قالوا قمة اسلامية..اها اها!

قالوا قمة اسلامية..اها اها!
الرابط المختصر

لقد اشفقت كثيرا على الصديق "أحمد الرويضي "وهو يحاول قدر إمكانه ان يبدو رسميا اثناء حديثه عن القمة الاسلامية التي عقدت في القاهرة ، ولكن نبره اليأس في صوت الرويضي كانت واضحة في حديثه لإحدى الإذاعات المحلية ، عندما قال : إن كل قرارات القمم العربية والإسلامية لا تخرج عن كونها حبر على ورق فيما يخص القدس ودعمها وأهلها ، هذا الصديق الذي يعتبر من الأشخاص القلائل في المدينة والذي يحاول أن يتواجد في كل مكان من أجل إعطاء دفعه معنوية للناس ، وعلى هذا يشكر ، خاصة أنه يعلم أكثر من غيره أنه لا يستطيع تقديم اكثر من ذلك للمقدسين ، امام التخاذل الواضح من قبل السلطة الفلسطينية ومن قبل العرب والمسلمين وبقية العالم ، الصديق الرويضي على الأقل يحاول ، وهذا يحسب له على عكس من لا يعرف أن يتواجد إلا في إفتتاح المعارض وحفلات الاستقبال فقط ..!!

ما علينا

المهم ، إن حديث الرويضي كان بنبرة المتشائم( وكأنه يقول ما في اليد حيله) أما الشيخ ناجح بكيرات مدير الأقصى الذي تمكن من الوصول الى القاهرة قبل ان يتمكن ولكنه من الوصول الى مقر عمله في الأقصى ، بسبب منعه من ذلك ( من قبل من يملك القوة والسيطرة حتى على المسجد الأقصى ، وعلى ما يجرى فيه وعليه وتحته وفوقه ، وهو الوحيد الذي يقرر من يدخل ؟! وماذا يدخل ؟! ) فلقد كان أكثر دبلوماسيا مع واقعية عندما قال " إننا نأمل في أن تتجه القمة الإسلامية إلى تقديم شيء على الأرض لصالح القدس ، وأن تتبنى فعليا المحافظة على مقدساتها ، وأن تنهج نهجا يكفل تحريرها ". فالشيخ بكيرات يريد "شيئا " من القمة ، وحتى هذا الشيء على أرض الواقع لم يحصل عليه ، ولن يحصل عليه، فالعاجز لا يعطى شيئا لا يملكه .

وفي خبر مطول لوكالة الشرق الاوسط المصرية حول التقرير الذي قدمه رئيس الوزراء المغربي نيابة عن جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس عن التحركات من أجل القدس ، تم فيه الحديث بإسهاب ممل عن هذه التحركات العظيمة "... ويتطرق العاهل المغربي في التقرير، إلى اتصالاته مع رؤساء الدول والأطراف المعنية حول قضية القدس الشريف، وتشاوره المنتظم مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وأعضاء لجنة القدس الشريف، وذلك لمواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة وطمس معالمها التاريخية والروحية والبشرية.

ووفقا للتقرير، فإن هذه الجهود لم تقتصر على التحركات الدبلوماسية للعاهل المغربي في مخاطبة قادة الدول الأعضاء في مجلس الأمن كلما دعت الضرورة والظروف إلى ذلك، بل شملت توجيه رسائل إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة باعتباره المؤتمن على تنفيذ القرارات الأممية واحترام الشرعية الدولية، وأيضا إلى رئيس الاتحاد الأوروبي بالنظر للدور الفاعل الذي يقوم به الاتحاد داخل الرباعية الدولية، فضلا عن بابا الفاتيكان لما له من مكانة روحية واهتمام بالسلام، وكذا حرصه على المقدسات المسيحية بالقدس وعلى التعايش بين مختلف الأديان" ..... الخ من إتصالات لا تسمن ولا تغنى من جوع.. ، فهي لا تخرج عن كونها تصريحات وتحركات رفع عتب فقط ، أو كما يقال زوبعه في فنجان قهوة صغير ، فلا أثر لهذه الاتصالات على أرض الواقع. فإسرائيل مستمرة وبقوة لم يشهد لها المقدسيون مثيلا في التاريخ ، من مخطط واضح لتغير واقع القدس من جذوره ، ليصبح واقعا يهوديا رغم أنف من عارض ومن قبل ..!

فمع كل الإحترام لكل قادة الدول العربية والاسلامية فإن كل اتصالاتكم وكل قلقكم ، وكل تنديدكم لم ولن يحرك شعرة واحده في رأس سائق الجرافة الذي يقوم هذه الاثناء بهدم المباني التاريخية في حارة المغاربة أو ما تبقى منها لإقامة مركز جديد بهدف تغير الواقع ومحو أي اثر حتى لو كان نبته أو حجرا إسلاميا او مسيحيأ في المدينة !

ومع كل الاحترام لكل قادة العرب والمسلمين ، فإن كل قممكم لن تتمكن من إنقاذ حجر وأحد من حجارة القصور الآموية التي يتم سرقتها امام عدسات كاميرات تلفزيوناتكم، كما أن كل خططكم الإستراتيجية لن تتمكن من توفير شقة لعائلة مقدسية رمتها السلطات الإسرائيلية في العراء ، فبنككم الاسلامي والذي يتخذ من جده مقر له ، لا يعرف كيف يدعم المقدسين ! وإن دعم فإنه يقدم الفتات ، فعلى سبيل المثال هذا البنك إن قدم قروض للإسكان وهذا شيء شبة مستحيل فإنه يقدم مبلغ لا يكفى لشراء الطوب للبناء، او حتى لشراء طقم حمام لتلك الشقة ...!

مع كل الاحترام لقادة العرب والمسلمين اينما تواجدوا ، فإن كل اتصالاتكم مع كل انحاء العالم الذي يرتبط بإسرائيل عقائديا وفكريا وثقافيا لم ولن تتمكن هذه الاتصالات من فتح مدرسة واحدة لأكثر من عشرين الف طفل مقدسي لا يجدون مقعدا دراسيا واحدا لهم سوى في المنازل ،

وبعد ذلك يصرخ العرب والمسلمين " القدس في خطر " ، صحيح القدس في خطر ليس بسبب الاجراءات الإسرائيلية فقط بل بسبب تخاذلكم وتهربكم .... فانتم شركاء .. في ماذا ؟!!

وللحديث بقية

أضف تعليقك