العمال الفلسطينيون.. رحلة شقاء واذلال على معبر ترقوميا

العمال الفلسطينيون.. رحلة شقاء واذلال على معبر ترقوميا
الرابط المختصر

رحلة البحث عن لقمة العيش يعرف معناها 4000 عامل فلسطيني من محافظة الخليل، يتجهون كل صباح للعمل داخل اراضي فلسطين المحتلة عام 48، عبر معبر ترقوميا،،، انتظار لساعات طويلة، وأحياناً يضطر عدد منهم للمبيت بجوار أو داخل المعبر، استعداداً لرحلة عذاب شاقة ما بين التفتيش اليدوي والتفتيش العاري، والتدقيق بالبطاقات الشخصية وتصاريح العمل وصولاً للغرف الضيقة التي لا تتسع لأكثر من 20 شخصاً حينما يحشر بداخلها اكثر من 50 عاملاً.

هي كما قال عنها العمال أنفسهم " سياسة إسرائيلية تهدف لخلق الفوضى والأزمة وحالات الارباك في صفوف العمال، وقد تنتهي في اغلب الاوقات بعودة العمال الى المستشفيات بدلاً من بيوتهم بعد اصابتهم برضوض وكسور في الأطراف، او بالاختناق جراء الازدحام والتدافع التي يتعمد الاحتلال ان يختلقها داخل المعبر كل صباح".

العامل حسن عامر ابو زنيد، قال لـ معا بأنه يخرج من بيته في مدينة دورا جنوب الخليل، الى معبر ترقوميا غرب الخليل للعمل عند الساعة الثانية فجراً ويبدأ بالاستعداد لرحلة العذب والإذلال داخل المعبر قبل ان يفتح المعبر أبوابه أمام العمال الساعة 4 صباحاً.

ويضيف ابو زنيد انه عند بداية وصوله للمعبر يبدأ بالاستعدادات لأعمال التفتيش بخلع ملابسه وحذائه والانتظار والاستعداد للمرحلة التالية من الفحص والتدقيق بتصريح العمال والبطاقات الشخصية والتي تستمر حتى الساعة 8 صباحاً ويبدأ العمال بعدها الشعور بولادتهم الجديدة للخلاص من الذل والشقاء والتعب داخل ازقة المعبر والخروج منه، استعداداً لليوم التالي.

ويتابع :" لحظة خروجنا من المعبر متجهين للعمل داخل أراضي فلسطين المحتلة بعد ساعات طويلة من الشقاء والتعب ينتظرنا أعمالنا التي نسطيع من خلالها كسب قوت أطفالنا تكاد تكون علينا تلك الإعمال مهما بلغت شدة شقائها أهون مما نعانيه من إذلال دخل معبر ترقوميا".

محمود الشروف رئيس مجلس قروي نوبا والذي يعمل داخل المعبر قال لـ معا إن أزمة العمال تبدأ من ساعات الفجر الأولى عندما يبدأ العمال بالتوافد داخل المعبر دون السماح لهم بالعبور قبل الساعة 8 من قبل الجانب الإسرائيلي الأمر الذي يجعل من وضع العمال أشبه بكارثة إنسانية لا تليق بكرامة أي مخلوق على وجه الكرة الأرضية.

وأضاف الشروف إن جزءا كبيرا من العمال يكملون نومهم بعد مغادرتهم منازلهم في وقت مبكر جداً داخل أزقة المعبر على أجزاء من الكرتون حتى تأتيهم الرحمة ويفتح المعبر أبوابه الساعة 8 صباحاً .

وأشار الشروف الى إنه في معظم الأوقات يتواجد موظف إسرائيلي واحد لتسيير إعمال العمال داخل المعبر وهذا بحد ذاته انتهاك واضح ويزيد من أزمة العمال داخل المغبر بالإضافة إلى عملية التصوير التي تنتظر العمال بعد التدقيق وفحص البطاقات الشخصية حيث يبقى ما يقارب 50 عاملاً داخل غرفة صغيرة لا تتسع لأكثر من 20 شخصا في مدة تتجاوز الساعة مما يتسبب بأزمات اختناق وضيق تنفس لكثير من العمال.

وأكد الشروف ان معبر ترقوميا شهد العديد من إصابات متنوعة في صفوف العمال من كسور واختناق وحالات كثيرة من الإغماء نتيجة شدة الازدحام ما بين العمال داخل حدود المعبر.

بدوره يقول العامل كايد بريوش انه من الساعة 3 فجراً ينتظر عبور الازدحام داخل المعبر متجهاً لعمله لكن ما يعيق وصوله لعمله هو الازدحام ما بين العمال داخل المعبر بسبب عدم تسييره من الجانب الاسرائيلي بهدف اذلال العمال

وأضاف بريوش انه مع بداية الأزمة والتدافع بين العاملين داخل المعبر سقط أرضا ولم يستطيع النهوض حيث غير هذا السقوط مسار يومه من العمل إلى المستشفى ومن ثم الى البيت نتيجة شعوره بألم شديد في ذرعه نتيجة اصابته.

وأكد برويش إن بعد سقوطه ارضا ما بين إقدام العمال لن يعود إلى المعبر ولا حتى للعمل وسيبقى محافظاً على كرامته بدل البحث عن لقمه العيش مطالباً السلطة الفلسطينية بوضع حد لتلك الانتهاكات التي يعاني منها جميع عمال محافظة الخليل ووضع حد لسياسة الاحتلال على المعبر لنيل من كرامتهم .

أضف تعليقك