الوصول الخدمات الحضانات عالية الجودة في الأردن مع التركيز على الإنصاف وإمكانية الوصول إلى التعلم في مرحلة الطفولة المكبرة للأطفال ذوي الإعاقة والأطفال ذوي التحديات في المهارات التطورية.
وتضيف العدوان أن المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة راجع النسخة الأولى من الدليل التدريبي الخاص بتدريب وتأهيل مقدمات الرعاية في الحضانات على الطفولة المبكرة منذ الميلاد الى خمس سنوات، الذي أصدره المجلس الوطني لشؤون الأسرة في سنة 2016. وجاءت هذه المراجعة لتتماشى مع المادة (27/ه) من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم (20) لسنة 2017, التي تنص "على وزارة التنمية الاجتماعية العمل على أن تكون دور الحضانات و مراكز و مؤسسات رعاية الأيتام و الأحداث و كبار السن و ضحايا العنف الأسري دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة, من خلال توفير الترتيبات التيسيرية المعقولة و الأشكال الميسرة و إمكانية الوصول" و تطويره وإضافة محاور تتعلق بالأطفال ذوي التحديات في المهارات التطورية مما يسهم في توفير الخدمات و البرامج الداعمة في تنمية مهاراتهم و دمجهم من نظرائهم من غير ذوي الإعاقة في دور الحضانة, وذلك بالشراكة مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة.
وتؤكد على أن دور المجلس دور إشرافي تنسيقي رقابي وتدريبي حيث يساعد في تدريب الكوادر ورفع كفاءتهم ليستطيعوا تقديم الخدمات للأطفال ذوي الإعاقة وجعل الحضانات دامجة لهم.
تعاون مشترك بين المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ووزارة التنمية الاجتماعية لتدريب مقدمات الرعاية في الحضانات
وتكمل العدوان أنه تم عقد دورة تدريب من قبل اخصائيين وأكاديميين طفولة مبكرة من الجامعة الهاشمية لعدد من المدربين من المجلس الأعلى ومن وزارة التنمية الاجتماعية ومن ثم عقد دورات تدريبية لمقدمات الرعاية في الحضانات الدامجة وتم التدريب في الوسط والشمال والجنوب.
وتضيف أن التدريب يحتوي على (23) موضوعا رئيسا موزعة على (50) ساعة تدريبية، ويوفر هذا التدريب مواد تدريبية لتدريب العاملات ومقدمات الرعاية والطالبات الخريجات وتأهيلهن على المهارات والمعارف الأساسية لتقديم الرعاية في الحضانات وبما يتناسب مع الاحتياجات والمهارات النمائية لجميع الأطفال من الميلاد إلى خمس سنوات ومن ضمنهم الأطفال ذوي الإعاقة والأطفال ذوي التحديات في المهارات التطورية.
وتشير العدوان أن التدريب يغطي مواضيع مختلفة مثل الطفولة المبكرة، التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة، التحديات التي تواجههم، تمارين تفاعلية لمقدمات الرعاية ليستطيعوا الوصول للطفل وتوضيح حاجات الطفل ذوي الإعاقة وأفضل السبل لتقديم الخدمات الرعائية للأطفال ذوي الإعاقة داخل الحضانة.
يقول الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور موسى المطارنة أن الهدف من دمج الأطفال ذوي الإعاقة هو شعور الطفل ذوي الإعاقة بالحياة الطبيعية والتعامل مع باقي الأطفال، فالأطفال في مرحلة التكوين حساسين جدا ويتعلمون من الأطفال من غير ذوي الإعاقة والأشخاص الذين حولهم السلوك الطبيعي في المراحل البنائية وهذا يزيد قدراتهم النمائية ويسرعها.
ويكمل أن الدمج يعطي الأطفال ذوي الإعاقة حالة من الاعتياد والقدرة على التفاعل وقدرة على البناء الذاتي ويخلق عنده مساحة أوسع للنماء وفرصة أكبر للتعلم ويبعده عن حالة النبذ الاجتماعي التي تسببها العزلة الاجتماعية.
ويؤكد المطارنة أن على الحضانات الانتباه للطفل ذوي الإعاقة في الحضانة لأن الطفل قد يشعر بعدم القدرة في بعض الأنشطة مثل باقي الأطفال لذلك يجب توفير التسهيلات البيئية له ليقوم بدوره بسهولة وهذا يتوقف على بيئة الحضانة والعاملين فيها فيجب ان يكون لديهم قدرة ومعرفة باحتياجات الأطفال ذوي الإعاقة ليتعاملوا معها بفاعلية.