أسرى عسقلان يلوحون بالإضراب
هدد أسرى سجن عسقلان إدارة السجن، اليوم الخميس، باللجوء للإضراب عن الطعام، ما لم تتراجع عن اجراءاتها العقابية التي اتخذت بحقهم، اثر قيام القوات الخاصة التابعة لمصلحة السجون (وحدة اليماس) باقتحام غرف الأسرى والإعتداء عليهم بالضرب خاصة غرف 13 و 15، وإصابة ثمانية أسرى منهم ووضعهم في الزنازين، ومعاقبتهم بإحدى وعشرين يوماً.
وكانت محامية مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، ابتسام عناتي التقت الأسرى زياد بزار موجه عام فتح، والأسير المريض يوسف نواجعة وناصر أبو حميد ممثل سجن عسقلان الذين أفادوا بأن الأوضاع في سجن عسقلان بسبب ممارسات الإدارة واستفزازاتها واجراءاتها العقابية لم تهدأ بعد.
وأشاد الأسرى بجماهير شعب فلسطين ومؤسساته الحقوقية والرسمية الوقوف معهم لإدانة هذه الجريمة التي ترتكب بحقهم واطلاع المجتمع الدولي على حقيقة ما يتعرض له الأسرى والأسيرات في سجون الإحتلال وخاصة في سجن عسقلان.
وقال الأسير البزار أنه وقبل شهر تقريباً على أثر قيام ادارة السجن بإجراء تفتيش لغرفة 15 من قبل وحدة (اليماس) ونتيجة لتعاملهم الفظ مع الأسرى، حدثت اشكاليات امتدت إلى كافة غرف سجن عسقلان، تم خلالها الإعتداء على الأسرى وإصابة ثمانية منهم ونقل كافة الأسرى من غرف 13 و 15 إلى الزنازين.
وأضاف: لغاية اليوم نعاني من عقوبات فرضتها الإدارة منها زيارة الأهل، ونقليات مستمرة من القسم، وتهديدات بنقل المزيد من الأسرى، حيث تم نقل تامر الريماوي إلى سجن شطة وهو ممثل القسم، بالإضافة إلى عقوبات فردية على عدد من الأسرى بحجة أنهم شاركوا بالإعتداء على الشرطة والوحدة المقتحمة للسجن، وهم: تامر الريماوي، سليم الريماوي، ظافر الريماوي، والعقوبة متمثلة بـ 21 يوماً في الزنازين و200 شيقل غرامة بدل اضرار، و 450 شيقل غرامة على الإعتداء على الشرطة وقال البزار "في حال لم يتم ايقاف الإجراءات العقابية بحقهم سوف يقومون بعدة خطوات احتجاجية ومنها الإضراب عن الطعام".
بدوره أكد الأسير المريض يوسف نواجعة أنه وفي عام 1995 تعرض لحادث سير وكانت الإصابة في الحوض مما جعله يستخدم العكازات، وفي عام 2000 تعرض لإصابة في العمود الفقري، بالإضافة إلى تعرضه للإعتداء والضرب أثناء الإعتقال والتحقيق الذي استمر لمدة 35 يوماً وبسببه أصبح يعاني من دوار مستمر.
ويعاني نواجعة من وجود نقطة دم على الدماغ ( بلبيسيا )، مشكلة في الرؤية، ونزيف في المعدة، إذ أجري له منظار لها وحتى اللحظة لم يتم اخباره بالنتيجة.
وطالب يوسف بإدخال طبيب دماغ وأعصاب لمعاينته كما تمكنت عناتي من زيارة الأسير ناصر أبو حميد ممثل سجن عسقلان، الذي أكد على أن إدارة السجن فرضت اجراءات عقابية على الأسرى منها حرماهم من الزيارة لمدة شهر، ووضعت بعضهم في الزنازين، وطالب بالعمل على الإفراج عن الأسير نعيم الشوامرة على وجه السرعة والذي يعاني وضعاً صحياً خطيراً اذ أصبح مؤخراً يعاني من مشكلة في التنفس وتم استلام نتيجة الفحص الطبي له بتاريخ 3/12/2013 التي أكدت وجود المرض لديه بنسبة 98%.
وأضاف: الطاقم الطبي في مستشفى برزلاي أوصى بضرورة نقله إلى مستشفى مدني، وطبيب الصليب أوصى بذلك، والطبيب الفلسطيني الذي تمكن من زيارته مؤخراً د. رفيق مصالحة أكد بضرورة الإفراج عنه على وجه السرعة، لكن إدارة السجن طلبت بنقله إلى عيادة سجن الرملة وهو الأمر الذي رفضه نعيم ورفضناه نحن الأسرى.
مركز حريات، الذي يتابع بقلق ما تعرض له أسرى عسقلان وكذلك الأسرى الإداريين وعموم الأسرى في سجون عوفر ومجدو والنقب أدان سياسة الإقتحامات المتكررة التي تقدم عليها القوات الخاصة لتابعة لمصلحة السجون المدججة بكل أنواع الأسلحة وقيامها بالإعتداء على الأسرى بالضرب المبرح بالهروات والرش بالغاز الخانق المحرم دولياً.
وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي ومنظمة العفو الدولية والمجلس الأممي لحقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية إدانة هذه الجريمة التي تشكل خطراً حقيقياً على حياة الأسرى والمرضى على وجه الخصوص ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة من ضباط وجنود مصلحة السجون والقوات الخاصة والجهات صاحبة القرار التي لا تعير اهتماماً لحياة الأسير الفلسطيني والتدخل لضمان عدم تكرار هذه الجريمة وتوفير الحماية للأسرى والأسيرات في سجون الإحتلال جراء هذه السياسة التي راح ضحيتها عدد من الشهداء ومئات الإصابات والجرحى.