في اليوم العالمي لمتلازمة داون.. أين وصلنا في تعليمهم؟

"أنا شخصيا مستحيل ادخل ابني بمدارس حكوميه لأنه لا يتوفر منهاج لقدراته ولا يوجد منهاج خاص الهم" تقول أم هاشم والدة هاشم المصاب بمتلازمة داون. 

وتضيف  لعمان نت أنها لا تنكر وجود ضعف عند المصابين، بسبب قدراتهم، مكملة "ما بقدر ارهق دماغ ابني لهذا السبب أقول لك يجب أن يتوفر لهم منهاج خاص ومبسط للتعليم ومحبب لان بعض أبنائنا يعانون من النسيان وصعوبة التعلم". 

وتضيف أم هاشم أن التعليم الدامج يحتاج كفاءات تقوم بعملية التدريس، وأن مصابي متلازمة داون قادرين علي التعلم ولكن المنهج صعب على ذوي المتلازمة. 

تتمنى ام هاشم وجود منهاج خاص ومبسط يراعي قدرات المصابين، مضيفة "تمت الموافقة علي دمج أبنائنا قدام الرأي العام، هينا وافقنا على طلباتكم". 

ويبقى التساؤل لدى  كيف يتمتعون الأشخاص ذوي متلازمة داون بحق التعليم في ظل عدم وجود تهيئة مناسبة في المنهاج و تحديات سلوكية من المجتمع تتمثل التنمر و السخرية.

دور رقابي 

تقول مديرة مديرية العيش المستقل في المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ريزان الكردي. "نحن دورنا كمجلس ومسؤوليتنا هي مراقبة المؤسسات وتقديم الدعم الفني لها" 

وتبين الكردي أن دخول ذوي الإعاقة للمؤسسات التعليمية هو أمر جديد عليها، ولا تمتلك المؤسسات خبرة في هذا الموضوع ونحن دورنا تقديم الدعم الفني للمؤسسات لضمان تعليم الطلبة ذوي الإعاقة بطريقة صحيحة. 

تُقر الكردي بأن تقبل ذوي الإعاقة ليس من ضمن أولويات المؤسسات، مضيفة أنهم كمجلس يحاولون على ان يكونوا من ضمن الأولويات فذوي الإعاقة هم شريحة واسعة في المجتمع ومن حقهم دمجهم في المجتمع. 

بالنسبة للاستراتيجيات المتعلقة بتعليم ذوي الإعاقة فتوضح الكردي أن هذه الاستراتيجيات تشمل جميع ذوي الإعاقة من كل الفئات من أجل التعليم الدمج، أما العيش المستقل تركز على متلازمة داون.

"الأمر جديد على المؤسسات، ونحن نضعه من ضمن الأولويات لضمان حقوق ذوي الاعاقة نريد ان نراه على أرض الواقع" تقول الكردي. 

َوتكمل أن دورهم هو تقديم الدعم الفني للحكومات، وأنه يجب تأهيل المدارس من أجل أن تكون مهيئة للتعليم الدامج. 

وبحسب الكردي فإنه من ضمن التحديات هو تغيير اتجاهات العاملين في الوزارات على طرق التعامل والتواصل معهم وتقديم خدمات مناسبة حسب متطلباتهم.

 

خطط قيد التنفيذ 

مدير إدارة التعليم العام في وزارة التربية والتعليم الدكتور سامي المحاسيس  يقول في حديثه لعمان نت أنه يتم قبول المصابين بمتلازمة داون في المدارس الحكومية. ويكمل أنه بعد صدور قرار المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم ٢٠ لسنة ٢٠١٧ اصبح التعليم لهذه الفئة من مسؤولية وزارة التربية والتعليم من خلال "التعليم الدامج". 

ويضيف أنه يوجد في وزارة التربية والتعليم ٢٣ ألف طالب من ذوي الإعاقة موجودين في المدارس الحكومية من مختلف أنواع الإعاقات، بإستثناء الإعاقات العقلية الشديدة. 

ويكمل أنهم على وفاق ان تكون مراكز التنمية الاجتماعية تحت رعاية وزارة التربية والتعليم، وانه سيتم إلحاق المراكز التعليمية لذوي الإعاقة بوزارة التربية والتعليم. 

ويؤكد على أهمية توعية أولياء الأمور سواء كان لديهم ذو إعاقة ام لا في التعامل هذه الفئات ونوعية المعلمين والطلبة. 

ويشير المحاسيس إلى وجود خطة تنفيذية متكاملة بالتعاون مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبالتعاون مع الوكالة الألمانية giz ان يتم زيادة استيعاب المدارس الدامجة. 

ويكمل "وبالتالي تزيد عدد الطلبة ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية والخاصة والثقافة العسكرية يوجد خطة ثلاثية انبثقت  من الخطة العشرية ٢٠٢٠_ ٢٠٣٠ للتعليم" 

ويشير إلى أنه تم بدأ تطبيق المرحلة الأولى منها وسيتم قريبا الإعلان عن إعداد المدارس الدامجة في الاردن.

 

الدمج ضروري

تقول أخصائية التربية هنوف الدحدل أن متلازمة داون هي اضطراب جيني، وهذا الشيء يؤثر على المصابين بمشاكل صحية، وهي سميت بمتلازمة لأنها تلازم الشخص مدى الحياة، ولأن تأثيرها طويل الأمد على عكس الأمراض الأخرى. وتكمل في حديث لـ عمان نت أنها تخف مع الوقت لكن لا تختفي لانها سلوكيات وليس أعراض، وهذه السلوكيات تصبح من الحمل ومن أهم اسبابها هو الحمل المتأخر وهي غالبا حالة وراثية. 

توضح الدحدل أن الداون في المجمل هي اعاقة عقلية بسيطة الى متوسطة، وأن التعليم عند المصابين بمتلازمة داون يتم من خلال ان الأشياء الحسية نوعا ما خفيفة، فهي بحاجة لتطوير كونهم يعانون من مشاكل في الانتباه. وتضيف أن الأشخاص من غير ذوي الإعاقة يتعلمون بشكل طبيعي من خلال الأحرف وهذه الأشياء، لكن بمتلازمة داون مدخلاتهم غالبيتها حسية فهم يتعلمون في الألوان معجون اللعب، والأشياء التي تجذب انتباههم بسبب تشتت انتباههم على اكثر من شيء.

 10 هي النسب العالمية التي يفترض أن تكون في المدارس من ذوي الإعاقة، في حين أن النسبة في الأردن 1.9 من إجمالي عدد الطلبة ذوي الاعاقة في الأردن. 

وتوضح الدحدل انه وحتى النسبة الموجودة هم من ذوي الاعاقة الحركية وبعض من يعانون صعوبات تعلم وذوي الاعاقة السمعية والبصرية نوعا ما، هناك مدارس تدمجهم والأكثرية صعوبات تعلم.

وتكمل أنه يوجد هناك اطفال من المصابين بمتلازمة داون مدمجين في مدارس، لكن دمجهم جزئي، فيدمجونهم على مستوى نصف ساعة أو ساعة، وتتساءل انه اذا كان المركز قد أهله ان يكون قادرا بان يدرس مع زملائه في مدرسة لماذا يمنع من الدراسة ويتم عمل دوام جزئي له؟ 

 وتشير إلى أن المدارس تستقبل الطلبة ذوي الإعاقة بسبب التشريع الذي أكد على عملية التعليم الدامج.

ترى الدحدل أن المشكلة التي نعاني منها في قطاع التعليم ان المدارس غالبيتها تقبل ذوي الاعاقة الحركية فقط، وأن التأهيل الذي يحتاجونه مصابي متلازمة داون، هو خدمات تعليمية ففي منهم يعانون من بعد او قصر نظر فمثلا تضعه المعلمة في مكان مناسب لكي يرى بشكل افضل، وان يكون داخل الصف مثيرات حسية محفزة وهي أشياء بسيطة ليست بكلف عالية. 

"أن المصابين يحبون الاشياء المتحركة والتي فيها روح وليست الجامدة، لكن للاسف ليست موجودة في مدارسنا" تقول الدحدل.

 

أضف تعليقك