امهات يدرُسن تخصص التربية الخاصة لمساعدة ابنائهن من ذوي الإعاقة

ما بين ضعف برامج تشخيص الأطفال ذوي الإعاقة وارتفاع تكلفة الخدمات في المراكز المتخصصة تشكلت حواجز مشتركة أمام الأسر لتأهيل أبنائهم,الأمر الذي استدعى بعض الأمهات لإكمال دراستهم الجامعية بتخصص التربية الخاصة لدعم أطفالهم.

حصلت  أم عبدالرحمن على دبلوم في التربية الخاصة لتستطيع التعامل مع ابنها المصاب بمتلازمة داون والذي يبلغ من العمر 16 عام ,وعرف عن إمكانية الدراسة من خلال فرقة التدخل المبكر  التابعة لجمعيات التطوعية و التي كانت تأتي إلى منزلها كل أسبوع لمساعدة ابنها .

و تروي أم عبد الرحمن "في البداية كان الأمر صعبا ,عند البداية كان كل شي مبهم بالنسبة لي من ناحية نوع الإعاقة و الية التعامل معها وحتى الأماكن التي قد تساعدني".

وتضيف أم عبد الرحمن "أن المراكز الخاصة  أسعارها باهظة الثمن لا يستطيع الأهل تحمل تكلفتها ،وأن البنية التحتية للمراكز غير مهيئة وغير قادرة على استيعاب عددا كبيرا من الأطفال ". 

و عن تجربتها في خوض طريق التعلم ودراسة التربية الخاصة تقول أم عبدالرحمن أن والدتها و أبنائها رحبوا بالفكرة و تلقت التشجيع من الجميع منذ البداية و تعلمت الكثير من هذا التخصص حيث ساعدها في فهم احتياجات ابنها وكيفية التعامل معه، و ترى أن هذه الخطوة كانت إيجابية و مثمرة و تشجع الأمهات على دراسة التخصص، وأن التربية الخاصة يقع جزء كبير منها على الأهل والأم خصوصاً.

وتواصل الدكتورة لطيفة الجدي "ام رأفة" الحاصلة على الماجستير في التربية الخاصة و التي بدأت فكرة دراستها من حالة ابنتها المصابة ب "شلل توافقي تشنجي عام" حديثها عن تجربتها الدراسية التي وصفتها بالصعبة جدا لما تخللها من تحديات بدأت بإحباط البعض بفكرتها الذين كان برأيهم أن التربية الخاصة مضيعة وقت.

و تضيف ام رأفة  أنها كانت تدرس في فترة الإجازة الصيفية لذلك استغرق الماجستير منها 4 أعوام ، وعن التحديات و الصعوبات  تقول أن أوقات المحاضرات  لم تتناسب في بعض الأحيان  مع مسؤولياتها كأم و خاصة مسؤوليتها تجاه ابنتها رأفة.

و  تنوه أم رأفة أنها كانت تأخذ الكثير من الدورات التطبيقية في مجال التربية الخاصة قبل البدء بدراسة الماجستير لكنها لم تكن تفهم أسباب تطبيق التدريبات التي كانت تأخذها من الناحية العلمية او اسمائها او نتائجها لكن الدراسة ساعدتها على فهم هذه التفاصيل فأصبحت تفهم ما تطبق بطريقة علمية.

وأنشأت ام رأفة برنامج دراسي يدعى (برنامج الرأفة) و تدرب من خلاله عن بعد الأمهات للتعامل مع ابنائهم من الاشخاص ذو الإعاقة من خلال خلق مدرسة افتراضية لها مواعيد دوام و زي رسمي و كتب دراسية،  و لاحظت تقدم ملحوظ  على سلوكيات الأطفال والأمهات في هذا البرنامج، و سبب انشائها لهذا البرنامج أنها و تؤمن بأن الأم عليها أن تبادر بالتعلم لمساعدة طفلها، فهي تعتقد أن التدريب في بيئة داخلية  و بين الأسرة  يحرز تقدم كبير للطفل و لهذا تشجع الأمهات على التعلم و التدرب في هذا التخصص.

الدكتورة نغم ابو البصل رئيسة قسم التربية الخاصة في جامعة البلقاء التطبيقية ترى أن الخطة التطورية لتخصص التربية الخاصة ممتازة جدا من ناحية الدرجات العلمية اذ اصبح لها مراحل كثيرة مثل الدبلوم المتوسط و الدبلوم العالي و البكالوريس و الماجستير و الدكتوراة, و من الناحية التعليمية و البرامج التي يقدمها التخصص فقد اصبح هناك تنوع في الأقسام المختلفة للتخصص.

و تشير الى الصعوبات التي يواجهها التخصص التي تتمثل في عدم وجود عدد كافي من المراكز لاستقبال الطلاب في فصل التدريب الميداني و أن تفعيل التربية الخاصة على  أرض الواقع صعب، ولا يتلقى اهتمام كبير و أيضا توقف تعيين خريجين التربية الخاصة في غرف المصادر التابعة لوزراة التربية و التعليم.

و تواصل أبو البصل إلى أن كفاءة و مهارة الخريجين من تخصص التربية الخاصة في الاردن و انهم ينافسون على مستوى الدول المجاورة  وأنهم حققوا سمعة متميزة في الخارج عن التخصص في جامعات الاردن.

وتستأنف ابو البصل الحديث حول أهمية دراسة الأمهات لتخصص التربية الخاصة و تعتبرها خطوة ايجابية لأنه يصبح هناك وعي لدى الام بكيفية تعديل سلوك الطفل و التعامل معه و ترى ان الطفل ذو الاعاقة انه من حقه ان ينمو في بيئة تفهمه و تدعمه وهذا يعتبر استثمار في الطفل،  وتعتبر التربية الخاصة جهد متبادل بين الاهل و بين المعلم وبحاجة للتعاون المتبادل لتطبيق البرامج و الخطط وعملهم مكمل لبعض.

ويصرح مدير مديرية الأشخاص ذوي الإعاقة  في وزارة التنمية الاجتماعية بشار ضلاعين عن المراكز الحكومية ليست مكتظة بشكل عام و لكن هناك بعض المناطق التي يوجد بها اكتظاظ سكاني بالاصل, واشار الى ان هناك الجمعيات الخيرية التي تقوم بدور تكميلي للمراكز و تساعد في الرعاية للاشخاص ذو الاعاقة.

وعن التحديات التي تواجهها الوزارة و المراكز هو عدم استجابة أولياء الأمور غير المتعاونين في بعض الاحيان مما يصعب دور المراكز في التعامل مع الاشخاص ذو الاعاقة و ايضا صعوبة التمويل لبعض البرامج احيانا.

و يكمل ضلاعين انه في كل سنة يتم اعادة النظر و جدولة للبرامج ضمن المخصصات المتوفرة و سيكون هناك انشاء و استئجار للمراكز لزيادة اعدادها.

و صرح مدير ادارة التعليم العام في وزارة التربية و التعليم الدكتور سامي المحاسيس ان غرف المصادر في المملكة يبلغ عددها 1035 غرفة في المدارس الحكومية و يلتحق في غرف المصادر الطلبة من الصف الاول الى الصف السادس الاساسي لتقوية الطلبة في المواد الاساسية خاصة اللغة العربية و الرياضيات لما لهذه المواد من اهمية في السنوات الستة الأولى من حياة الطالب المدرسية.

و عن الخطة المتبعة للتعامل مع الطلبة  ذي الاعاقة يشير المحاسيس ان الوزارة تعتبر الأشخاص ذوي الاعاقة جزء لا يتجزأ من ابناء المجتمع لهم الحق في التعليم كغيرهم و انه بعد صدور قرار المجلس الاعلى للاشخاص ذو الاعاقة رقم 20 لسنة 2017 الذي أصبح فيه تعليم الاشخاص ذو الاعاقة الزامي لوزارة التربية و التعليم فقد جاءت الخطة العشرية للتعليم الدامج 2020-2030.

و يكمل المحاسيس عن الخطة العشرية للتعليم الدامج انها خطة لزيادة اعداد الطلبة ذو الاعاقة في المدارس الحكومية و دمجهم لان العالم اليوم متجه نحو هذا الاتجاه و يكون الدمج من خلال تهيئة المدارسة الحكومية للاشخاص ذو الاعاقة من ناحية البنية التحتية و الكتب المدرسية و تدريب المعلمين ليستطيعوا التعامل مع جميع الفئات و يكون ذلك من اجل اتاحة الفرصة للجميع ليتلقى التعليم في وقت واحد وبيئة واحدة.

اما عن سبب عدم توظيف خريجي التربية الخاصة في غرف المصادر فيقول ان يشترط للمعلم في غرفة المصادر ان يحمل شهادة البكالوريس في اللغة العربية او الرياضيات اضافة الى الماجستير او الدبلوم العالي في التربية الخاصة لان المعلم سيقوم بتدريس مهارات اللغة العربية أو الرياضيات هم حملة البكالوريس لهذين التخصصين و لا يستطيع حملة التربية الخاصة تدريسها.





 

أضف تعليقك