69 محاولة انتحار شهدتها السجون
لم تتمكن أسوار مراكز الإصلاح والسجون من منع ارتفاعات الأسعار من اختراق جميع الحواجز والحراسات المشددة وكاميرات المراقبة.
إن موجة الارتفاعات المتكررة للأسعار طالت أيضا السجون. وهو ما أثّر على فريقي السجن معا: السجين والسجان.
تقدم ادارة مراكز الإصلاح والتأهيل في المملكة خدماتها لحوالي تسعة آلاف سجين توفر لهم متطلبات حراسة وبرامج رياضية واجتماعية ودينية وتدريبية وتجهيز مختبرات حاسوب ومشاغل إنتاجية وحرفية وغيرها ركيزة أساسية, إضافة إلى مستلزمات "المأكل والمشرب والمسكن والملبس والإنارة والتدفئة والخدمات الصحية", بتكلفة شهرية للفرد تقدر ب¯ 70 دينارا من مجموع صافي التكلفة الشهرية للنزيل والتي تقدر ب¯ 400 دينار.
هذه الموازنة تبدو مرتفعة مقارنة بمثيلتها في عام 2006 حيث كانت التكلفة المباشرة من المستلزمات الأساسية السابقة يتطلب توفيرها 40 دينارا من مجموع تكلفة النزيل البالغة 183 دينارا.
ويقول مدير ادارة السجون العميد شريف العمري " نحرص على تنفيذ السياسة العقابية بإطار إنساني مع احترام للآدمية والحفاظ على الكرامة, وتنفيذ برامج إصلاحية وتأهيلية لمساعدة النزيل على الاندماج لاحقا في المجتمع".
ورغم ذلك هناك انتقادات تسوقها تقارير منظمات أجنبية ومحلية عن أوضاع السجون ومقارنتها بالمعايير الدولية للسجون.
ورغم سعي الإدارة لتوفير بيئة آمنة وصالحة للعيش الا ان مدير مراكز الإصلاح والتأهيل العميد العمري يكشف النقاب ل¯ "العرب اليوم" عن وقوع 69 محاولة انتحار شهدتها "السجون" خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية, في مختلف المراكز, إضافة إلى إعلان عدة حالات إضراب عن الطعام.
يقول العميد العمري ان "الإدارة تتدخل لمعالجة سبب الاضرابات التي تقع في السجون قدر ما أمكن "بالتوسط" لدى الجهات الأخرى لمساعدة النزيل المحتج".
وقال العمري "سجلنا 158 إضرابا عن الطعام والشراب خلال الأشهر الخمسة الأولى وسياستنا في التعامل مع هذه الحالات التي ينظر لها على أساس حق من حقوق النزيل بغض النظر عن الإضراب ولا يجبر النزيل خلال هذه المدة على تناول الطعام والشراب رغم توفيره له كما يتم خضوعه لفحص ومراقبة طبية مستمرة.
واشار إلى ضبط 63 قضية لتعاطي حبوب مخدرة غير مدرجة على قائمة العقاقير الطبية داخل مراكز الإصلاح كافة منها 39 قضية ما زالت قيد التحقيق فيما جرت محاكمة 22 أمام مدراء المراكز لمخالفات مسلكية.
وما تم ضبطه داخل المراكز أو على الأبواب أو في أحشاء النزلاء من مواد مخدرة في معظمها حبوب غير مدرجة على قائمة العقاقير الطبية تم إحباطها رغم ان تعاطي المخدرات داخل المراكز هو ظاهرة عالمية الا انها لا تشكل ظاهرة حقيقية داخل المراكز.
أما قضايا" اللواط "وحسب ادعاء النزلاء بارتكابها عليهم فقد تم إيداع 7 قضايا للقضاء بعد تشكيل هيئة التحقيق وذلك خلال الأشهر الستة الأولى منذ بداية العام الجاري.
واعتبر العميد العمري ان هذا النوع من القضايا مرتبط عادة بسلوك شاذ يعاني منه النزيل, وهناك حالات بسيطة لمن يتعرضون لمثل هذا النوع الا ان الايجابي في القضية عند تناولها هي ان شكاوى أصبحت ترد للإدارة من قبل النزلاء ولم يعودوا يصمتون عن تعرضهم لهذا النوع من السلوك الشاذ.
وبين العميد العمري ان الإدارة أصبحت توفر كراسي متحركة خاصة بالمعاقين وعكازات و"walkers" للنزلاء الذين تستدعي إعاقتهم توفيرها لهم ومؤخرا تم توفيرها لجميع المراكز عن طريق المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين وبعضها يتم توفيره عن طريق الجمعيات الخيرية العاملة كجمعيات رعاية النزلاء.
وأضاف" لم يقتصر الأمر على النزلاء فقط بل يتم توفير مثل تلك الكراسي في حالات الزوار لاستخدامها من قبل الأهالي وذوي النزلاء من كبار السن والمرضى".
وعند الحديث عن السجن شديد الحراسة (موقر 2) الذي جرى افتتاحه في نيسان الماضي قال العميد العمري " انه مركز جديد للخطرين جدا, ويتم توديع النزلاء الموصوفين بالخطرين جدا داخل مراكز الإصلاح لتشكيلهم خطورة على أنفسهم وعلى الآخرين وعلى غيرهم من النزلاء وعلى بيئة المركز, وسيتم إرسالهم لهذا المركز لتعديل سلوكهم خلال وجودهم فيه, عبر برنامج إعادة تأهيل يشرف عليه طبيب نفسي وأخصائي اجتماعي ومرشد ديني ومدير المركز وطاقم من الحراسة".
وزاد العمري "يمضي النزيل فيه فترة شهرين وفي نهاية المدة يتم إعداد تقرير تقييمي لما أصبح عليه وضع النزيل مع التوصية اللازمة حول إعادته إلى مركز إصلاح آخر أو تمديد مدة بقائه في حال عدم استجابته لبرنامج التأهيل".
وقال "ان مركز (الموقر 2) يضم الان 55 نزيلا يخضعون لبرنامج إعادة التأهيل فيما يتسع لحوالي 240 نزيلا يطبق فيه نظام التسكين الانفرادي كتوفير ساحة تشميس خاصة بكل نزيل إضافة إلى غرفة تضم سريرا وحماما".
وابتعد العميد العمري عن تسميتها ب¯ "الحبس الانفرادي" مؤكدا انها من اجل إعادة التأهيل والتخفيف من خطر النزيل ليتمكن بعد عودته لمركز الإصلاح من العيش والاندماج مع الآخرين من دون التأثير عليهم أو إلحاق الأذى بهم.
وأضاف ان البرنامج يتضمن في نهاية العلاج اخذ تعهدات على هذا النزيل ليكون حسن السيرة والسلوك داخل المركز المنقول إليه كما يتم إشراك الأهل في البرنامج وفي الضمانات اللازمة لحسن سلوكه.
وقال " واجهتنا مشكلة عند تنفيذ البرنامج في كون بعض النزلاء ليس له أهل يسألون عنه أو يزورونه أو أمضى اكثر من نصف عمره في مراكز الإصلاح كونه جاء من بيئة مفككة اسريا وليس له معيل أو رب أسرة".











































