مواقع التواصل الاجتماعي منبر للأشخاص ذوي الإعاقة

الرابط المختصر

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منبر كبير للقضايا المختلفة لإبرازها و تسليط الضوء عليها مما جعل العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة يستخدموها لإبراز و دمج أنفسهم بالمجتمع.

بدأ سعيد القفاف تجربته كمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي بالصدفة عند نشره صورة لكرسيه المتحرك يسأل عن كيفية تغيير لونه ولاقى إعجاباً كبيراً من الناس الذين رأوا به ثقة كبيرة بالنفس و بدأوا بمتابعته على "الإنستغرام" الذي يتابعه اليوم من خلاله اكثر من 14 ألف متابع و أصبح يصور الفيديوهات التي يتحدث فيها عن  قصص و مواقف يومية و تجارب في حياته.

و يقول القفاف أنه تلقى التشجيع و الدعم من عائلته و أصدقائه للاستمرار و كان يستخدم "الإنستغرام" ليساعد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين لم يستطيعوا الاندماج في المجتمع لكي يندمجوا.

و عن التحديات في تجربته يشير إلى بعض التعليقات و الرسائل المسيئة و التي تكاد لا تذكر أنه يستغل إعاقته للشهرة و للفت الانتباه.

يؤكد القفاف أنه يصله كل يوم على الأقل رسالة واحدة من أشخاص يشكروه على أنه مصدر قوة و سعادة للكثير و كانت أكثر الرسائل التي أثرت به من فتاة فقدت الأمل من الحياة و تريد إنهائها و الاستسلام  لكنها غيرت رأيها  بسبب الفيديوهات المليئة بالأمل التي ينشرها سعيد و أيضا رسالة من شاب أخبره أنه كان ينظر للأشخاص ذوي الإعاقة أنهم بلا فائدة و لكن عندما تابع سعيد غير نظرته تماما و قال سعيد "هنا شعرت أني وصلت لما أريد في تغيير الصورة النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة".

و يكمل عن أهدافه في مواقع التواصل الإجتماعي فهي ثلاثة أهداف كسر الصورة النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة, تحفيز الناس ليعلموا أنه لا يوجد مستحيل, و كسر المسميات الشائعة في المجتمع من خلال جملته الدائمة التي اشتهر بها عند متابعيه "أنا سعيد قفاف و أنا أكثر من مجرد مسمى"

ويشجع القفاف فكرة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة على مواقع التواصل الاجتماعي و لكن من دون طلب التعاطف أو محاولة الظهور بصورة بطل.

و تكمل هبة الحجازي التي بدأت تجربتها في اليوتيوب عام 2018 بقناة أسمتها "همم" و يتابعها اكثر من 1370 مشترك  لتنقل تجربتها لغيرها من الأشخاص ذوي الإعاقة و توعيهم ليستفيدوا و يحموا أنفسهم من الإصابات و الأخطاء مثل التقرحات و التيبس بالمفاصل.

وتلفت انها تلقت التشجيع من الاشخاص الذين حولها ولكن البعض اتهمها بأنها تستغل إعاقتها للكسب المادي و أن ما تقوم به بلا فائدة.

و تشير الحجازي أن تجربتها زادت ثقتها بنفسها لأنها كانت تصور الفيديوهات بأستخدام كاميرة الهاتف و تقوم بالتعديل على الفيديوهات باستخدام الهاتف أي بأقل الإمكانات و مع ذلك كانت تتلقى باستمرار رسائل تشكرها على الفائدة من محتواها.

و عبرت عن استغرابها من عدم وجود الدعم من الأشخاص الذين يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي, على عكس المحتوى الأجنبي الذي يحظى بالكثير من الدعم.

وتؤكد الحجازي على أهمية دخول الأشخاص ذوي الاعاقة على مواقع التواصل الاجتماعي وأن يدمجوا أنفسهم بمحتواهم و تفكيرهم و شخصياتهم و ليس بالضرورة بإعاقاتهم.

و يشير خبير الاجتماع الأستاذ الدكتور حسين الخزاعي أن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يختلفون عن الأخرين و هذه التحديات تعزز قدراتهم في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل بقية الأشخاص.

و يكمل الخزاعي أن الأشخاص ذوي الإعاقة عليهم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف الناس بنجاحاتهم و تحدياتهم مما يساهم في كسر الصورة النمطية عنهم ولدمج نفسهم في المجتمع و البحث عن فرص عمل و بناء الصداقات و العلاقات الفعالة وإنشاء الجمعيات و اللقاءات من خلال هذه الصداقات.

و يرى  أن عقبات مواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في بعض التعليقات المسيئة من الأشخاص الغير واعيين التي قد تؤثر على الشخص ذوي الاعاقة نفسياً و تسبب له الإحباط.

تقول الصحفية والمتخصصة في الإعلام الجديد عبير أبو طوق أنها لاحظت مؤخراً وجود كبير ومكثف للأشخاص ذوي الإعاقة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فقد أصبحوا يبرزون أنفسهم بطريقة إيجابية مما يتيح فرص واسعة أمامهم ليتعلم منهم بقية أفراد المجتمع التحدي والإنجاز والنجاح.

وترى أبوطوق أن الأشخاص ذوي الإعاقة يستطيعون أن يستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي في تصوير الفيديوهات وكتابة يومياتهم أو كتابة تحدياتهم وإنجازاتهم من خلال المحتوى الإيجابي التوعوي المؤثر ، حتى أن هناك الكثير من الأشخاص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للفت الانتباه تجاه العديد من القضايا الخاصة بهم ومنها على سبيل المثال الأماكن غير المهيئة لهم من نواحي متعددة وهذا ما ينبه الجهات المعنية للتحرك. 

وتكمل أن مواقع التواصل الإجتماعي أعطت مساحة للحوار والنقاش وأنه يجب استثمارها بالطريقة الأمثل، حيث أصبحت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة تأخذ القصص والمواضيع المطروحة على مواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر عليها وتقوم بمتابعتها وتغطيتها بطرق متعددة.

وتشجع أبو طوق تواجد الأشخاص ذوي الإعاقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأن يكون لكل شخص منبر خاص به من خلال حسابه الشخصي وتشجع أن يتواصل مع الناس بفعالية وهذا يساعد بطريقة مباشرة وغير مباشرة على اندماج الأشخاص المنعزلين من ذوي الإعاقة أيضاً.

وتشير إلى التحديات التي تواجههم، ومنها على سبيل المثال التعليقات الجارحة والمسيئة من بعض الأشخاص الذين لا يمثلون إلا أنفسهم وهؤلاء يجب أن لا يكونوا سبب إحباط للأشخاص بشكل عام والأفراد ذوي الإعاقة على حدٍ سواء.

وتؤكد أبو طوق في النهاية أن الشخص ذوي الإعاقة عندما يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي سواء لإبراز تحدياته أو نجاحاته فعليه أن يبرزها بصورة واقعية وحقيقية بدون مبالغة أو محاولة لاستثارة الرأي العام فهذا السبب الحقيقي للنجاح والتأثير.

و تبلغ نسبة الأردنيين من ذوي و ذوات الإعاقة 11.2% من مجمل السكان ممن يبلغون أعمارهم خمس سنوات فأكثر,و يشكلون ما نسبته 11.7% من الأردنيين الذكور, و 10.6% من الإناث الأردنيات.