الحدائق العامة،حق يتطلب تهيئة بيئة لذوي الإعاقة

تتوزع ١٤٣ حديقة في العاصمة عمان تعتبر متنفسا ترفيهيا مهما للعديد من أفراد المجتمع لاسيما الأشخاص ذوي الإعاقة الأمر الذي يتطلب توفير التهيئة البيئية المناسبة والتسهيلات المطلوبة لمشاركتهم هذه المساحات. 

إذ تنص الفقرة أ من المادة ٣٣ من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ٢٠/٢٠١٧ ،لا يجوز مصادقة أو إجازة المخططات والتصاميم أو منح الترخيص وإذن الإشغال للمباني العامة أو الخاصة أو دور العبادة أو المواقع السياحية وغيرها من المنشآت والمرافق التي تقدم خدمات الجمهور، ما لم تكن مطابقة لإمكانية الوصول.

تشير المستشارة في إمكانية الوصول و عضو مجلس محافظة العاصمة ميسون الحمارشة إلى أن تهيئة الحدائق العامة للأشخاص ذوي الإعاقة تبدأ بالمداخل المهيئة لمستخدمي الكراسي المتحركة بوجود منحدر بجانب كل درج لتسهيل دخولهم للحديقة, و أن تحتوي على تحديد المسار على الأرصفة و المداخل و المخارج لتناسب الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.

و تكمل أن تهيئة الحدائق لا تكون فقط بتسهيل الدخول للحديقة العامة بل أيضاً بتهيئتها من الداخل للأطفال بالألعاب المناسبة لجميع أنواع الإعاقات, و بتهيئة المرافق الصحية أيضاً.

و تضيف الحمارشة أن هناك بعض الألعاب مثل الأراجيح المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة تتواجد في بعض الحدائق, ولكن يجب أن تتواجد في جميع الحدائق لأنها حق للأطفال ذوي الإعاقة كغيرهم من باقي الأطفال.

و في النهاية ترجو أن يتم متابعة كودة متطلبات البناء للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2018 الصادرة عن مجلس البناء الوطني. 

تقول المؤسس الشريك في "مبادرة يلا نلعب سوا" لمى جمجوم أن المبادرة بدأت في دول مختلفة في العالم ثم انتقلت للوطن العربي و بدايةً في لبنان ثم تواصلوا مع المسؤولين عن المبادرة في لبنان لبدء تطبيقها في الأردن.

و تؤكد عن صعوبة اللعب في الحدائق العامة للأطفال ذوي الإعاقة و صعوبة تعامل أهالي الأطفال مع الموقف في بعض الأمور مثل صعوبة إخراج الطفل من الكرسي المتحرك و وضعه على الأرجوحة لأنها ليست أمنة له.

و تكمل جمجوم أن المبادرة تواصلت مع مهندس و بدأ بمحاولة تصميم أرجوحة بمواصفات و مقاييس تناسب الأشخاص الذين يستخدمون الكرسي المتحرك و تمت تجربتها لأكثر من مرة حتى وجد التصاميم المناسبة. 

وتشير إلى أنه تم تركيب 16 لعبة في الحدائق العامة في مختلف محافظات المملكة و أول لعبة كانت في حديقة الأميرة إيمان في الرابية ثم في حديقة صلاح الدين في الدوار الرابع و حديقة أبو بكر الصديق في خريبة السوق و بعضها وضعت في المراكز الخاصة مثل مركز أهالي و أصدقاء الأشخاص ذوي الإعاقة في جبل الحسين.

و تواصل جمجوم بالحديث عن المبادرة التي كان شعارها "اللعب حق, والدمج واجب, ورسم الابتسامات هدفنا" أن المبادرة تهدف لجعل الحدائق بيئة مهيئة للأطفال و الأشخاص بجميع اختلافاتهم مؤمنين بتميز كل الأطفال و كان من أهم شروط تركيب لعبة للأطفال ذوي الإعاقة في الحدائق العامة أن تكون إلى جانب باقي الألعاب في الحديقة لتحقيق هدف الدمج للأطفال ذوي الإعاقة. 

و عن رأيها كناشطة إجتماعية و كأم لطفل من الأطفال ذوي الإعاقة تشير إلى أن اللعب حق لجميع الأطفال فهو يساهم في تطورهم وزيادة ثقتهم بنفسهم و يدعم برنامجهم العلاجي و يؤثر على أهالي الأطفال ذوي الإعاقة و يرفع معنوياتهم عندما يروا الاهتمام بأطفالهم.

يقول رأفت الزيتاوي الناطق الإعلامي الرسمي للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومدير مديرية التصميم و الوصول الشامل أن قانون الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لسنة 2017 نص على تهيئة كافة المواقع و المرافق العامة للأشخاص ذوي الإعاقة بما فيها الحدائق العامة و هذا يتطلب حسب القانون وضع خطة عشرية لتصويب وضع المباني و الحدائق القديمة لتهيئتها للأشخاص ذوي الإعاقة و إلزام الحدائق التي سيتم إنشائها بتطبيق كودة البناء للأشخاص ذوي الإعاقة.

و يكمل أن هذه الحدائق المهيئة يجب أن تكون موزعة على كافة الأقاليم في الشمال و الجنوب و الوسط لأن الحدائق العامة حق أساسي للأشخاص ذوي الإعاقة فهم جزء من المجتمع و يجب إشراكهم بكافة الأنشطة الترفيهية المتاحة للمجتمع الاردني.

و يضيف الزيتاوي أن دور المجلس في تهيئة الحدائق العامة يتضمن تقديم الدعم الفني للمؤسسات التي عليها تهيئة مبانيها للأشخاص ذوي الإعاقة و يشمل الدعم وضع المخططات و الرسومات و متابعة تنفيذ المشروع و وضع تقييم بعد الأنتهاء و أيضا لها دور رقابي بمتابعة مدى الالتزام بتنفيذ المعايير و رصد أي خلل و تدريب المهندسين و تدريب العاملين في الحدائق لكيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تقديم المساعدة لهم.

 

تعاون مشترك بين بلدية إربد و المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لتهيئة حدائق الملك عبدلله الثاني في مدينة إربد

 

يفيد مدير مكتب إرتباط إقليم الشمال للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أحمد الخصاونة أن المجلس الأعلى و بلدية إربد الكبرى بينهم مذكرة تفاهم و شراكة عمل لتنفيذ المنطقة النموذجية في مدينة إربد لتكون شاملة لمتطلبات وصول الأشخاص ذوي الإعاقة للمرافق والخدمات بحرية واستقلالية و كذلك تهيئة حدائق الملك عبدلله الثاني.

و يضيف الخصاونة أن البلدية و بالتنسيق مع المجلس تقوم بتنفيذ الأعمال الفنية و الصيانة اللازمة للحدائق و التي تقع على مساحة 177 دونم لتكون مهيئة للأشخاص ذوي الإعاقة حيث قامت الكوادر العاملة في حدائق الملك عبدلله باستحداث مواقف لسيارات الأشخاص ذوي الإعاقة على البوابة رقم 3 و استحداث دورات صحية مهيأة و إزالة العوائق عن الطرق و الأرصفة و عمل المنحدرات على المداخل و على مرافق الحديقة لوصول الاشخاص ذوي الاعاقة لكافة المرافق الحديقة مثل حديقة الطيور. 

ويقول الناطق الرسمي بأسم أمانة عمان الكبرى ناصر الرحابنة أن الحدائق العامة مهيئة من الناحية الهندسية و اللوجستية للأشخاص ذوي الإعاقة و قد تم اتخاذ هذا الإجراء منذ فترة طويلة تطبيقا لكودة البناء التابعة للمجلس الوطني.

و يضيف الرحابنة أن دور الأمانة يكمن في منح التراخيص لتهيئة المباني للأشخاص ذوي الإعاقة و متابعة تنفيذها.

كودة متطلبات البناء للأشخاص ذوي الإعاقة

و هي كودة متخصصة في متطلبات البناء للأشخاص ذوي الإعاقة صادرة عن مجلس البناء الوطني وفيما يخص الحدائق العامة فتنص على أن:

يجب تصميم الحدائق العامة بحيث تكون مهيأة لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال الالتزام ببعض الشروط مثل: أن عند تواجد فرق في المنسوب يجب أستخدام المنحدرات, و يجب أن تكون مواقف السيارات قريبة من المداخل, و أن تكون الممرات من النوعية التي لا تسبب الإنزلاق و أن لا يقل عرضها عن (1200)مم و يجب فصل هذه الممرات عن المناطق المزروعة بأستعمال حواف حجرية أو خرسانية و تقليم النباتات البارزة و غيرها.



 

أضف تعليقك