أولوية اللقاح..لذوي الاعاقة ضرورة تغيب عن خطط الصحة (انفوجرافيك)

"قعدنا 24 ساعة بالطوارئ نستنى يلاقوا سرير لـ إيهاب، وما أخذ علاجه لأنه بالطوارئ اللي كان أزمة كمان وكان على جهاز التنفس وتواصلوا مع مستشفيات ثانية والكل بحكي ما عنا سرير، ابني معه متلازمة داون ومناعته ضعيفة وخفنا عليه كثير" .



هكذا وصفت أم إيهاب الحال، عندما راجعت مستشفى البشير بعد سوء الوضع الصحي لابنها إيهاب ذو الستة وعشرين عاما ويعاني من متلازمة داون . في حين بينت الفحوصات إصابته بكورونا بعد فحصه عدة مرات.



يواجه ذوي الإعاقة في الأردن العديد من التحديات، وتحديدا المصابون بمتلازمة داون، وجاءت كورونا لتعمق من جراح هذه الشريحة، وذويهم، بسبب الإهمال الحاصل من الجهات المعنية بحقهم، خلال الجائحة من حيث نقص الخبرات للتعامل مع هذه الشريحة في حال إصابتهم، وعدم إعطائهم الأولوية في الحصول على اللقاح.



تقول أم إيهاب، ظهرت أعراض كورونا على إيهاب، من ارتفاع بالحرارة والقحة الشديدة، مما اضطرنا لنقله لطوارئ مستشفى البشير، وتم فحصه عدة مرات وهو بحالة صحية غير جيدة، وكل مرة تطلع النتيجة شكل، ولما طلب والده من الطبيب أخذ صورة لصدر إيهاب، ومن خلال الصورة تبين إصابته بالفيروس، وكانت نتيجة آخر فحص قبل الصورة، سلبية غير مصاب، "ولو ما أصر والده على الصورة كان الله أعلم شو يصير لأنه مناعته ضعيفة".

ع





وهذا ما تؤكده رئيسة جمعية الياسمين لمتلازمة داون والتي اطلقت حملة شعبية للمطالبة بحق هذه الفئة الأكثر حاجة للحماية للحصول على اللقاح عواطف ابو الرب  أن الأشخاص ذوي الإعاقة وتحديدا متلازمة داون، من السهل إصابتهم بفيروس كورونا وذلك لنقص مناعتهم، إضافة إلى أن غالبيتهم يعانون من أمراض رئوية وفي الجهاز التنفسي، وتكمن معاناة ذوي الإعاقة وتحديدا متلازمة داون، أن نسبة كبيرة منهم أي – متلازمة داون- الذين لم يتلقوا التأهيل بشكل جيد من استمرار حركة فتح الفم وإخراج اللسان بطريقة تلقائية، مما يزيد من احتمالية إصابتهم بشكل كبير.



ويشار إلى نسبة الأردنيين من ذوي وذوات الإعاقة تبلغ 11.2% من مجمل السكّان الأردنيين ممّن أعمارهم خمس سنوات فأكثر، ويشكّلون ما نسبته 11.7% من الأردنيين الذكور، و10.6% من الإناث الأردنيات. بحسب المجلس الأعلى للسكّان  في الأردن.



وتتابع أن الحملة انطلقت بعد تسجيل عدد لا يُستهان به من الإصابات والوفيات بكورونا من شريحة ذوي الإعاقة ومتلازمة داون، مشيرة إلى أن إجراءات الحكومة مخيبة بما يتعلق بالاهتمام بهذه الشريحة، لنقص الخيرة لدى كوادر الصحة في حال إصابتهم وعدم إعطائهم الأولوية لأخذ اللقاح، ويجب ذلك لأنهم يعانون من نقص المناعة ويحتاجون لذويهم في مساعدتهم، وهنا تزيد احتمالية نقل الفيروس لذويهم. ويتفق الأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق للأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور مهند العزة، مع ما ذهبت إليه أبو الىب وأكد أن المجلس رصد بعض السلوكيات غير المقبولة من بعض الكوادر العاملة في بعض المؤسسات الصحية من مستشفيات ومراكز صحية، مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وتم العمل على معالجتها على الفور، وإيصال الرسالة لوزارة الصحة، وهي من جملة مطالبات المجلس.



وبحسب العزة، أن المجلس يقوم حاليا بالتواصل المستمر مع وزارة الصحة لإعطاء أولوية لذوي الإعاقة  بأخذ اللقاح، ومحاولة التوصل سيناريو متفق عليه مع وزارة الصحة وخلية إدارة الأزمات لتضمين خانة لذوي الإعاقة في منصة التسجيل للمطعوم، تحدد نوع الإعاقة ودرجتها وهذا من شأنه منح هذه الشريحة بالنظر لهذا التصنيف أولوية في أخذ اللقاح، وننتظر الوزارة بتنفيذ وعدها.

وفي وقت سابق  قال مساعد أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية غازي شركس في تصريح صحفي ، إن ذوي الإعاقة مشمولون ضمن الفئات ذات الأولوية باللقاح المضاد لفيروس كورونا.

وأضاف أنه "يتم النظر باهتمام شديد جداً لتلقي ذوي الإعاقة لقاح كورونا". 

وأكد عضو لجنة الأوبئة الدكتور بسام حجاوي أن اللجنة قدمت دراسة لخلية الأزمات بضرورة شمول الفئات المعرضة للخطر بالمطعوم وإعطائهم الأولوية في أخذ اللقاح، ومن بين هذه الفئات، ذوي الإعاقة، والقرار يعود لخلية الأزمة بالنظر إلى وتيرة حملة التطعيم التي تشهد ضعفا، مشيرا إلى أنه سيكون هناك قرار الأسبوع المقبل بما يتعلق بالفئات التي شملتها الدراسة، وأضاف حجاوي "يجب على الجهات المعنية بهذه الشريحة المتابعة والتواصل مع خلية الأزمات لتقديم المطعوم ورعايتهم بأولوية" .

 

 

أضف تعليقك