"الصاروخ" عساف يحط في قلب الإعلام الإسرائيلي

"الصاروخ" عساف يحط في قلب الإعلام الإسرائيلي
الرابط المختصر

هي مرات قليلة التي كلف فيها الإعلام الإسرائيلي نفسه عناء نقل الأخبار الفلسطينية العادية أو الاعتيادية البعيدة عن الصورة النمطية للفلسطيني العنيف الذي يحمل حجرا وزجاجة حارقة منتظرا سيارة ليهاجمها.

محمد عساف نجم فلسطيني بزغ الليلة الماضية في سماء فلسطين واستقر في قلوب أهلها الذين أسمعت أصوات فرحتهم من كان به صمم مثل صحف إسرائيل التي عجزت اليوم "الأحد" عن تجاهل الفرحة الفلسطينية وتقزيم الانجاز الفلسطيني فقرر معظمها التعامل مع الخبر كما هو فيما فضلت صحف أخرى مثل "معاريف" اليمينية التدخل وإيهام القراء الإسرائيليين أن الفنان الفلسطيني استجدى اللقب من خلال تأثيره على أعضاء لجنة التحكيم فور وصوله ومثوله أمامها عبر سرده لقصة حزينة تلخص مسار سفره من غزة الى مصر.

فرض محمد عساف اليوم وبقوة النجاح والاقتدار نفسه على الصحف والمواقع الالكترونية الاسرائيلية التي تناولته بإسهاب وبعناوين لافته وبراقة مثل عنوان صحيفة موقع هأرتس العبرية التي خرجت بعنوان كبير "محمد عساف وحد الضفة وغزة".

وأضافت "هأرتس "أصاب صوت الشاب الفلسطيني الذي قدم من احد مخيمات اللاجئين في غزة مشاهدي وحضور برنامج المسابقات" محبوب العرب بالذهول والصدمة ونال عساف البالغ من العمر 22 عاما أصوات الكثير جدا من المشاهدين والمستمعين الذين أعجبهم أداؤه لاغان رومانسية معروفة لدى الجمهور العربي اضافة لاغان تخلد المعاناة الفلسطينية وتذكر الحضور بها.

في الضفة وغزة والمهاجر استمعوا لعساف الذي صدح بأغانية في معظم الاحيان مرتديا الكوفية الفلسطينية بخيوطها البيضاء والسوداء فوحد بصوته الفلسطينيين في الضفة وغزة والشتات وداخل الخط الاخضر.

بدورها أبرزت صحيفة "يديعوت احرونوت" وموقعها الالكتروني الحدث الفلسطيني تحت عنوان "ولادة نجم فلسطيني" محمد من غزة فاز بلقب محبوب العرب وسرد الموقع عبر تقرير مطول ومفصل معززا بالكثير من الصور والأفلام القصيرة التي تظهر مقاطع مختارة من أغاني عساف وعلى رأسها اغنية "يا طير الطاير".

وقال الموقع "فاز الممثل الفلسطيني في مسابقة" عرب ايدول بلقب محبوب العرب بعد ان منحه ملايين المشاهدين على امتداد العالم العربي أصواتهم وتأييدهم.

وأضاف الموقع معرفا بنجم فلسطين الجديد "عساف ابن 22 عاما احد سكان خان يونس في قطاع غزة تحول خلال الاسابيع الماضية الى نجم من العيار الثقيل لم تعرف الضفة الغربية وقطاع غزة له مثيلا ونجح بعمل ما فشل به قادة فلسطين السياسيين ففجر المحبة الفلسطينية العابرة والمتجاوزة للتنظيمات حيث رأى فيه الفلسطينيون مصدرا عزيزا ونادرا للفخر والوحدة الوطنية.

بدأت الاحتفالات في جميع المدن الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة وشارك بها عشرات الاف واطلقت فيها كميات كبيرة من الالعاب النارية وذلك احتفاء بفوز عساف بلقب محبوب العرب، وانتشرت في ساحات المدن الفلسطينية الشاشات الكبيرة لعرض انتصار عساف الذي تم عبر حصوله على أعلى نسبة تصويت في تاريخ البرامج المشابهة.

"شعر الفلسطينيون بالخوف من منافسهم الشاب المصري احمد جمال وذلك خشية الاتجاه للتصويت على اساس وطني حيث تتفوق مصر من ناحية عدد سكانها وبقي الخوف الفلسطيني، إلى ان حانت لحظة الحقيقة وتلاشت المخاوف وحلت مكانها مشاعر النصر والفخر والاعتزاز" قال الموقع.

ووصف الموقع باسهاب مراحل المنافسة التي خاضها عساف وكذلك الاحتفالات التي اجتاحت عفويا شوارع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في غزة والضفة والمهاجر ووصفت كذلك المواقف الفلسطينية الرسمية مستعرضة قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس منح نجم فلسطين لقب سفير النوايا الحسنة وكذلك قرار "الاونروا" منحه لقب سفير الشباب الفلسطيني اللاجئ.

واختتم الموقع تقريره بسرد بعض تفاصيل رحلة عساف من غزة الى القاهرة حيث مقر لجنة القبول "كانت رحلة مليئة بالمشاكل استمرت ليومين ووصلت الى مقر اللجنة متأخرا حيث وقف امام ابواب الفندق المغلقة الاف الناس فتسلقت الجدار الخلفي لاصل متأخرا حيث انهت اللجنة في الداخل توزيع الارقام لكنني قابلت فلسطينيا قدم من السعودية قدم لي رقمه الخاصة" اقتبس الموقع من اقوال النجم عساف.