أين السلطة وسفارتها بالأردن من لاجئي السايبر ستي؟

أين السلطة وسفارتها بالأردن من لاجئي السايبر ستي؟
الرابط المختصر

إقامة جبرية وحصار، وغرفة واحدة لا تتجاوز مساحتها سبعة أمتار لكل عائلة وحمامات جماعية، ورطوبة وعفن وأمراض، وساحة خارجية يتنزهون فيها بأوقات معينة، ومساعدة مالية شهرية لا تتجاوز (22دينار) لكل فرد، جُل ما حصل عليه اللاجئيين الفلسطينيين حتى الاّن، والذين نزحوا من سوريا إلى الأراضي الأردنية، فلا ترحاب أردني ولا اهتمام دولي ولا مجرد سؤال فلسطيني.

فمنذ عام كامل والسفارة الفلسطينية في الأردن تَعِدُ لاجئي السايبر ستي بزيارة للإطلاع على أوضاعهم التي تزداد سوءاً يوما بعد يوم، ولم تف بعد بوعودها، تماطل وتحميل اللوم للحكومة الأردنية تحت ذريعة انتظار الموافقة مرة من وزارة الداخلية ومرة أخرى من الخارجية الأردنية، من جانبها، تنفي الحكومة الأردنية وتقول إنها هي من تطالب السفارة بزيارة رعاياها في المخيم.

أبو حيدر أحد اللاجئين المقيمين في السايبر ستي المقام في مدينة الرمثا شمال الأردن، قال لـ"هنا القدس"، إن الوعود التي حصلوا عليها ما هي إلا وعود واهية وغير صادقة، لم يتم الإيفاء بها بتاتا". تواصلنا مع حكيم زريقي مدير مكتب السفير الفلسطيني في الأردن عطا الله خيري ومنذ عام وهو يقول لنا نحن بانتظار الموافقة من الحكومة الأردنية حتى نستطيع زيارتكم"، مضيفا،" طالبنا من السفارة أن ترسل أي مندوب يزورنا بصفة زائر عادي ويطلع على أوضاعنا، إلا أنهم رفضوا ذلك على الرغم أن كافة السفارات في الأردن زارتنا في المخيم".

وأوضح أبو حيدر أن أحد الشبان حاول التسلل من المخيم والذهاب إلى السفارة، وقابل زريقي الذي طلب منه أن يحضر أسماء اللاجئين ذات الأصول الغزاوية في المرة الأولى، ويتابع أبو حيدر، عاد الشاب لمراجعة السفارة مرة أخرى إلا أنهم طلبوا منه أن يكتب كافة أسماء اللاجئين ويطبعها على شكل ملف،" السفارة لم تكلف نفسها حتى تأتي وتجمع أسماءنا وتطلب من اللاجئين عمل ذلك".

وكان لاجئوا السايبر ستي يعتقدون أن السفير هو حكيم زريقي ولم يكونوا يعلموا بوجود السفير عطا الله خيري، وعلموا بوجوده لاحقا وطالبوا أن يتحدثوا معه ويحصلوا على رقم هاتفه إلا أن مكتب السفارة رفض ذلك ولم يزودهم بأي مساعدة ليستطيعوا الحديث مع السفير،" منذ ثلاثة أشهر وهم يقولون لنا: إن السفير سيزورنا الأحد أو الاثنين، ولغاية الآن لم يطبق هذا الكلام".

وعلى الرغم أن زريقي أخبر لاجئي السايبر ستي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلف السفير عطا الله خيري بمتابعة الموضوع وحل المشكلة، إلا أن السفير لم يستجب لتكليف الرئيس ولا يصرح لوسائل الإعلام ولا يجيب على أي مكالمات، حيث كان لـ"هنا القدس" محاولات حثيثة وعديدة لمكالمته إلا أنها باءت بالفشل.

في ذات السياق، يوضح لاجئو السايبر ستي أنه خلال العام كانت للرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارات عديدة للأردن إلا أنه لم يزر المخيم ، وفي هذا الإطار كان أيضا لـ"هنا القدس" محاولات في الاتصال مع مسؤولين فلسطينيين تهربوا من الإجابة على أسئلتنا بحجج أنهم خارج البلاد أو أنهم متابعين للموضوع ولن يصرحوا حوله، وباتوا أيضا لا يجيبون على اتصالاتنا .

من جهة أخرى، ترفض الحكومة الأردنية تزويد اللاجئين بأي إثباتات، حيث تدعي أنها متخوفة من زيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين ما سيؤدي إلى زيادة الكثافة السكانية في الأردن، على الرغم أنها لم تستقبل حتى الآن سوى (160 لاجئا فلسطينيا) تحتجزهم في مخيم السايبر ستي، في المقابل استقبلت الآلاف من اللاجئين السوريين ومنحتهم الوثائق والإثباتات اللازمة وتسمح لهم بالتنقل والعمل والاستئجار.

وأوضح ذلك مكتب الأنروا للاجئي السايبر ستي، أن الحكومة الأردنية اضطرت لاستقبالهم خوفاً على حياتهم، لكنها لن تقدم لهم أي شيء إضافي، وقال أبو حيدر،" أخبرونا في الأنروا أن السفارة الفلسطينية هي الوحيدة التي عليها تحمل مسؤوليتنا وتوفير احتياجاتنا وتزويدنا بالأوراق الثبوتية اللازمة"، مضيفا،" الأنروا تعي أن السفارة غير مكترثة بأمرنا، وأخبرتنا أن الخيار الوحيد الذي بات أمامنا الآن هو الانتظار حتى انتهاء الأزمة السورية حتى ولو دامت الأزمة لسنوات والعودة إلى مخيماتنا في سوريا ".

هاهو التاريخ يعيد نفسه، حيث يعيش اللاجئون الفلسطينيون النازحون من سوريا تجربة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من العراق عام2003، وعاشوا أسوأ الظروف في مخيم "إربد" ثم طردوا فيما بعد إلى البرازيل، لتثبت التجربة مرة أخرى تجاهل الحكومة الفلسطينية وسفاراتها وعدم اكتراثها باللاجئين الفلسطينيين وضعف تواصلها معهم، فإلى متى سيدوم السايبر ستي على هذا الحال؟ وما سبب هذا التقصير اتجاهه؟ ومن المسئول؟

المصدر شبكة هنا القدس للإعلام المجتمعي

أضف تعليقك