يوم الصحبه العالمي
ان جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني الراد في مجال الاحصاء، مصمم مرة بعد اخرى على تجاهل القدس في احصائياته المختلفة ، واخرها الاحصائية التي نشرها بمناسبة ما يسمى "يوم الثقافة" هذا اليوم الذي يكرم فيه المثقف نفسه ، وصديقه ،وصاحبه، او صاحبته، في هذا اليوم الذي يجتمع فيه من يطلقون على انفسهم المثقفين ليمدحوا بعضهم بعضأ، وينتقدون من يعتبر خارج الشلة او خارج الجماعة ، وياويل من يتنقد المثقفين فان غضب الله ينزل عليه، ويتحول هذا المثقف الى وحش كاسر وهو ينقض على كل منتقد له مهما كانن وحتى لو كان النقد هدفه البناء وليس الهدم ..!
في هذا اليوم نسمع لأول مرة وزارة الثقافة تتحدث ، تلك الوزارة التي يتملك العامة شعور بانها تغط في سبات عميق طيلة ايام العام ، فلأ أحد يعرف ماذا تفعل الوزارة في الثقافة ؟! وكم كتاب نشرت؟! وما هي معاييرها في سوق الثقافة؟! وكيف يمكن ان تنظم هذا البازر الثقافي والذي فاق بفوضويته نظام بازار الخضار والفواكة ؟!
في هذا اليوم تطل علينا الوزيره لتكرم ما يسمى شخصية العام الثقافية ، نسمع هذه الوزيره تتحدث عن الثقافة وهي التي تعمل بكل شئ طيلة الوقت الا بالثقافة ، على الأقل هذا هو الشعور لدى العاملين في هذا المجال وخارج الشليلية في القدس .
الكل يتحدث في هذا اليوم ، فهو يوم الكلام العالمي ، ولا أحد يحاسب المتحدثين عن كلامهم الناري الحماسي الحامي الحنون العاطفي المخلص المؤمن الشجاع ، فهذا اصبح الكاتب العام ، وهذه الشخصية الثقافية للعام ، وما الى ذلك من القاب ومسميات يوزعها الاصحاب بين انفسهم وعلى انفسهم، وفق معايير وضعوها لإنفسهم ! فهم في واد والشارع في واد اخر ، رغم أنهم يعشقون أن يتغنوا بأنهم ضمير المساكين والناطقين باسم المشريدين وناقلي معاناتهم، وهم بالواقع ليسوا كذلك !
ما علينا ،
المهم ، أنه بمناسبة هذا اليوم الثقافي الخالي من الثقافة ، نشر جهاز الاحصاء المركزي احصائية جاء فيها ان عدد المراكز الثقافية العاملة في فلسطين 646 مركزاً ثقافياً عاملاً ( يعنى هناك المئات الاخرى غير العاملة ) في عام 2012؛ 577 مركزاً ثقافياً عاملاً في الضفة الغربية، و69 مركزاً ثقافياً عاملاً في قطاع غزة، وعلى ذمة هذه الاحصائية فان أعلى عدد مراكز ثقافية عاملة في محافظة نابلس بواقع 107 مراكز ثقافية، يليها محافظة الخليل 86 مركزاً ثقافياً عاملاً( اين القدس عاصمة الدولة الفلسطينية من هذه الاحصائية ) وانا على قناعة تامة ان غالبية هذه المراكز الثقافية يمكن وصفها بالدكاكين لجماعات معنية ، وان غالبية هذه الدكاكين لها علاقة بالدبكة التي اصبح اللون الوحيد المعروفة فيه فلسطين في العالم، اما بخصوص مجموع النشاطات الثقافية التي قدمتها الدكاكين الثقافية خلال عام 2012 فلقد وصلت إلى حوالي 9.5 ألف نشاط ثقافي؛ 10.3% من هذه الأنشطة ندوات، و8.1% محاضرات، و63.0% دورات، و16.1% عروض فنية، و2.5% معارض. ( الدورات عادة تكون ممولة وذات اهداف معينة، وهي عبارة عن عطلة نهاية الاسبوع، وعلاقات عامة ، ولم نرى دوره واحدة خرجت بقرار عملي ظهرت نتائجه على أرض الواقع واحدثت التغير المطلوب والمتوقع من تلك الدورات التي تتمركز عادة في الاشهر الاخيره من كل عام بهدف انفاق مخا تبقى من اموال في ميزانية الممولين يعنى رحلة استجمام ونهاية اسبوع....) اما عدد المشاركين في هذا الكم الهائل من النشاط فقد بلغ حوالي 565 ألف مشارك، منهم حوالي 466 ألف مشارك في الضفة الغربية، و99 ألف مشارك في قطاع غزة، حيث كان أكبر عدد من المشاركين في الأنشطة الثقافية في محافظة بيت لحم 94 ألف مشارك يليها محافظة الخليل 86 ألف مشارك في حين احتلت محافظة طوباس اقل عدد من المشاركين في الأنشطة الثقافية وقد بلغ عدد المشاركين فيها حوالي 4 آلاف مشارك. فيما بلغ عدد المشاركين في الأنشطة الثقافية حوالي 500 ألف مشارك عام 2011.
الا تعتقدون ان هذا الرقم هائل اكثر من نصف مليون فلسطيني شاركوا بالنشاطات الثقافية، رغم ان البعض يقول ان قسم كبير من المشاركين في تلك النشاطات هم ذات الاشخاص فنجدهم يتنقلون من نشاط الى اخر ومن ندوة الى اخر ، وبالتالى فان هذا الرقم ليس حقيقيا على ارض الواقع. وخير دليل على ذلك عجز المؤسسات الثقافية من البقاء على الحياة اعتمادا على الجمهور ، الذي يقومب العزوف عن تلك النشاطات التي لا تمثله وليست قريبه منه ومن ثقافيته باستثناء بعض الاعمال الفنية الثقافية التي تحاكى هموم الشارع ولا تنكد عليه حياته ...
المطلوب ثورة حقيقية في طريقة تفكير من يطلقون على انفسهم المثقفين واول خطوات الثورة نحو التغير هو الغاء مصطلح مثقف
وللحديث بقية