350مليون دينار خسائر الأردن السنوية من حوادث السير

الرابط المختصر

أكد مدير إدارة السير في مديرية الأمن العام العميد الدكتور فراس الدويري أن قانون السير رقم 49 لسنة 2008 وتعديلاته، والذي سيبدأ العمل به قريبا قانون إيجابي يشكل دعوةللإلتزام بشروط السلامة المرورية ووقف النزف على الطرقات، والحفاظ على الأرواح والممتلكات، وأن الهدف منه ليس الجباية. 

وقال خلال محاضرة نظمتها عمادة شؤون الطلبة في جامعة اليرموك بعنوان "السلامة المرورية" وبحضور مدير شرطة إربد العميد عمر الكساسبة، أنه واستجابة للتوجيهات الملكية السامية بإيلاء  قضية حوادث السير والازدحامات المرورية جل الاهتمام، جاءت تعديلات قانون السير لتلبي هذه الرؤى في تحقيق الاستراتيجية المرورية من خلال تغليظ العقوبات على المخالفات التي كانت سببا مباشرا أو غير مباشر في وقوع الحوادث المرورية أو إحداث الازدحامات، حفاظا على الأرواح والممتلكات في شوارع الأردن. وأنه من هنا جاءت الضرورة التشريعية لتعديل نصوص قانون السير والتركيز على قيمة حماية الأرواح من خلال الحد من الحوادث المرورية، ووقف السلوك غير المرغوب على الطرقات، لا سيما في حالات المخالفات الخطيرة، والوقوف على منحنى تنازلي في مختلف محاور الإحصائيات المرورية لإثبات أن هذا الجهد المبذول لم يكن زائفا. 

أكد العميد الدويري أن زيادة قيمة المخالفات في القانون الجديد لا تؤثر على السائق الملتزم وإنما ستشكل رادعا لمرتكب المخالفة، والمتسبب بالحوادث المرورية، وأن تغليظ بعض العقوبات دعوة للإلتزام بنصوص القانون والحفاظ على حياة الأفراد. وقال إن القانون الجديد راعى تغير نمط الحياة وأعطى صالحيات أكبر في مجال الإعتماد على التكنولوجيا في متابعة الشأن المروري. 

وتحدث حول أوجه تغليظ العقوبات في القانون الجديد وتضمنت رفع قيم الغرامة المالية لبعض المخالفات الخطرة، ومضاعفة هذه القيم في حال التكرار خلال سنة من تاريخ ارتكابها، ووقف العمل برخصة القيادة لمدة شهرين، وحجز المركبة لمدة تتراوح بين 24 ساعة إلى 30 ساعة، كما أشار إلى النقاط الإيجابية، وقال أن تغليظ العقوبة في حال تكرار بعضالمخالفات نقطة مهمة لأنها لا تساوي بين المخالف ومكرر المخالفة، وكذلك نقطة حماية الفئات المستضعفة من خلال تعديل يحمي فئة الأطفال داخل المركبة بإلزامية استعمال المقاعد المخصصة للأطفال دون سن الأربع سنوات، إضافة إلى توافق التعديلات الجديدة مع الواقع العملي في الأردن ( الوسائل الإلكترونية، التطبيقات الذكية، الباص السريع) . 

وشدد على أن تحقيق السلامة المرورية والحد من حوادث السير يتطلب تعاون الجميع مع مديرية الأمن العام في نشر الطمأنينة في الطرقات، وإيجاد ثقافة مجتمعية تنبذ التصرفات غير المرغوب بها وتؤكد ضرورة التزام السائقين والمشاة بشروط السلامة المرورية حماية لأنفسهم ولغيرهم، فيما تعمل مديرية الأمن العام من خلال إدارة السير على تنفيذ قوانين السير بكل حزم وقوة ومن دون تهاون.

 وقال إن ما يسجله الأردن يوميا من حوادث سير وما ينتج عنها من إصابات ووفيات وأضرار أصبح مشكلة تؤرق الجميع، وأن المعلومات تشير إلى أن الإنسان هو المسبب لما نسبته ,8 98 من الحوادث، وأن ما يزيد عن %43 من مصابي الحوادث من فئة الشباب، ومنهم من فقد القدرة على العطاء وأصبح يعاني من الإعاقات والأمراض جرائها، يضاف لها الخسائر المادية الكبيرة التي تسببها حوادث السير في الأردن سنويا والتي تصل لـ 350 مليون دينار.

 واستعرض العميد الدويري ملخصا للحوادث المرورية في الأردن لعام ،2022 والذي سجل وقوع 169409حادث مروري تسبب 11510حادث منها بوقوع 17096 إصابة، و562 وفاة، فيما بلغت تكلفة هذه الحوادث 322 مليون دينار أردني، وكانت الفئة العمرية 35-18 األكثرتضررا من المصابين وبنسبة بلغت ،%46 كما شكلت هذه الفئة من السائقين األكثر تسببا بالحوادث وبنسبة بلغت ،%43 وكانت من أبرز أخطاء السائقين مخالفات المسارب واألولويات، وعدم ترك مسافة أمان، وعدم أخذ االحتياطات الالزمة أثناء القيادة. ودعا إلى االلتزام بعدد من السلوكات التي تؤثر إيجابا في الحد من اإلزدحامات المرورية كاستخدام النقل الجماعي ووسائل النقل العام، وضرورة االلتزام باستخدام حزام األمان، وحدود السرعة المسوح بها، وتجنب استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.

 بدوره دعا الكساسبة كافة أفراد المجتمع إلى النظر بعين الوعي والخلق الحسن لما تشهده الطرقات من حوادث قاتلة تتسبب بوقوع ضحايا وإصابات ال ذنب لها وال مبرر إليذائها، كما أعرب عن أمله في أن يكون العمل بقانون السيرالجديد فرصة للإللتزام، ومدعاة لظهور ثقافة مجتمعية ترفض مخالفة القوانين وتؤكد ضرورة الحفاظ على أنفسنا ومستقبلنا. وعلى هامش المحاضرة قدم فريق المسرح الشرطي التابع لمديرية اإلعالم والشرطة المجتمعية في مديرية األمن العام عرضا مسرحيا بعنوان"كفى لنزف الطرقات"، تناول خطورة حوادث السير وما قد تسببه من إزهاق لألرواح، وإصابات خطرة تؤدي إلى العجز أو المرض، وتحول دون قدرة المصاب على مواصلة حياته بشكل طبيعي. يذكر أن هذه المحاضرة جاءت ضمن فعاليات صيف الشباب 2023.

الرأي

أضف تعليقك