"كتاب في تكسي"،حملة انطلقت في السادس والعشرين من كانون الأول للعام 2012، على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، هدفها توزيع الكتب في المواصلات العامة الواصلة بين المدن الرئيسية، وذلك بالتعاون مع بسطة إبداع الشبابية ومؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات أهلية ومراكز إعلامية،
وتُعتبر حملة جمع الكتب الخطوة الأولى والمستمرة حتى الخامس عشر من كانون الثاني، وجُمع (400) كتابًا حتى اللحظة، تليها مرحلة فرز الكتب المتنوعة، بين أدب، وتاريخ، وقصص أطفال، وروايات، لمختلف الفئات العمرية، وصولا إلى مرحلة "الإطلاق" و التي تعتبر من أهمها.
مدير الحملة وئام القريوتي أوضح في حديث لـ "هُنا القدس"، أن الفكرة تعتمد على وجود (5-10) كتب في كل مركبة مراعين كافة الأذواق، مشيرا إلى أنه سيتم طباعة بوسترات، بدعم من المعهد التقني العالمي، ولصقها في المركبات العمومية لتعريف المواطن بالحملة بشكل أكبر.
وأضاف القريوتي، "نحاول تعويد المجتمع الفلسطيني على ملء وقته بما يفيده، خصوصًا في ظل تدني المستوى العام للثقافة، ووجود وقت فراغ كبير أثناء تنقل المواطن من مدينة لأخرى، والتي تصل لأكثر من ساعتين أحيانًا"، مؤكدا على أن نقابة اتحاد السائقين أبدو إعجابهم بالفكرة.
وبيّن الكاتب والروائي أحمد رفيق عوض لـ"هُنا القدس"، أن طرح الكتاب في المركبات العامة ربما يهدف إلى الفضول، والرغبة في الموضة، وتعتبر تجربة جديدة في فلسطين، وجديرة بالدعم والاحترام، خصوصًا بعد تراجع القراءة في صفوف الشباب.
وتابع عوض، "أعتقد أن تكون النتائج للحملة متواضعة، فعادة القراءة تبدأ في البيت، وتعزز في المدرسة، وأتاحت الحملة سهولة حصول الكثيرين على الكتاب دون التكلفة المالية لشراءه".
وقال طالب المعهد العصري بجامعة القدس، أديب بركات (21) عاما لـ"هُنا القدس"، "إن الحملة خطوة ممتازة في سلسلة الخطوات الثقافية، ودليل أخلاقي، ومظهر حضاري راقي"، مضيفا،"بحكم أني طالب أدرس في مدينة أخرى، أحتاج لأن أستثمر وقت فراغي بشكل ايجابي خلال تنقلي، وجميل أن يتم استغلال الكتاب من أجل ذلك".
وأشار بركات، "أنا دائم القراءة في المركبات العمومية، والعديد من الناس يرمقونني بنظرات الاستغراب إثر ذلك، وكأنني إنسان غير واقعي كما يرون".
وترى ايمان أبو شلبك (20) عاما الطالبة في جامعة القدس، أن هدف القراءة الأساسي استغلال وقت الفراغ وإيجاد المعلومة، وقالت لـ"هُنا القدس"، " الخطوة ايجابية، وهُم بذلك استطاعوا توفير الكتب في المكان الذي يكون غالبًا وقت الفراغ فيه كبيرا".
واعتبرت أبو شلبك، " أنه من الجميل أن تتبنى المؤسسات الفكرة وأن تنشرها في جميع أماكن الانتظار، وهُم بذلك استطاعوا وضع المكتبة في متناول أيدي الناس، دون ذهابهم إليها".
الكتب والقراء الآن باتوا فارضين وجودهم في المركبات العمومية، بعد أن كان المجتمع الفلسطيني غير معتاد على رؤيته في الأماكن العامة، لتكون حملة "كتاب في كل تكسي" الخطوة الأولى لخلق شعب واعٍ مثقف .
المصدر: شبكة هنا القدس للاعلام المجتمعي