528مليون دينار عائدات قطاع السياحة

الرابط المختصر

أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي الاردني ان العائدات المتأتية من قطاع السياحة الواردة للمملكة خلال فترة الاربعة شهور الاولى من العام الحالي 2009 سجلت ارتفاعا بنسبة 1ر4 % بالمقارنة مع الفترة المماثلة من عام 2008 وبلغت حوالي 528 مليون دينار مقابل نحو 3ر507 مليون دينار خلال نفس الفترة المماثلة من عام 2008 وبزيادة بلغت نحو 7ر20 مليون دينار كما أظهرت البيانات ذاتها ان العائدات المتأتية من القطاع السياحي بلغت خلال شهر نيسان من العام الجاري حوالي 4ر171 مليون دينار مقابل نحو 6ر159 مليون دينار خلال نفس الشهر من العام الماضي وسجلت نموا بنسبة 4ر7% وبزيادة بلغت نحو 8ر11 مليون دينار.
ويأتي ارتفاع الدخل المتأتي من قطاع السياحة خلال فترة الثلث الاول من هذا العام في ظل تزايد اعداد الافواج السياحية الواردة للمملكة اذ اشارت البيانات المتعلقة باعداد القادمين للمملكة من مختلف الجنسيات المحلية والاقليمية والعالمية بنهاية عام 2008 مايقرب من 5ر9 مليون زائر قدموا للمملكة مقابل نحو 9ر8 مليون زائر خلال العام الذي سبقه بارتفاع 6% كما ارتفع الدخل المتاتي من قطاع السياحة خلال العام الماضي ليصل الى نحو 2 مليار دينار مقابل نحو 6ر1 مليار دينار للعام الذي سبقه وبنسبة نمو بلغت 7ر19% كما بلغت اعداد القادمين للمملكة خلال فترة الاربعة شهور الاولى من العام الحالي 2009 مايقرب من 5ر2 مليون زائر فيما ارتفعت هذه الاعداد خلال شهر نيسان من العام الحالي الى مايقرب من 807 الاف قادم مقابل نحو 711 الف قادم خلال نفس الشهر من العام 2008 .
الى ذلك يعتبر النمو في الدخل المتاتي من قطاع السياحة خلال الاشهر الاربعة الاولى من هذا العام من المؤشرات الايجابية وخلافا لكل التوقعات حيث توقع محللون ان تلقي الازمة المالية العالمية وتداعياتها السلبية بظلالها على تراجع حركة السياحية في المملكة ولكن وعلى الرغم من تداعيات هذه الازمة التي تحولت الى ازمة اقتصادية عصفت باسواق واقتصاديات دول العالم وانعكست سلبا على القطاع السياحي الاقليمي والعالمي لكن القطاع السياحي في المملكة بقى في منأى عن اية تداعيات سلبية جراء الازمة المالية العالمية وكان الاردن الاقل تاثرا جراء هذه الازمة وحقق الدخل المتاتي من هذا القطاع خلال فترة الثلث الاول من العام الجاري نموا ايجابيا بلغت نسبته 1ر4 % بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي .
ويتوقع محللون ان يشهد قطاع السياحة في المملكة خلال اشهر صيف العام الحالي انتعاشا وزخما ملحوظا وحراكا واضحا في ظل تزايد اعداد الافواج السياحية واعداد الزائرين القادمين للمملكة ويأتي ذلك في ظل تكثييف برامج التسويق السياحي من قبل القطاعات المعنية بهذا الشأن على صعيدي المستويات الرسمية والخاصة الى جانب الانفاق التنموي المتزايد الهادف الى تطوير قطاع ومرافق قطاع السياحة في المملكة .
الى ذلك يجمع محللون ان مدينة البتراء الوردية تشكل موقعا سياحيا عالميا يلقى اهتمام واعجاب العالم الذي يرى فيه احدى عجائب الدنيا السبع مما دفع الى زيادة الاهتمام بالسياحة الواردة للمملكة من قبل وكالات السياحة في الدول الاوروبية والعالمية حيث كان لاختيار البتراء لتكون من عجائب الدنيا السبع حيث اضفى المزيد من الشرعية الدولية على مكانة واهمية هذا الموقع الاثري السياحي على مستوى العالم كما يؤكد مراقبون ان الاردن يحتل مكانا اساسيا مهما في الخريطة السياحية الاوروبية والعالمية نظرا لما تتضمنه من تراث تاريخي عريق يربط بين تاريخ الانسانية القديم والمعاصر هذا الى جانب مايتمتع به الاردن من امر واستقرار وسمعة طيبة مما يجعله محط انظار السواح من مختلف انحاء المعمورة .
وبحسب مصادر رسمية فان قطاع السياحة في المملكة يشهد تزايدا في تنفيذ المشاريع التنموية الهادفة الى تحسين وتطوير البنية التحتية للقطاع ذاته اذ يقدر حجم التمويل المزمع انفاقه من مصادر التمويل الخارجية على مشاريع تطوير وتحسين البنية التحتية بحوالي 36 مليون دينار للسنوات القادمة كمال توقعت المصادر ذاتها ان يتم توفير مايزيد عن 20 الف فرصة عمل جديدة خلال السنوات الخمس القادمة في ظل التركيز على مشاريع تطوير مراكز التدريب المهني والتشغيل مما يدفع الى وضع استراتيجية جديدة للتوجه التشغيلي لمؤسسات التدريب والتاهيل المهني المعنية بالتشغيل في قطاع السياحة .
وكانت عائدات قطاع السياحة بنهاية عام 2006 سجلت نموا متصاعدا مقارنة بالعام الذي سبقه اذ بلغت العائدات نحو 1461 مليون دينار مقابل نحو 1021 مليون دينار وبما يعادل نحو 2 مليار دولار امريكي كما بلغت العائدات ذاتها خلال عام 2007 نحو 1639 مليون دينار بنسبة نمو بلغت 12% وبلغ المعدل السنوي للعائدات مانسبته حوالي 5ر14% من الناتج المحلي الاجمالي فيما بلغ هذا المعدل خلال عام 2007 15% من الناتج المحلي الاجمالي بالاسعار الجارية اما في عام 2008 فقد شكل حوالي 4ر15% من الناتج المحلي الاجمالي وسط حركة سياحية نشطة ومتنامية في اعداد الزائرين للمملكة بحرا وجوا وبرا اذ يعكس زخم العائدات المتاتية من قطاع السياحة حالة الانتعاش الواضحة في نشاطات وفعاليات ملحقة بقطاع السياحة من ضمنها قطاع الخدمات والقطاع التجاري وقطاع المطاعم والفنادق والشقق المفروشة التي تشهد اقبالا ورواجا متزايدا على مدار فصول السنة هذا بالاضافة الى قطاع المطاعم السياحية التي تسجل اقبالا وانتعاشا لافتين من قبل الزائرين اذ تعج بهم بشكل لافت خلال اشهر الصيف من كل عام .
الى ذلك ياتي تزايد وتيرة النمو في اعداد الافواج السياحية والزائرين للمملكة مدفوعا بتوفر البيئة الاستثمارية بما في ذلك البيئة الامنية التي يتمتع بها الاردن ويتميز بها عن سواه من بلدان العالم مما جعله واحة امن واستقرار ومقصدا مفضلا يقصده السياح والمستثمرون على حد سواء من مختلف دول العالم ناهيك عن توفر البنية التحتية والمرافق السياحية الجاذبة اذ اجتمعت هذه العوامل جميعها في جذب اعداد الافواج السياحية بقصد السياحة والعلاج على مدار السنة لاسيما تلك المراكز الشتوية في مناطق متعددة من المملكة كمنطقة العقبة والبتراء والبحر الميت وحمامات ماعين وغيرها حيث غدت هذه المرافق العلاجية الطبيعية مقصدا سياحيا طبيعيا ينعم الزائرون بدفئها وجمالها من كافة انحاء المعمورة على الصعيدين المحلي والخارجي .
وفي ذات السياق يعتبر الدخل المتاتي من قطاع السياحة من ابرز الموارد الرئيسية بعد التحويلات المتدفقة الى المملكة من قبل المغتربين الاردنيين بالخارج والتي بلغت ذروتها عامي 2007 و 2008 اذ بلغت 2ر2 مليار و9ر2 مليار دينار على التوالي وتتميز بانها تحويلات بالعملات الصعبة ثم تليها تلك العائدات المتاتية من قطاع السياحة من حيث الاهمية النسبية حيث بلغت 6ر1 مليار و 2 مليار دينار في عامي 2007 و2008 على التوالي كما تعكس حركة السياحة الواردة غزارة التدفقات النقدية الواردة للخزينة العامة من خلال بدلات الرسوم والضرائب كضريبة المغادرة ورسوم الدخول للمواقع السياحية الاثرية حيث تبرز اهمية هذه المقبوضات بانها بعملات صعبة يتم تحويلها الى عملات محلية مما يعكس انتعاشا واضحا في سوق الصرافة وارتفاع منسوب احتياطيات المملكة من العملات الصعبة التي ارتفعت الى نحو 9ر8 مليار دولار بنهاية الثلث الاول من العام الحالي 2009 كما انها تعزز من مكانة ميزان المدفوعات وتخفيض العجز في الحساب الجاري كما يؤدي الدخل المتاتي من قطاع السياحة دورا فاعلا في خلق فرص عمل جديدة من خلال تشغيل الكوادر الفنية المتخصصة في هذا المجال بالاضافة الى انتعاش قطاع الصناعة الحرفية التي تعكس التراث الشعبي المحلي والتي تعتبر هدايا رمزية تذكاريه ذات قيمة معنوية كبيرة يتم الميل الى اقتنائها من قبل الزائرين بما يعزز من اعتبار قطاع السياحة من الصناعات غير المنظورة في ظل المكانة التي يحتلها هذا القطاع واهميته في دعم الاقتصاد الوطني وذات تاثير واضح في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتشغيل المحلي وبما يساعد على تقليل جيوب الفقر والبطالة .
وتولي الجهات المختصة على الصعيدين الرسمي والخاص اتخاذ كافة الخطوات العملية اللازمة لدعم وتنشيط هذا القطاع من خلال برامج التسويق والترويج بكافة اشكاله لما في ذلك من اثر واضح في رفع مستويات الدخل للافراد نظرا لارتفاع معدلات الربحية اذ يعمل في ق قطاع السياحة نحو 30 الف عامل كما يعمل في قطاع الفنادق نحو 13 الف عامل ويتوفر نحو 468 فندقا من مختلف الفئات كما يساهم دخل القطاع السياحي بما نسبته حوالي 5ر8 % من القيمة المضافة المتولدة عن القطاع ذاته .