غياب التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة يزيد التحديات

الرابط المختصر

 

صوت خطوات أقدام مختلطة بصوت عصا، تتجه نحو احدى الغرف الصفية في كلية التربية، يُفتح الباب وتجلس طالبة الماجستير تقوى ملكاوي على أحد المقاعد، وتبدأ المحاضرة، في هذه الاثناء تُخرج تقوى ذات الإعاقة البصرية جهاز الكتروني بحجم ما يقارب كف اليد وتبدأ بالكتابة.

تستخدم تقوى جهازها المدعم بنظامي الصوت والكتابة ما يقال من معلومات في محاضراتها وتحفظه كأي جهاز حاسوبي، بالإضافة الى القراءة وحل الواجبات والاختبارات، ويمكنها من خلاله التصفح عبر الانترنت وتنزيل التطبيقات، و تسجل من خلاله تسجيلات صوتيه وتحتفظ بها، والعديد من الخدمات التي يقدمها هذا الجهاز الصغير.

 لم يكن لديها الخبرة الكافية في التعامل مع مثل هذا الجهاز في بداية حصولها عليه، فلم يكن هناك من تسأله كون غالبية الكفيفين لا يحصلون بسهولة على هذه الاجهزة؛ فهي تعتبر باهظة الثمن إضافة لعدم توفرها في الاردن حيث لا يوجد اي وكيل للشركات المصنعة لها، وبالتالي فأن أغلبها غير معرب.

عدم توفر وكالات لهذه الاجهزة يجعل من الصعب معاينة المنتج على أرض الواقع، فيقوم المشتري بمعاينتها افتراضياً ويطلبها من الشركة الكترونياً وبالتالي يتحمل تكلفة شحنها والجمرك، وفي حال وجود خلل في هذه الاجهزة خلال مرحلة الكفالة فأن الشركة المصنعة له تتكفل بإصلاحه ويتحمل كذلك المشتري تكلفة شحنها من وإلى .

يعتبر الكثير أن أدوات الكتابة والقراءة للكفيف هي الأهم من غيرها من مستلزمات الحياة اليومية كالميزان الناطق وأجهزة المطبخ كجهاز السوائل الذي يرشد الكفيف للكمية المراد صبها في الإناء وقارئ الالوان والعملات وغيرها من الاجهزة.

"لأنه ما بقدر يحكي بصير يصرخ وما منفهم عليه" تقول نور أم الطفل تميم، 11 عاماً، المصاب بالشلل الدماغي التشنجي الرباعي، بسبب نقص أكسجين أثناء الولادة المبكرة، فتتمنى نور وجود أجهزة تساعده على التواصل والتعبير عن حاله.

 صُنفت حالة تيم بالشديدة لأن إعاقته تؤثر على إدراكه؛ فهو غير قادر على الكلام والحركة، وبدأ العلاج التأهيلي منذ أن كان عمره 7 شهور، جربت نور تعليمه على أحد الأجهزة الإلكترونية لكنه لم يستطع ذلك، ولعدم توفر مراكز تدرب على استخدام الأجهزة الإلكترونية فلم تستخدم أي جهاز اخر.

وفقاً لنور فأن الأجهزة التي من الممكن أن تساعد تميم وتسهل عليها ليست متوفرة في الأردن، ويتطلب الحصول عليها الطلب من خلال الانترنت وتكون اسعارها غالية ، مضيفة أن في الغالب لا يوجد خدمة توصيل، عدا عن وجود ضريبة الجمرك

في حالة تميم وغيره من الاعاقات المختلفة تمكن العلماء من تسخير التطور التكنولوجي من انتاج وتطوير أجهزة تساعد في الخدمة الذاتية والتعبير عن مشاعرهم، إضافة للتعلم والتواصل.

مقعد ينقل ذوي الاعاقة من الكرسي المتحرك الى كرسي السيارة، هذا كان مشروع تخرج للمهندس حسام الخراز قبل ما يقارب 5 سنوات، حاول أن يصنعه داخل الأردن لكن لم يحصل ذلك .

يؤكد الخراز على عدم وجود استثمار في الاردن في هذا المجال معللاً سبب ذلك بالخوف من الخسارة المالية، مشيراً إلى أن الاستثمار به غير مكلف.

ويشير الخراز إلى أن عدم توفر هذه الأجهزة وصعوبة الحصول عليها لا يعني عدم المحاولة بإيجاد البدائل واختراعها محلياً، مضيفاً أن هناك الكثير من الكفاءات العلمية للإنتاج وصنع أجهزة مماثلة لها.

الناطق الاعلامي باسم المجلس الاعلى لذوي الاعاقة رأفت الزيتاوي يقول إن سبب عدم وجود وكالات لهذه الاجهزة في الاردن هو قلة الطلب عليها بسبب ارتفاع اسعارها من البلد المصنع لها.

ويبن أن المجلس أصدر جدول بجميع التقنيات والاجهزة التي يحتاجها ذوي الاعاقة ورُفع لرئاسة الوزراء للاعتماد لتكون معفية من الرسوم والضرائب.

ووفقاً للزيتاوي فأن المجلس يقدم المساعدة باختيار الاجهزة المناسبة الاقل تكلفة، إضافة الى التدريب على استخدام هذه الاجهزة أو ربطهم بمدرب.

ولتخفيف الفجوة بين ذوي الاعاقة والتقنية زود المجلس الجامعات والمدارس بدليل يتضمن الترتيبات التيسيرية والتكنولوجيا المساندة التي يحتاجونها كي تتوفر هذه الاجهزة في الجهات التعليمية.

وفيما يخص إنتاج وتصنيع بدائل هذه الاجهزة في الاردن يقول الزيتاوي إن الاردن يعتمد على الصناعات البسيطة ولا يمكن صناعة الالكترونيات في هذه المرحلة، مشيراً لدعم المجلس من خلال وحدة خاصة لدعم المشاريع والمبادرات التي تحتاج لتمويل.

ويضيف أن الهواتف الذكية خففت الحاجة لهذه الاجهزة الباهظة وأصبحت تتضمن كل احتياجات ذوي الاعاقة وإمكانية التنزيل عليها تطبيقات تساعد بالقراءة والكتابة والتنبيهات والعديد من الاحتياجات.

أخصائية التربية الخاصة يسر بدران تقول إن استخدام بعض الاجهزة الإلكترونية تزيد من الثقة لدى أشخاص ذوي الاعاقة، وتساعد على اكسابهم لمهارات متنوعة في مجالات التنقل والحركة والتواصل مما ينمي لديهم العديد من المهارات الاجتماعية.

وتضيف بدران أنها تساعد في تحسين عملية النطق والكلام وتخفيف النشاط الزائد لديهم، وتقدم المساعدة في عملية تعلمهم ومشاركتهم في الصفوف التعليمية، إضافة لحلها المشكلات والمساعدة في تحقيق الاستقلالية والعناية بالذات والقدرة على الحركة.

وتشير بدران إلى أهمية توفر هذه الاجهزة لتسهل فهم مشاكل أشخاص ذوي الاعاقة وتسهم في حلها، إضافة إلى أنها تزيد من خبرة المعلم بالتعرف والتعامل مع أساليب واستراتيجيات جديدة بتعليمهم

.