إنجازات ذهبية لرياضة ذوي الإعاقة توجت بالتجاهل والإهمال

الرابط المختصر

يحقق لاعبو اللجنة البارالمبية الأردنية إنجازات محلية ودولية متنوعة تمثلت بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، بالرغم من التحديات التي تواجههم تتمثل بقلة الدعم و الوعي بهذه الرياضات . 

و لا تحظى هذه الإنجازات بالتغطية الإعلامية أو الدعم المادي والمعنوي والوقوف بجانبهم على المستوى الشعبي، بالشكل المطلوب، والمستحق بالمقارنة مع الرياضات الأخرى والإنجازات الأقل للرياضيين من غير ذوي الإعاقة. 

 

ففي عام 2019 حقق لاعبو اللجنة البارالمبية من خلال مشاركتهم في بطولات عربية ودولة 27 ميدالية ذهبية و15 فضية و27 برونزية، وفي 2020 توقفت النشاطات الرياضية المحلية والدولية بسبب جائحة كورونا .

في حين يستعد لاعبو اللجنة البارالمبية هذا العام للمشاركة ببطولة طوكيو للألعاب البارالمبية، بشهر آب المقبل وتشارك اللجنة الأردنية بثلاثة رياضات( رفع الأثقال وكرة الطاولة وألعاب القوى) بمشاركة حوالي من 12-14 لاعب ولاعبة، تأهل منهم٧ أبطال لمنتخب رفع الأثقال بعد ان حقوق الأرقام التأهيلية في بطولة فزاع الدولية المنعقدة حاليا في دولة الإمارات. 

 

وخلال جائحة كورونا تضاعفت التحديات أمام اللاعبين ، وما رافقها من قرارات حظر تجول جزئي وشامل، منعتهم من الاستمرار بالتدريب بالشكل المعتاد داخل مراكز التدريب والمخيمات ، إلا أن اللجنة البارلمبية حرصت على المحافظة على مستوى اللاعبين المشاركين في دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو وقامت بتزويد اللاعبين بالأدوات والتجهيزات الرياضية اللازمة في منازلهم لممارسة ومتابعة تدريباتهم وفق برنامج تدريبي ومتابعة مدربيهم عن بعد، بحسب الأمين العام للجنة البارلمبية الكابتن مها البرغوثي.

 

وبما يخص تشكيل الاتحادات الرياضية للألعاب التي تنظمها اللجنة، تقول البرغوثي إن ذلك يحتاج إلى قانون خاص باللجنة البارالمبية الأردنية يصدر بناء عليه نظام لتشكيل تلك الاتحادات، وتضيف البرغوثي " تقدمنا بمشروع قانون اللجنة البارالمبية الأردنية منذ عدة سنوات إلا أن مجلس الوزراء أوقف السير في اجراءات اصدار القانون، لوجود جهة مماثلة وهي اللجنة الأولمبية الأردنية، مشيرة إلى أنه سيتم إعادة المحاولة مع رئاسة الوزراء مستقبلا. 

 

تقول لاعبة كرة الطاولة ختام أبو عوض 46 سنة ذات الإعاقة الحركية، أن مباريات  اللاعبين من ذوي الإعاقة تكون ضد أكثر من الخصم، تكون ضد الخصم المباشروضد الإعاقة وضد نظرة المجتمع السلبية لنا ، اضافة إلى التمييز الجندري الذي نعاني منه كسيدات لاعبات بشكل عام، فكيف لو كانت سيدة ذات إعاقة ؟ تتسائل أبو عوض.

 

رغم هذه التحديات حصدت أبو عوض خلال مسيرتها الرياضية تقريبا ١١٠ ميداليات منها ٥٧ ميداليه ذهبية في عدة بطولات محلية وعالمية، وترتيبها الثاني على المستوى بعد اللاعبة الصينية.

أبو عوض المتأهلة لدورة الألعاب البارالمبية طوكيو وهي الدورة الأولمبية السادسة، ترى أن هناك تقصير في التفاعل الشعبي والإعلامي بدعم اللاعبين من ذوي الإعاقة وتسيلط الضوء على إنجازاتهم المحلية والعالمية، مطالبة الجهات المسؤولة تطبيق القوانين الخاصة بذوي الإعاقة بما يتعلق بهم بشكل عام من عمل وتعليم وصحة ورياضة، فهي مسؤولية مشتركة ويجب على كل الأطراف القيام بواجبه، لضمان دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع خصوصا أصحاب الإنجازات منهم. 

تنص المادة 42 من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لسنة 2017، تلتزم اللجنة الأوليمبية الأردنية والجهات ذات العلاقة، خلال (5) سنوات من تاريخ نفاذ هذا القانون، بما يلي:

تضمين الاستراتيجيات والخطط الرياضية تدابير تكفل إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في البرامج والنشاطات الرياضية المختلفة.

إدخال الألعاب الرياضية المختلفة التي يمارسها الأشخاص ذوو الإعاقة في الأندية والمراكز والاتحادات الرياضية، وتوفيرها بأشكال مهيأة تحقق لهم الاندماج الكامل فيها.

 

فيما يرى لاعب المنتخب الوطني لرفع الأثقال للأشخاص ذوي الإعاقة عبد الكريم خطاب أن من أبرز التحديات التي يواجهها اللاعبون من الأشخاص ذوي الإعاقة هي ضعف البنية التحتية غير المهيئة وغياب أصحاب الاختصاص في جميع المجالات. مشيرا إلى أن هناك تقصير واضح من جانب الإعلام المحلي وعلى المستوى الشعبي بالوقوف إلى جانب لاعبي المنتخب الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة بالنظر إلى الإنجازات التي يحققونها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي. 

ويذكر أن اللاعب عبد الكريم حصل على بطاقة التأهل الرسمية إلى بارالمبيك طوكيو بعد تحطيمه الرقم القياسي بعد رفعه أول مرة 237 كغم وحطمه مرة أخرى 240 كغم، في الرفعة الرابعة في المحطة الأخيرة لـبارلمبيـك طـوكيو.،و خطاب حاصل على ميدالية العالم في رفع الأثقال ، وذهبية دورة الألعاب الاسيوية في انشين كوريا 2014وبرونزية بطولة العالم في المكسيك وبرونزية بطولة العالم كازخستان. 

 وبهذا فقد حجزخمسة لاعبين أردنيين اللجنة البارالمبية مقاعدهم في بارالمبياد طوكيو، وهم سماء عيسى وثروت الحجاج ومحمد طربش وعبدالكريم خطاب وعمر قرادة

بدوره قال مدير الإعلام في اللجنة الأولمبية زيد الصرايرة منذ انطلاق الاستراتيجية الوطنية للرياضة الأردنية عام ٢٠١٧ وتوجهها لدعم اللاعب الأردني، سعت اللجنة الأولمبية الأردنية الى زيادة الدعم المقدم للقطاع الرياضي من خلال عدة اجتماعات وجلسات مع المؤسسات الحكومية والخاصة وذلك بهدف تطوير مستوى اللاعب الأردني وتذليل كافة الصعوبات أمامه، وهو الأمر الذي سيبقى مطروحاً أمام أولويات اللجنة خلال السنوات القادمة. أما فيما يخص اللجنة البارالمبية فهي تحظى بدعم خاص من المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعاقين ووزارة الشباب والمالية إضافة الى اللجنة الأولمبية الأردنية، كما ويحتوي مبنى اللجنة البارلمبية على مرافق يتم استثمارها في سبيل زيادة دخل اللجنة البارالمبية ومساعدتها على تطبيق البرامج والمشاريع الكفيلة بدعم اللاعب البارالمبي ومشاركته في البطولات الخارجية.

 

ويضيف أن من مهمات اللجنة البارالمبية الأردنية مهمة ضمان حقوق الفريق البارالمبي ومشاركتهم في مختلف الفعاليات الرياضية ولعل أهمها دورة الألعاب البارالمبية التي تقام مع دورة الألعاب الأولمبية. وبالتالي تمثل اللجنة البارالمبية نقطة تحول مهمة في مسيرة اللاعب البارالمبي من حيث وجود المرافق الرياضية والمعدات المخصصة لتدريباتهم بما يضمن وجودهم في بيئة تدريبية ذات معايير عالمية. مؤكدا على أن اللاعب رأسمال الرياضة الأردنية بحسب الاستراتيجية الوطنية للرياضة الأردنية ، حيث تقوم اللجنة بتقديم الدعم المالي للمشاريع والبرامج التي تهدف لدعم اللاعب الرياضي أثناء مسيرته الرياضية وتذليل كافة الصعوبات التي من الممكن أن يتعرض لها خلال ممارسته للرياضة. وهو ما ينطبق على اللجنة البارالمبية الأردنية والاتحادات الرياضية الوطنية.