70 % نسبة الفقر في محافظة الكرك

الفقر اسم يدخل في النفس البشرية الرهبة وشكل تضعف قدرة الانسان على تحمله ما لم يكن متسلحاً بالصبر وعنوان للنسبة العظمى من ابناء محافظة الكرك رغم تفاوته بين منطقة واخرى واسرة ومثيلتها فهناك الفقر المدقع والفقر المجرد .

وتشير الدراسات الى ان نسبة الفقر في المحافظة يرتفع مؤشرها من عام لاخر حتى قدرت هذا العام ب %70 وذلك اثر الاختلالات المالية التي احدثتها ما يسمى بسوق البورصة العالمية .

اضافة الى ان بعض مظاهر الكفاف التي تبدو على غالبية المواطنين معظمها بقروض بنكية او مؤسسات اقراض اخرى وهذه المؤسسات توقفت عن منح هذه القروض وان منحتها فانها تمنحها بشروط معقدة لا مقدرة لغالبية المواطنين في المحافظة عليها .

ويقول مواطنون في الكرك ان مظاهر ومشاهد الفقر المؤلمة ربما تلمسها في مناطق قرى الخرشة والنعيمات ومحي والحزمان وحتى في مدينة الكرك والجديدة وأدر والمنشية ، إضافة الى ان بعض الاسر المعدمة والتي تبلغ درجة الفقر لديها %100 قد لا تظهر حاجتها امام الناس وتحاول تدبير شؤونها في الخفاء وبطي الكتمان وبعض الاسر تلجأ مرغمة الى صناديق المعونة الوطنية والزكاة وغيرها من مؤسسات العمل الاجتماعي بهدف تخفيف حدة الفقر .

ويرى مواطنون اخرون ان الفقر في الكرك سمة غالبة على الجميع من ابرز مسبباتها البطالة التي تهدد صفوف الشباب وخاصة خريجي الجامعات الذين انفقت عليهم اسرهم مبالغ طائلة رغم فقرها الشديد على امل ان يجدوا فرص عمل تمكنهم من تحسين معيشتهم وسداد الالتزامات المالية التي ترتبت عليهم اثر الدراسة حيث تتبع قاعدة الفقر لدى هذه الاسر كلما طالت فترة عدم الحصول على عمل للعاطلين عن العمل سواء من الشباب الجامعي او من مختلف الفئات العمرية .

ويؤكد مواطنون اخرون ان الى ان الفقر طريق اكيد لظاهرة ستبدو اشد خطرا على المجتمع وتشكل ظاهرة سلبية الا وهي لجوء البعض الى التسول بطريقة مباشرة وغير مباشرة مشيرين الى عدم نجاعة البرامج والخطط والمساعدات التي تقدمها المؤسسات المختلفة لهذه الاسر بشكل يمكنها من قتل الفقر الى غير رجعة حيث تدني المساعدات المقدمة للأسر يجعلها تعتمد على مبلغ زهيد ربما يكفي احتياجات الاسرة لأيام معدودة مما يضطرها بعد نفاد هذا المبلغ الى البحث عن مصادر بديلة لتكملة بقية ايام الشهر مطالبين بضرورة الوقف الفوري لمثل هذه المساعدات عن الاسر التي قد توفر دخولا جيدا لها من خلال منحها مشاريع ويؤكد انتاجية ان تكون هذه المشاريع برأسمال يمكن الاسر من الاعتماد عليه والوصول الى درجة متقدمة من العيش الكريم .

ويخلـُص مختصون في جامعة مؤتة وباحثون في القضايا الاجتماعية الى ان الفقر في محافظة الكرك وغيرها من المحافظات الاخرى ينمو بشكل تصاعدي متاثرا بالعوامل المالية التي يشهدها الوطن داخليا وخارجيا ، مشيرين الى اهمية توجيه البرامج الحكومية لاقامة مشاريع تنموية كبرى في المناطق الفقيرة تستقطب اعداد كبيرة من الباحثين عن العمل وبدخول تمكنهم من مضاعفة الانتاج وعدم النظر الى ساعات محددة للعمل اضافة الى بث روح الانتاج في نفوس المواطنين واختصار المعونة المالية على كبار السن او من تقطعت بهم السبل .

واشاروا الى اهمية اعداد قاعدة البيانات حول اوضاع الاسر في المناطق النائية وتحديد حالات الفقر وتصنيفها والتعامل معها وفق هذه المعطيات التي من شأنها بناء اقتصاد اسري شمولي وينفذ خلال اعوام قلائل وعلى مراحل للوصول الى ادنى نسبة للفقر ومطاردة شبحه المخيم على النسبة العظمى من الاسر .

من جانبه قال مدير التنمية الاجتماعية في الكرك برق الضمور ان وزارة التنمية الاجتماعية تنتهج حاليا استراتيجية وطنية لمكافحة الفقر والبطالة وترتكز في مجمل اهدافها على التحول الى المشاريع المنتجة وحث الاسر على الاستفادة منها بالاضافة الى تدريس ابنائها العاطلين عن العمل على المهن التي يحتاجها السوق للاستفادة منها عند تخرجهم ، لافتين الى ان هذه الاستراتيجية الوطنية التي تنفذ ضمن فترة زمنية محددة كمرحلة اولى تمهيدا لخلق الاسر المنتجة بدلا من الاسر المستهلكة وتنمية مواهب افراد الاسر لمزيد من الابداع .

واضاف ان صندوق المعونة الوطنية يغطي الجانب الاكبر من حالة الفقر التي يعيشها معظم ابناء المحافظة ويغطي الحاجة وفقا للاولويات ونسبة الفقر عند الاسر باحتساب الدخول او عدمها اضافة الى اتباع سياسة اقامة المشاريع الانتاجية وتوفير فرص العمل للعاطلين .

أضف تعليقك