%70 من الأطفال اللاجئين بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي

الرابط المختصر

يقول سبعون بالمائة من الأطفال الناّزحين واللاجئين أنهم بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي وهي نسبة أكثر من ثلاثة أضعاف النّسبة المقدرة بـ 22٪ قبل انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19). وجاء ذلك وفقاً لتقرير نشرته اليوم وكالات الإغاثة الدّولية، منظّمة الرّؤية العالميّة (وورلد فيجن) ومنظّمة أطفال الحرب الهولنديّة.

 

يقيّم تقرير "الوباء الصّامت" تأثير الحظر والإغلاق، إضافة إلى فيروس كورونا (كوفيد-19) على الصّحة العقليّة لجميع الأطفال المتأثّرين بالنّزاع، وأولئك الذين ما زالوا يعيشون حالياَ في مناطق النّزاع وأولئك الذين أُجبروا على الفرار. ووجد أن أكثر من نصف (56٪) الأطفال الذين يعيشون في البلدان الضّعيفة والمتأثّرة بالصّراعات أعربوا عن حاجتهم للصّحة العقليّة والدّعم النّفسي الاجتماعي كنتيجة مباشرة لوباء فيروس كورونا (كوفيد-19) وعمليّات الإغلاق. كما وترتفع هذه النسبة إلى 70٪ للأطفال اللاجئين والنّازحين.

 

وفي هذا الصّدد تقول دانا بوزدوسيا، مديرة شؤون الدّفاع عن حقوق اللاجئين والارتباطات الخارجيّة في منظّمة الرّؤية العالميّة (وورلد فيجن): "نعلم بأن فيروس كورونا (كوفيد-19) قد أدى إلى تفاقم مشكلات الصّحة العقليّة التي يواجهها العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ولكن بالنّسبة للأطفال الذين يعيشون مع الخوف والصّدمات والضغط المزمن النّاتجون عن الصّراعات التي تغيّر الحياة وتهدّدها، فقد كان تأثيره مدمّراً للغاية. وفي الوقت الذي يحتاج فيه هؤلاء الأطفال إلى مزيد من دعم الصّحة العقليّة أكثر من أي وقت مضى، لا يمكن العثور على الكثير. ولا يمكن للخدمات الحالية -المحدودة بالفعل في المناطق المتضرّرة من النّزاع ومخيّمات اللاجئين - مواكبة الطلب."

 

يكشف البحث الذي تم إجراؤه مع ما يقرب من 500 طفل* وشاب في ستة بلدان ضعيفة ومتأثرة بالصّراعات**، أن فيروس كورونا (كوفيد-19) يضاعف من الضّائقة النّفسية الموجودة مسبقاً لدى الأطفال عن طريق زيادة نسبة القلق إلى حياتهم المجهدة بالفعل، ويشمل ذلك الإصابة بفيروس كوفيد-19 وفقدان الأقارب والتعامل مع إغلاق المدارس والمرافق التعليميّة.

 

ويقول أوني كريشنان، مدير الشّؤون الإنسانيّة في منظّمة أطفال الحرب الهولنديّة: "تتدهور الصّحة العقلية للأطفال ورفاههم بشكل خطير خلال هذا الوباء. لقد حان وقت العمل." ويضيف: "إذا لم يتم دعم جيل كامل من الأطفال المعرّضين للخطر، فقد يواجهون آثاراً كارثيّة محتملة وطويلة الأمد على صحّتهم العقليّة ورفاههم النّفسي الاجتماعي. نظراً لأن لديهم بالفعل وصولاً محدوداً إلى خدمات الصّحة العقليّة والدّعم النّفسي والاجتماعي قبل الوباء، فتخيّل مدى إلحاح الأمر."

 

يسند إلى حد كبير الأطفال والشّباب الذين شملهم الاستطلاع شعورهم بالضّغط المتزايد إلى عدم الذّهاب إلى المدرسة، وقلّة فرص الوصول إلى الخدمات والأنشطة والمراكز الصّحية والملاعب والطعام والماء. كما أنهم يفتقدون بشكل خاص إلى الرّياضة واللعب والأسرة (خاصة الوالدين) والأنشطة الهادفة إلى تعزيز السّلام وفتح المدارس. وتظهر الدراسة أيضاً أنه في حين أن 86٪ من الأطفال الأصغر سناً (7-14 عاماً) و81٪ من المراهقين (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عاماً) يمكنهم بالفعل طلب الدّعم العاطفي من صديق أو أحد أفراد الأسرة، فإن الشّباب الأكبر سناً (19-24 عاماً) يكافحون من أجل التّعامل مع محنتهم، حيث أن ما نسبته 41.8٪ منهم لديه شخص واحد فقط يمكنهم الذّهاب إليه للحصول على الدّعم.

 

وتضيف بوزدوسيا: "الأطفال الذين عانوا من النّزاع والعنف والأحداث المؤلمة بشدة يحتاجون بشكل عاجل إلى الوصول دون عوائق إلى خدمات الصّحة العقليّة والدّعم النّفسي والاجتماعي. ومع ذلك، يتم إنفاق 2-4٪ فقط من ميزانيّات الصّحة الوطنيّة في البلدان التي يعيش فيها هؤلاء الأطفال على الصّحة النفسية - والأكثر من ذلك، أن هذه الأموال محدودة أو غير موجودة للأطفال الذين يعيشون في مناطق هشة ومتأثرة بالصّراع في الدول. هناك نقص حاد في التّمويل يجب معالجته."

 

في الوقت الحالي، لا يشكّل تمويل خدمات الصّحة العقليّة والدّعم النفسي سوى 1٪ من إجمالي التّمويل الصّحي الإنساني. وعليه تدعو منظّمة الرّؤية العالميّة (وورلد فيجن) ومنظّمة أطفال الحرب الهولنديّة المجتمع الدولي إلى توفير 1.4 مليار دولار أمريكي، وهو أمر ضروري لتوفير دعم عاجل للصحة العقليّة لما يقدر بنحو 456 مليون طفل متأثّرين بما يحصل.

 

وتختم بوزدوسيا قائلة: "لقد وقف العالم متفرّجاً وسمح للصّراع بسرقة طفولة ملايين الفتيات والفتيان. وأدى الوباء العالمي الآن إلى زيادة معاناة هؤلاء الأطفال الضّعفاء. فبدون الاهتمام الضّروري والإلحاح والتّمويل، فإنه من المحتمل أن نواجه أزمة عالميّة للصّحة العقليّة خاصّة بالأطفال. لدينا مسؤوليّة أخلاقيّة للعمل الآن قبل فوات الأوان."